أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


مرض النوم الشعبي.. وذبابة التسي تسي...

بقلم : ثامر دميثان المجالي
11-07-2012 09:57 AM

ذبابة (تسي تسي) :
أخطر الحشرات في العالم...قاتلة ومميته وهي التي تحمل جرثومة تريبانسوما المميتة التي تتسبب بمرض مميت للمواشي وتتسبب أيضا في نقل مرض خطيرللبشر يدعى مرض الموت ويقال انها تنقل مرض داء الكلب . ولديها ضحايا كثيرة مرورا بالبشر وحتى الحيوانات المدجنة أوالبرية.

مرض النوم:
مرض النوم آفة ناتجه عن طفيلي يصل إلى الإنسان من عضة إحدى حشرات ذبابة التسي تسي(الممثلة بعشيرة الفاسدين الذين ابتلي بهم هذا الوطن الذي استعصى عليه كسر قيد بيعه وبيع مقدراته وإمتهان كرامته وإذلاله وتشويه غيرة أحراره على كرامته وشرفه).

والمخلوق المسؤول عن نقل هذا الداء العضوي الطفيلي هو ذبابة تسي تسي وتعني الكلمة باللغة الافريقية ( الذبابة التي تقتل الماشية ) وهنالك 21 نوعا من هذا الذباب وهي من أقارب الذباب المنزلي الوطني أو المستوطن سواء برغبةً أو قسراً ورغم أنفه.


وتحتاج ذبابة تسي تسي ، مثل البعوض ، إلى الدم الشعبي لتبقى على قيد الحياة ولدينا كفايه لكنها نهمه و تحتاج إليه بكميات كبيرة بحيث تمتص الدم يوميا وهنالك ميزة أخرى مشتركة بين ذبابة تسي تسي وحشرة البعوض وهي أنه لا يمكن لهذه الذبابة الأنثى دون تموين كاف من الدم انتاج يرقاتها التي تخرج من بيضة داخلها تكون صغيرة وغير نامية وفي ظل ظروف تغذية ملائمة وعدم متابعه وقائيه يمكن لهذه الذبابة انتاج يرقه ناضجة مكتملة في كل يوم من حياتها الراشدة وتتحول اليرقه في ظل الدعم والحماية الى ذبابه ناضجه... وحوالي 80 بالمئة من ذباب تسي تسي التي تهاجم البشر هي من الذكور لأن الإناث منها تهاجم حيوانات أكبر بحيث تولد طفيلياتها مرضا يسمى ناغنا وهذا المرض مشابه لمرض النوم الذي يصيب البشر ويكون البشر هم ضحاياه الأساسيين على أن المرض ينتقل من شخص لآخر بالعدوى او الجهل اوبالانتفاع كما هو دارج ومعتمد لدينا في هذا الوطن المستباح .

ويقول السيد يورغي هندركس، خبير المنظمة في ميدان مكافحة الحشرات والآفات، ''إن ذبابة ''تسي تسي'' هي حشرة تنشر الفقر، فهي تحول دون إفلات السكان من فخ الفقر بمنعهم من إنتاج ما يكفي من غذاء للبقاء على قيد الحياة''. وفي الحقيقة فإن ذبابة ''تسي تسي'' ومرض التريبانوزوما هما العائقان الرئيسيان أمام استحداث نظم تنموية مستدامة في الإقليم، مما يلحق أشد الضرر بالطبقات الشعبية الفقيرة والمحرومة في البلدان المثقلة بالديون.
طبعا يمكن مواجهة هذا المرض وفي معظم الحالات يمكن الوصول إلى الشفاء الكامل رغم بقاء بقايا الضرر إذا كان المرض لم يصل إلى الدماغ و إذا حصل التشخيص والعلاج في مرحلة مبكرة تصبح فرص الشفاء أقوى.

يسبب المرض نمو عقدة صغيرة مؤلمة في موقع العضة لكن التطورات اللاحقة تختلف بين عضة الذكر وعضة الأنثى مما يسبب في حصول حمى حادة قوية في غضون عدة أسابيع على حصول الالتهاب بفعل العضة وقد يموت المصاب بفعل قصور القلب قبل أن يصل المرض إلى الدماغ أما في بعض الاقاليم فيكون المرض أبطأ ويتعرض المصاب لنوبات متكررة من الحمى المرفقة بتضخم العقد اللمفاوية وبعد عدة أشهر أو عدة سنوات ينتشر المرض ليصل إلى الدماغ مسببا الصداع والارتباك... وفي النهاية يحصل الكسل الشديد ويصبح المصاب إذا وصل المرض إلى أوجه متوقفا كليا عن النشاط وتتهدل جفونه وتصبح تعابيره غامضة فارغة وبدون أي علاج تكون النتيجة النهائية للمرض فقدان الذاكرة الوطنيه و الغيبوبة ومن ثم الموت.

وهنالك أدوية فعالة جدا في هذا الإطار وبينها دواء الزرنيخ اما المضاعفات الجانبية لهذه الأدوية فهي حادة و تسبب فقدان البصيرة والقدرة البصرية بسبب التهاب العصب البصري.
لكن أفضل إجراءات الضبط الفعال للمرض تشمل تدمير البيئة التي يعيش فيها ذباب تسي تسي بتنظيف غاباته حرقا وتدميراً لحياته البرية عديمة المراقبة أو المسائله و التي تعد المصدر الأول لغذاء هذه الحشرة... هذا التدمير الكامل للبيئة قد لا يكون مقبولا للكثيرين لكنه شر لا بد منه ورغم كل إجراءات الدفاع الاخرى التي مورست ضد ذباب تسي تسي على مدى السنين لا تزال هذه الذبابة ترفض الانقراض.
أبعد ألله ذباب التسي تسي ومرض النوم عن الوطن وشعبه.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-07-2012 11:42 AM

الاجمل من المقالة هو ظهورك يا ابا تميم على الموقع بعد غيبة طويلة !!!
كثيرا ما كنت اتساءل عن سبب هدوء وانتظار الاغلبية الصامته بعد كشف كل هذه الحقائق تبين لي من خلال مقالتك المعبره ان السبب يعود باصابتها بمرض
( ناغانا ) نطلب من الله ان يشفيهم من ناغانا فقد طال غيابهم وسكوتهم .
اما المعارضه رغم محاولاتها المتعددة لتقف صفا واحدا في وجة الفاسد والمفسد إلا انها تفشل بكل مرة قد يكون حسب تحليلك انها مصابة بمرض( التريبانوزوما) ، فهي لم تنجح ايضا بفرض نظم تنموية مستدامة في الاقاليم من البداية حيث ان هذا حق مكتسب لها لوجود معظم الخيرات المنهوبة على ارضها ، مما كان له اشد الاثر والضرر بالطبقات الشعبية . اعلم يا سيدي اني قلبت بعض الموازين في المقالة فلا بد من رش مبيد فعال يقضي على ذبابة التسي تسي الفاسدة وفي نفس الوقت يوقظ شرارة الاصرح الحقيقي عند الشعب صاحب الولاية . تحيه اعزاز لفكرك واسلوبك النير يا سيد تامر دميثان المجالي .

2) تعليق بواسطة :
11-07-2012 01:58 PM

الاخ العزيز ابو تميم.
الحمد لله على سلامتكم ونرجوا ان يكون المانع لظهوركم خيرا..المهم انكم عدتم ونرجوا الله ان يكون العود احمد.ذبابة التسي تسي تعرف ايضا بذبابة النوم ان لم اكن مخطئا وهي معروفة عندنا في السعودية لانتشارها بين الجاليات الافريقية.ويبدوا ان الكثير
من شعبنا مصابا بها..فهؤلاء من النائمين في العسل من الاكثرية الصامتة
على الظلم والجور والفقر والفاقة يحتاجون الى علاج لان الكثير منهم تفاقمت
عنده الحالة وتطورت فتحول الى سحيج وهتيف وهنا تكمن الخطورة مما يجعل المرض يستوطن اكثر وينتشر ويصبح عضالا اي فالج لاتعالج ويبدوا ان هناك من يسعى الى
نشر الفايروس بشتى السبل والا مامعنى ان ترى عشرات الفضائيات تتبنى هذا اضافة الى وسائل الاعلام على اختلاف انواعها..؟
اجارنا الله واياكم ..وشكرا ابا تميم.

3) تعليق بواسطة :
11-07-2012 03:53 PM

انها ذبابة محصنة جدا واقدامها (راسخة)في الارض حتى لو دفعنا كثيرا من الذهب (المجيدي) ...وانت ايها الكاتب (ياسين) عليك ابدعت

4) تعليق بواسطة :
11-07-2012 08:17 PM

الاخوة الاحباء:
1.عمر الاردن...الابهى من مقالي مداخلاتك الرائعه التي تجدد الثقة ثقة اكبر...وتؤكد لي ان الاردن بخير.
2.الاستاذ طايل...تغمرني دوما بطيب مرورك المؤثر عبقاًيمنحني الاصرار على النهج.
3.الاخ ابن الاردن...لك الشكر...وما اشاراتك سوى مناشير جذت ساق زيتونة الوطن وعائلتك الاردن ولكن للمناشير عمر ينتهي غير راسخ وان غلفوها بالذهب المجيدي والانجليزي وجعلوا سورة ياسين تميمة لها...لان البقاء لله والوطن والموقف... وغير ذلك الى زوال.
لكم جميعا ومن القلب كل التقدير الصادق.

5) تعليق بواسطة :
12-07-2012 08:51 AM

وين الغيبه او تميم............ من غير شئ..

6) تعليق بواسطة :
09-08-2015 06:54 PM

الله يستر من هذهِ الذبابة القتلة الله الحافض وهو ارحم الراحمين

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012