أضف إلى المفضلة
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 05 كانون الأول/ديسمبر 2024


"شلل الأطفال".. معاناة جديدة للغزيين

بقلم : محمود الخطاطبة
30-07-2024 05:44 AM

بُعيد 298 يومًا على بدء الحرب الهمجية التي تشنها آلة البطش الصهيونية على قطاع غزة، يتم الكشف، مؤخرًا، عن فيروس شلل الأطفال في عينات أُخذت من مياه الصرف الصحي في قطاع غزة، الأمر الذي يزيد الطين «بلة» بالنسبة للغزيين الذين يتعرضون لويلات مُتتالية.

تلك مُعاناة جديدة تُضاف إلى مصائب الغزيين، الذين بات جُلهم يُعاني من انعدام أمن غذائي، وجوع كارثي، فضلًا عن عشرات الآلاف من الأطفال الذين يذوقون ويلات سوء التغذية، الأمر الذي يُثير «الرعب»، على الرغم من أن هذا الأمر ليس طارئا أو مُفاجئا، على اعتبار أن المُستشفيات والمراكز الصحية في القطاع تتعرض منذ نحو عشرة أشهر وبشكل يومي إلى تدمير مُمنهج من قبل الكيان المُتمرد.

العالم كُله يُراقب التطورات الخطيرة التي تُلاحق الغزيين، فلا يكادون يتخلصون أو يقضون على مُعاناة، حتى تأتي أُخرى جديدة، بينما الدول التي تُطلق على نفسها مُتحضرة ومُتقدمة تكتفي بوضعية «المُتفرج»، وكأنها لا تملك أخلاقا، وليس لديها أي درجة من الإنسانية، وإن كان بعضها يتمتع بشيء من هذا القبيل، فتكتفي برد بارد، من خلال بيان صحفي لا يتجاوز عدد كلماته المائة كلمة، تتمحور حول الاستنكار والشجب، بلا أي فعل على أرض الواقع.
أهل غزة يعيشون رحلات من البؤس، فبعد أن بلغ عدد شهدائها نحو أربعين ألفا، وإصابات تجاوزت التسعين ألفا، جُلهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن عشرة آلاف في عداد المفقودين، جراء إرهاب يقوده الاحتلال الإسرائيلي، لم يشهد العالم الحديث مثيلًا له.. ها هم الآن يتعرضون لأمراض، كان العالم قد تخلص منها منذ أعوام عديدة، آخرها «شلل الأطفال».
وللقارئ أن يتخيل كيف سيكون الوضع الصحي للجيل القادم من الغزيين، خصوصًا أن جُل الأطفال دون الخامسة من أعمارهم لم يتم تلقيحهم بمضاد لهذا الفيروس منذ بدء العدوان الإسرائيلي، أي قبل نحو عشرة أشهر.. أطفال غزة في خطر، وما يؤكد ذلك أن مُعدلات التلقيح ضد مرض شلل الأطفال كانت تبلغ 99 بالمائة قُبيل السابع من شهر تشرين الأول 2023، والتي انخفضت في الفترة الحالية نحو 15 بالمائة، بسبب تدمير الاحتلال للنظام الصحي، ونقص الإمدادات الطبية، جراء ما يفرضه من حصار خانق.
بما أن المُجتمع الدولي لا يملك قوة لـ»لجم» الكيان الغاصب، وغير قادر على استصدار أمر بوقف إطلاق النار، حتى لا نقول إرجاع الحقوق لأصحابها الفلسطينيين، أو بمعنى ثان كأنه لا يُريد أن يُنصف الفلسطينيين بشكل عام، والغزيين بشكل خاص، إلا أنه على الأقل يتوجب عليه أن يترك الوضع الصحي في غزة على ما هو عليه، فهو حتمًا يملك القدرة على إعطاء أولوية للصحة في بقعة باتت تُعتبر وباء، جراء الأمراض المُنتشرة فيها.
وإلا فإن عملية حصاد الأرواح جراء الأوبئة والأمراض ستتواصل، وستكون جنبًا إلى جنب مع آلة البطش الصهيونية، وضد عُزل مدنيين، من بينهم أطفال ونساء وشيوخ.. وكأن لسان المُجتمع الدولي المدني، وبالأخص مُنظمات الصحة العالمية، يوحي بأنهم في جانب الباطل ضد الحق، أو ترك الأطفال هُناك يواجهون ظروفهم القاسية وحدهم بلا أي مدد أو عون.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012