تمكين المرأة صحيًا في الأردن:بين الواقع والتحديات العالمية بالأرقام

السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024

تمكين المرأة صحيًا في الأردن:بين الواقع والتحديات العالمية بالأرقام

بقلم : الدكتورة ميرفت مهيرات
30-07-2024 05:49 AM

مع التحولات الكبيرة التي يشهدها العالم، يسعى الأردن جاهدًا لتعزيز تمكين المرأة صحيًا، والذي يعد من الأهداف الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

وعند الحديث عن تمكين المرأة صحيًا يجب أن نستكشف هذا الواقع بالأرقام والحقائق، ونفهم التحديات التي تواجهها النساء في الأردن مقارنة بالمشهد العالمي:

1. متوسط العمر المتوقع:

في الأردن: يزداد متوسط العمر المتوقع للنساء إلى 76 عامًا، متجاوزًا الرجال بقليل، الذين يبلغ متوسط عمرهم المتوقع 74 عامًا.

عالميًا: يبلغ المتوسط العالمي للعمر المتوقع للنساء 75 عامًا، مما يعني أن النساء في الأردن يعشن أطول قليلاً من المتوسط العالمي (المصدر: البنك الدولي).
رسالة إيجابية: النساء في الأردن يعشن أطول من المتوسط العالمي، لكن السؤال الأهم، ما هي جودة الحياة الصحية التي يعشنها؟
2. وفيات الأمهات: قصص النجاح والتحديات

في الأردن: حققت المملكة تقدماً مذهلاً بانخفاض معدل وفيات الأمهات إلى 19 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية (المصدر: وزارة الصحة الأردنية).
عالميًا: لا يزال المتوسط العالمي مرتفعًا عند 211 حالة وفاة لكل 100,000 ولادة حية (المصدر: منظمة الصحة العالمية).

إنجاز يفخر به الأردن: الأرقام تضع الأردن في مصاف الدول التي نجحت في تقليل وفيات الأمهات بشكل كبير، وهي علامة إيجابية على التقدم في الخدمات الصحية.
3. استخدام وسائل تنظيم الأسرة:

في الأردن: 62% من النساء المتزوجات يستخدمن وسائل تنظيم الأسرة الحديثة، ما يمثل تحسناً في الوعي الصحي (المصدر: المسح الديموغرافي والصحي، 2022).
عالميًا: المتوسط العالمي لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة هو 64% (المصدر: الأمم المتحدة).

الواقع المأمول: بالرغم من التحسن، لا يزال هناك فرصة لتحسين هذه النسبة لتواكب المستوى العالمي.
4. التأمين الصحي:

في الأردن: حوالي 69% من النساء يتمتعن بتغطية تأمينية صحية (المصدر: مؤسسة الحسين للسرطان).
عالميًا: لا توجد نسبة عالمية محددة، لكن التغطية الشاملة تُعتبر هدفًا للعديد من الدول.

الطموح المستقبلي: السعي نحو تغطية شاملة للنساء سيضمن لهن حق الوصول إلى الرعاية الصحية التي يحتجنها.
التحديات الكبرى: ماذا يقف في الطريق؟
1. التفاوت الجغرافي:

الواقع الأردني: لا تزال النساء في المناطق الريفية يواجهن نقصًا في الخدمات الصحية، مما يقلل نسبة حصولهن على الرعاية مقارنة بالنساء في المدن بنسبة 15% (المصدر: منظمة الصحة العالمية).

التحدي العالمي: التفاوت في الخدمات الصحية بين المناطق الحضرية والريفية هو تحدي عالمي يتطلب حلولًا مبتكرة لتحسين الوصول للرعاية الصحية.
2. العنف القائم على النوع الاجتماعي:

في الأردن: أظهرت دراسة أن 26% من النساء تعرضن لشكل من أشكال العنف (المصدر: يونيسف الأردن).

عالميًا: يتعرض 30% من النساء للعنف القائم على النوع الاجتماعي في جميع أنحاء العالم (المصدر: الأمم المتحدة).

النداء العاجل: العنف ضد النساء هو ظاهرة عالمية تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمكافحتها بفعالية.
3. الفقر والبطالة:

في الأردن: معدل البطالة بين النساء يصل إلى 25%، وهو ضعف معدل الرجال الذي يبلغ 12% (المصدر: دائرة الإحصاءات العامة الأردنية).
عالميًا: معدل البطالة بين النساء عالميًا يبلغ 24% (المصدر: منظمة العمل الدولية).

الأمل في الاقتصاد: تحسين الفرص الاقتصادية للنساء يمكن أن يكون مفتاحًا لحل العديد من القضايا الصحية والاجتماعية.
4. نقص الوعي الصحي:

في الأردن: حوالي 40% من النساء لا يملكن الوعي الكافي حول الخدمات الصحية المتاحة (المصدر: يونيسف الأردن).
التحدي التعليمي: رفع مستوى الوعي الصحي عبر حملات التوعية والتثقيف يمكن أن يغير مجرى حياة الكثير من النساء.
استراتيجيات التحسين: خطوات نحو المستقبل الأفضل
1. تحسين البنية التحتية الصحية في المناطق الريفية:

الهدف: تقليص الفجوة بين الريف والحضر من خلال زيادة عدد المراكز الصحية وتدريب الكوادر الطبية المؤهلة في المناطق النائية.
2. زيادة الوعي الصحي عبر التعليم والتثقيف:

الحل: إطلاق حملات توعية صحية فعالة وشاملة تهدف إلى تعزيز الوعي حول الصحة الإنجابية والنفسية لدى النساء.
3. تعزيز السياسات لمكافحة العنف ضد المرأة:

العمل المطلوب: تطوير برامج دعم قانوني ونفسي للناجيات من العنف، وتحديث القوانين لضمان حماية حقوق المرأة.
4. تمكين النساء اقتصاديًا:

الخطة: توفير فرص تعليمية وتدريبية، وتحفيز النساء على دخول سوق العمل بفعالية.
5. التعاون الدولي والمحلي:

الشراكات: الاستفادة من خبرات المنظمات العالمية والمحلية لتعزيز الجهود الوطنية الرامية إلى تحسين صحة المرأة.

الخلاصة
تمكين المرأة صحيًا في الأردن ليس مجرد هدف، بل هو ضرورة لتحقيق مجتمع أكثر عدلاً وتطورًا. الأرقام والحقائق تظهر التقدم الكبير الذي تحقق، لكنها تذكرنا أيضًا بالتحديات التي ما زالت قائمة. من خلال التعاون المشترك وتبني استراتيجيات فعالة، يمكن للأردن أن يكون نموذجًا يحتذى به في تمكين المرأة صحيًا.