أضف إلى المفضلة
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024
الخميس , 19 أيلول/سبتمبر 2024


إنها الحرب بشكلها الجديد

بقلم : مالك العثامة
19-09-2024 05:11 AM

على مستوى الإقليم، نحن فعليا في الحرب. لسنا على أبوابها ولا بانتظارها، بل في الحرب ضمن أدواتها الجديدة وتعقيداتها التكنولوجية التي داهمتنا فلم نستوعبها بعد.

ما حدث في لبنان قبل يومين، هو في سياق تلك الحرب، المسيرات التي تنطلق من جنوب لبنان إلى الجليل الأعلى هي في سياق الحرب، التصفيات العابرة للحدود هي مشهد خلفي للحرب، وما لا نعرفه من هجمات هنا أو هناك ولم يعلن عنه بعد هو في سياق الحرب أيضا، والسؤال هنا إلى أي مدى يمكن أن تتسع نطاقات تلك الحرب ومتى يمكن أن تتوقف؟

الضربة الأخيرة في لبنان والتي استهدفت حزب الله وإيران كانت مرعبة في مضمونها وفكرتها، وهي لم تكن – حسب الوارد حتى الآن- ضربة سيبرانية أو هجوما رقميا يستخدم تكنولوجيا حديثة، بل كان عملية استخباراتية غاية في التعقيد تم فيها قرصنة أجهزة لا سلكية، يستخدمها حزب الله في التواصل بديلا 'آمنا كما اعتقدوا' عن أجهزة ذكية تكنولوجيا.

الأجهزة الغبية – إن جاز التعبير- تم تلغيمها قبل توجهها إلى لبنان ومستودعات حزب الله، وبطريقة ذكية تحتاج جهدا استخباريا لا يمكن بالمنطق أن يكتمل بدون تواطؤ أطراف عدة في تقديم المعلومات لإسرائيل. وهو ما يطرح الأسئلة العديدة عن حجم الاختراق الأمني في صفوف محور الممانعة وحلفائه، خصوصا أن قضية توريد أجهزة كتلك تخضع لحلقات ضيقة من العارفين بشأنها.

العملية المعقدة والمفاجئة أيضا كشفت من يحملون تلك الأجهزة من خلال إصاباتهم من خارج إطار حزب الله، وهو ما أثار السؤال عن سبب حمل السفير الإيراني لجهاز انفجر في يده وأصابه بإصابات شديدة.

حجم الإصابات – حسب الوارد من الأخبار- كبير، ونوعية الإصابات التي تتحدث عن مئات فقدوا أعينهم يعني تعطيلا لقدرات بشرية هائلة في صفوف حزب الله، فماذا تبقى لنقول أن هذه ليست حربا بالفعل؟

والضربة لن تمر بلا رد، ولن نتوقع ردا نوعيا بكامل القدرة التكنولوجية الرقمية من حزب الله، فإسرائيل أعادت قواعد الحروب إلى أجواء ما بعد عملية ميونخ لكن على نطاق أكثر اتساعا، وحزب الله أعلن عن رد غير مسبوق وخطير ويوحي بتغيير قواعد الاشتباك لدى الحزب إلى ما هو أعمق بكثير لإحداث الوجع أو الرد على الوجع الفظيع الذي سببته هجمات إسرائيل.

الإقليم يخوض حربه الجديدة بقواعد جديدة، والقواعد الجديدة لا تحكمها قوانين الحروب التي جهدت الإنسانية عبر محافلها الأممية بضبطها قدر الإمكان عبر مواثيق واتفاقيات لا معنى لها في حروب العصر الجديد

وهذا يتطلب فعليا، وقفة دولية مسنودة بتوافق إقليمي حازم لوقف كل تلك الحروب فورا.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012