أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


غضبة ملكية ضد الظلم والعدوان

بقلم : محمد الطراونة
26-09-2024 07:59 AM

معلوم لدى الجميع أنه ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزه، لم تهدأ الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك، وتحركت صوب مختلف المحافل، للتعبير عن الغضب والاستنكار والرفض لما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة من عدوان تشنه الآلة العسكرية الإسرائيلية بكل وحشية، وكان جلالة الملك أول زعيم عالمي يصف هذا العدوان بالوحشي، والذي يشكل جريمة حرب وابادة جماعية، وها هو جلالته وعلى مرأى ومسمع العالم كله، ومن خلال منبر الامم المتحدة، وفي خطاب اتصف بالجرأة والدقة والحسم، يبدي غضبه الشديد مما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، من اعتداءات إسرائيلية، ومن هنا دعا جلالته المجتمع الدولي أن يتبنى آلية لحماية الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي المحتلة، ووقف التصعيد في لبنان، مؤكداً أن هذا التصعيد ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة..
خطاب وجه العديد من الرسائل إلى العالم، واشتمل على مضامين طالما اعتبرها الأردن ثابتاً من ثوابته، وتتمثل في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ولطالما كان الهم الفلسطيني هو الملف الرئيس على أولويات الأردن، فقد عبر الخطاب عن رفض الأردن للتهجير القسري للفلسطينيين، والذي يشكل جريمة حرب، وتساءل عن دور العالم في وقف معاناة الشعب الفلسطيني على مدى سبعة وخمسين عاماً من الاحتلال والظلم والاضطهاد.
وجاء الرفض الملكي القاطع لما يروجه المتطرفون الذين يدفعون بالمنطقة الى حافة حرب شاملة، ومنهم من يروج لفكرة الأردن كوطن بديل، وهذا ما رفضه جلالة الملك مرات عديدة، وجاء هذا الخطاب ليؤكد المؤكد، وليضع العالم أمام مسؤولياته الإنسانية والاخلاقية نحو حجم الفضائع غير المسبوق في غزة، والذي لا يمكن تبريره، وكذلك ما خلفته آلة الحرب الإسرائيلية من قتل للأطفال والصحفيين وعمال الإغاثة والطاقم الطبية، وهو أمر لم يشهده العالم في أي حرب في التاريخ الحديث، ورغم تركيزه على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لم يغب الجهد الإنساني عن اهتمام جلالته، حين دعا جميع دول العالم للانضمام الى الأردن في فرض بوابة للمساعدات الانسانية إلى غزة، وهو أمر ملح أمام المعاناة القاسية لابناء قطاع غزة، خطاب صريح وشامل وحاد وواضح في إدانة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، وجاء مباشراً لرفض الأردن مستقبلاً يحكمه الاستسلام، وهو نهج طالما اختطته القيادة الهاشمية عنواناً رئيساً من الثوابت والبديهيات التي يؤمن بها الأردن.

الرأي

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012