أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


عام على وجع غزة

بقلم : نيفين عبدالهادي
06-10-2024 06:19 AM

قبله واقع وبعده واقع آخر مختلف من ألفه إلى يائه، تاريخ السابع من تشرين الأول أو كما بات معروفا شعبيا «7 أكتوبر» هذا اليوم الذي تغيّرت به أوراق التاريخ، وحتى مفاهيم كثيرة من واقعنا، وبات العالم يصنّف المرحلة بما قبل هذا التاريخ وما بعده، باختلافات كثيرة، وعميقة، وشكل مختلف للمنطقة بشكل كامل.

يصادف يوم غد السابع من تشرين الأول حيث «طوفان الأقصى» لم يكن ولن يكون تاريخا عاديا ليس فقط عربيا إنما على مستوى دولي، يوم بمقدار عصور وأزمنة، تغيّرت وجهة بوصلة القناعات، ولم تعد الانتصارات ومزاعمها كما كانت قبل هذا اليوم، وما عادت الهزيمة بشكلها المعتاد، عمليا تغيّر شكل في الحياة وسقطت أقنعة كثيرة وبات السائد الحقيقة الفلسطينية، والرواية الحقيقية بأن فلسطين أرض محتلة، ويجب تطبيق القوانين الدولية لإنصافها ونُصرتها.

عام من الكوارث والمجازر والإبادة والمجاعات، واستخدام أسلحة جزء كبير منها لم يستخدم في أكبر معارك هذا الزمن، وصلنا به أكثر من 41 ألف شهيد، منهم نحو 17 ألف طفل وأكثر من 11 ألف امرأة، فضلا عن أكثر من 96 ألف مصاب، و10 آلاف مفقود، وأباد جيش الاحتلال الإسرائيلي 902 عائلة فلسطينية ومسحها من السجل المدني.. ليمضي عام من الوجع الذي لم ينته حتى اللحظة، مضت به غزة نحو ظروف لم تعشها البشرية جمعاء ظلما وقهرا وألما، ومضى معها العالم نحو ظروف استثنائية وسقط قناع إسرائيل لمن اقتنعوا بها سنين، وصدّقوا رواياتها الكاذبة، مضى عام على حرب تعجز لغتنا عن وصف بشاعتها، وللأسف دلالات كثيرة تعطي مؤشرات أن الحرب على هذه البقعة من المعمورة لم تنته، بل على العكس تصرّ إسرائيل على التمترس خلف قناعاتها والمضي بحرب كارثية على غزة وجرّ المنطقة لحرب إقليمية.

بعد عام من الحرب، والتي غدت اليوم على عدة جبهات في غزة ولبنان، ولا نستبعد اليمن والعراق تبرز مؤشرات خطيرة تنعكس على المنطقة، وتؤشّر لكوارث ستطال الإقليم والعالم، تحديدا على الصعيد الاقتصادي والسياسي، وحتما الاجتماعي، ما يجعل منها حربا مدمّرة لغزة ولإسرائيل، وتتسع دائرة دمارها لتطال إقليما كاملا، حتى تصل العالم تحديدا، ناهيك عن حجم الكوارث والدمار الذي طال قطاع غزة، دمار خطير، يحتاج زمنا أكثر من الزمن ليعاد بناء ما تم تدميره، فلم يبق مسجد ولا كنيسة ولا مدرسة ولا مستشفى ولا منزل ولا بناء إلاّ وتم تدميره، فقد ارتكب الاحتلال أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين تم استهداف معظمهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90 % من المجموع الكلي لسكان القطاع، وتم اعتقال أكثر من (5) آلاف أسير من القطاع.

ليس هذا فحسب، فقد طالت آلة الحرب الإسرائيلية العاملين في المنظمات الدولية والإنسانية، حيث استشهد نحو 200 موظف من العاملين بها، كما هاجم الاحتلال قوافل الإغاثة ودمر العديد منها، وقتل ما لا يقل عن 172 صحفيا، هي أرقام تحكي وجعا ودمارا وجرائم ومجاعات وإبادة وتهجيرا ، أرقام تحكي وجع الأهل في غزة المستمر حتى يومنا هذا بحجم دمار أكثر وكوارث أضخم.

خلال هذا العام لم يترك الأردن غزة وحيدة بتوجيهات مباشرة ومتابعة شخصية من جلالة الملك عبدالله الثاني، سندا ودعما للأهل في غزة، وتوفير كل ما يلزمهم وتلمّس احتياجاتهم، وايصال ما يمكن أن يعزز صمودهم، ويسندهم في هذه الحرب، إنسانيا وإغاثيا، علاوة على جهود سياسية ودبلوماسية قام بها الأردن أبقى غزة والقضية الفلسطينية أولوية على كافة المحافل الدولية، وفرض الحقيقة الفلسطينية بكل واقعية.

نوثّق بالأرقام والمعلومات على صفحات التاريخ ما يحدث في غزة، لكن في واقع الحال دماء أطفال غزة ونساؤها أكثر قناعة بأن غزة معجزة العصر.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012