أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الشرق الأوسط يترقّب من جديد

بقلم : مأمون المساد
29-10-2024 07:58 AM

تبدو الضربة الإسرائيلية الأخيرة لموقعين عسكريين إيرانيين تستخدمهما طهران لإنتاج وقود الصواريخ تحت مسمى «أيام التوبة»، ردا على الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب في الأول من أكتوبر الجاري تحت مسمى «الوعد الصادق 2، عمليات رفع الحرج من كلا الطرفين في صراع يريد أن يحافظ على مصالح خفية، أو اتفاق تبادل الأدوار أمام الرأي العام العالمي والمحلي في كلا البلدين.
خلال أكتوبر 2024، نفذت إيران عملية «الوعد الصادق 2» رداً على اغتيال قادة من حماس وحزب الله وأحد كبار قادتها العسكريين. استهدفت القوات الإيرانية قواعد عسكرية إسرائيلية عبر إطلاق مئات الصواريخ، تضمنت صواريخ من طرازات «غدر» و»عماد» و»فتح»، والتي تمثل أسلحة بعيدة المدى ذات قدرة تدمير عالية ودقة محسّنة في إصابة الأهداف، أصابت بنجاح عدة مواقع عسكرية إسرائيلية رئيسية وألحقت أضراراً في المنشآت العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية، منها قواعد «تل نوف» و»نباتيم» و»حطريم»، التي تُعتبر مراكز أساسية للقوات الجوية والاستخباراتية الإسرائيلية. كانت هذه الضربات تصعيداً كبيراً رداً على ما وصفته إيران باعتداءات إسرائيلية متكررة واغتيالات مستهدفة لشخصيات إقليمية مؤثرة.
أما عملية «أيام التوبة» فهي حملة الرد الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في إيران كردّ على الهجمات الصاروخية الإيرانية على تل أبيب،و هذه العملية شملت قصفا على مواقع في طهران ومدن أخرى وأعلن أن الهدف كان إضعاف قدرة إيران على تجديد مخزونها من الصواريخ وتعطيل دفاعاتها الجوية حول مواقع استراتيجية، مما يشير إلى تصعيد في النزاع المستمر بين البلدين. تأتي هذه العملية في إطار سياسة إسرائيل لمواجهة تهديدات إيران المستمرة عبر المنطقة، في ظل توتر متزايد بين الطرفين.
صحيح ان كلا العمليتين سعتا إلى إثبات جدارتهما على كسر حاجز الصمت على أي هجوم على الأراضي الإيرانية أو الإسرائيلية المحتلة، وللتدليل على أنهما سيردان على أي ضربة محتملة، لكن التحليل من واقع ووقائع الضربتن يؤكد أنهما لا يسعيان إلى صراع مواجهة مباشر طويل الأمد، فإسرائيل لم تهاجم مفاعلات إيران النووية، وهذا ربما يفسر بأنه استجابة لرغبة امريكية في الوقت الحاضر بعد التورط في حرب طويلة الامد، والاستجابة هنا حتى تستمر إسرائيل في الحصول على الدعم العسكري اللازم من واشنطن، وربما حتى يتوقف مسلسل الرد والرد على الرد، والاسطوانة المشروخة بين طهران وتل أبيب.
لكن المنطقة التي لم تعرف الهدوء منذ عقود تحبس أنفاسها من جديد ويترقب الشرق الأوسط كيف ستكون الايام القادمة في الإقليم وإثبات الذات، فأي توبة ستحملها أيام إسرائيل، وأي صدق ستقدمه إيران وعدا في الهجمات المضادة ؟ وهل ستتصاعد حجم الضربات قوة ومساحة ؟! ربما الأيام والاسابيع القادمة ستجيب على كل قلق الشرق الأوسط.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012