أضف إلى المفضلة
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
الجمعة , 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أمريكا بانتظار الرئيس الجديد.. قضايا 4 تحدد اتجاهات الناخبين

بقلم : مأمون المساد
02-11-2024 10:57 PM

بعد أقل من 48 ساعة ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية الأميركية، فى ظل تقارب حظوظ المتنافسين الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس فى استطلاعات الرأى الوطنية وداخل الولايات المتأرجحة، وعوامل حسم النتائج تعتمد على مواقف كلا المرشحين تجاه مختلف القضايا الاستراتيجية والسياسات التي تقدم بها المرشحيين خلال الأيام والاشهر الماضية كبرامج انتخابية يفحصها الناخب هناك بتمعن ليعلن موقفه منها.

والقضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم تتمثل في :- حرب غزة، أزمة أيران، الحرب الاوكرانية، وقضية الهجرة.

أولا :- المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس تؤكد موقفها الداعم لإسرائيل في صراعها في غزة، معتبرةً أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، بينما تشدد في الوقت نفسه على أهمية حماية المدنيين الفلسطينيين وضرورة وضع حد للعنف من خلال وقف إطلاق النار. هاريس أعربت عن التزامها بإيجاد حل سلمي يتضمن إنهاء الحرب وتحرير الرهائن، مشيرةً إلى أن ذلك سيكون مفتاحاً لتهدئة الوضع وفتح الطريق لحل الدولتين، الذي تعتقد أنه ضروري لتحقيق الأمن لكلا الطرفين.

كما أوضحت هاريس أنها لا تدعم تقليص المساعدات العسكرية لإسرائيل، رغم انتقادات بعض الأوساط التقدمية داخل الحزب الديمقراطي. تسعى هاريس لتحقيق توازن بين دعم إسرائيل والتأكيد على حقوق الفلسطينيين، ودعت إسرائيل إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي في عملياتها في غزة.، ويشكل هذا الموقف المختلط ضبابية بالنسبة للناخب الذي يجد في موقف الرئيس السابق دونالد ترامب الداعم القوي لإسرائيل في حربها في غزة، مشجعاً إسرائيل على «إنهاء الحرب» بشكل كامل. ترامب انتقد إدارة بايدن ووصفها بأنها لم تتخذ خطوات حاسمة في الشرق الأوسط، مؤكداً أنه لو كان رئيساً لأوقف الحرب سريعاً. ورغم أنه كان يؤيد في الماضي حل الدولتين، فقد قال مؤخراً إن تحقيقه أصبح «صعباً جداً» بسبب الأوضاع الحالية في المنطقة.

ترامب يعتقد أن إدارته ستكون أفضل لحل النزاع، مع تفضيل لسياسات تمنح إسرائيل حرية أكبر في عملياتها العسكرية في غزة، وأكد خلال حملته الانتخابية على ضرورة تحقيق «سلام» من خلال تمكين إسرائيل من إنهاء الصراع حسب رؤيتها الخاصة، ما جذب له بعض الدعم من قِبل الناخبين الأمريكيين ذوي الأصول العربية، الذين يرون أن موقفه قد يكون حلاً للصراع المتصاعد مقارنة بموقف إدارة بايدن الحالية.

ثانيا :- نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تتبنى موقفًا صارمًا تجاه إيران، معتبرةً إياها تهديدًا خطيرًا لاستقرار المنطقة. وقد انتقدت البرنامج النووي الإيراني ودعمت العقوبات المشددة لمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. كما أعربت عن دعمها للاحتجاجات الإيرانية ضد النظام، مؤكدةً على حقوق الإنسان وخاصة حقوق النساء في إيران. في الوقت نفسه، تحرص هاريس على التعاون مع الحلفاء لردع إيران عن أنشطة زعزعة الاستقرار في المنطقة، مع تشديد على دعمها لأمن إسرائيل في مواجهة التهديدات الإيرانية.

بينما نجد دونالد ترامب تبنّى موقفاً صارماً تجاه إيران خلال فترته الرئاسية الأولى، حيث انسحب من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرض حملة «أقصى الضغوط» التي شملت عقوبات واسعة على صادرات النفط والقطاع المصرفي والشحن الإيراني، ما أدى إلى تراجع الاقتصاد الإيراني بشكل كبير.

في حالة فوزه بالانتخابات، من المتوقع أن يعزز سياسات الضغط الاقتصادي والعقوبات بشكل أكبر، مع تركيز خاص على منع إيران من تطوير برنامجها النووي. كما أشار إلى أن إدارة بايدن متساهلة للغاية مع إيران، ووعد بإجراء «صفقة رائعة» مع إيران تتضمن إنهاء أي طموحات نووية لديها. وأضاف أن العقوبات كانت فعالة في الضغط على إيران وكانت ستؤدي إلى اتفاق لو استمر هو في السلطة. ومن المحتمل أن تكون العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران تحت إدارة ثانية لترامب مشحونة بشكل أكبر، مع توقع تصعيد الضغط الاقتصادي والسياسي على طهران.

ثالثا :- تدعم كامالا هاريس استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مشيرةً إلى أن الصراع يؤثر على المبادئ الدولية كالسيادة ووحدة الأراضي. وتؤكد هاريس على هذا الالتزام خلال مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير 2024، حيث أشارت إلى أن نجاح أوكرانيا يعكس التعاون العالمي الذي قادته الولايات المتحدة لدعمها. كما أكدت أن النصر الأوكراني هو أيضًا انتكاسة للرئيس الروسي بوتين، ووصفت الحرب بأنها قضية استراتيجية للولايات المتحدة، خصوصًا في مواجهة محاولات روسيا لتقويض استقلال أوكرانيا.

وفيما يتعلق بالسياسة المستقبلية، يعتقد المحللون أن هاريس قد تتبنى مواقف أكثر صرامة من سياسة بايدن الحالية، التي تعتمد الحذر وتجنب التصعيد المباشر مع روسيا. قد يشمل ذلك دعم حلفاء الناتو الذين يرغبون في اتخاذ إجراءات أقوى، مثل تفعيل استخدام أسلحة طويلة المدى داخل روسيا، لرفع قدرات الدفاع الأوكرانية.

ترامب يتبنى موقفاً واضحاً تجاه الحرب الأوكرانية؛ حيث يركز بشكل أساسي على إنهاء النزاع من خلال التفاوض. وعلى الرغم من أنه تجنب التصريح علانيةً بتأييده لانتصار أوكرانيا على روسيا، إلا أنه صرح بأنه إذا انتُخب رئيساً مرة أخرى، فسيسعى للتوصل إلى اتفاق بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنه سيعتمد على قدراته التفاوضية لتحقيق ذلك.

ترامب أبدى أيضاً استعداده للضغط على كلا الطرفين: تهديده بوقف المساعدات عن أوكرانيا من جهة، ومن جهة أخرى إمكانية زيادة الدعم في حال لم تتجاوب روسيا. ويبدو أن مقاربته تميل إلى تجنب تقديم دعم مفتوح لأوكرانيا واستكشاف حلول تسووية قد تؤدي إلى إنهاء الحرب، وهو موقف أقل دعماً لأوكرانيا مقارنة بسياسات الإدارة الحالية أو مواقف بعض المسؤولين الأمريكيين الآخرين الذين يطالبون بتقديم دعم عسكري أقوى لأوكرانيا.

رابعا :- هاريس تدعم إصلاحًا شاملًا لنظام الهجرة الأمريكي، وترى أن السياسات يجب أن تكون متوازنة بين تعزيز الأمن على الحدود وإيجاد حلول قانونية للأفراد المقيمين دون أوراق رسمية. من بين هذه الحلول، تدعم هاريس إنشاء مسارات للمهاجرين غير المسجلين للحصول على الجنسية، وخاصة أولئك الذين قدموا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال.

خلال فترة توليها لمنصب نائبة الرئيس، كُلّفت هاريس بدراسة الأسباب الجذرية للهجرة من بلدان أمريكا الوسطى ومحاولة تقليل موجات الهجرة. في هذا السياق، وجهت رسالة واضحة للمهاجرين المحتملين بعدم المخاطرة بمحاولة دخول البلاد بطرق غير قانونية. ومن ناحية أخرى، انتقدت بشدة سياسات الهجرة المتشددة في عهد ترامب، خاصة تلك التي شملت فصل الأسر على الحدود. ومع ذلك، تحتفظ هاريس بدعم لبعض التدابير الأمنية على الحدود، مثل مكافحة تهريب المخدرات والبشر، لكنها تروج لسياسات تسعى لتنظيم الهجرة بدلاً من تقييدها بشدة.

فيما ترامب يركز بشدة على سياسات الهجرة الصارمة كجزء من برنامجه الانتخابي لعام 2024. من أبرز مواقفه تعهده بتكثيف عمليات الترحيل بشكل غير مسبوق، على غرار عملية ترحيل ضخمة تمت في الخمسينات والمعروفة بعملية «Wetback». ويخطط أيضاً لإعادة سياسات مثل «ابق في المكسيك»، حيث يُطلب من طالبي اللجوء الانتظار في المكسيك أثناء معالجة قضاياهم في المحاكم الأمريكية.

ترامب يعتزم أيضاً استخدام قانون «الأعداء الأجانب» لعام 1798 لترحيل الأفراد المشتبه في انتمائهم لعصابات أو كارتلات المخدرات دون الحاجة لإجراءات قانونية طويلة. بالإضافة إلى ذلك، يسعى لمنع منح الجنسية بالولادة لأطفال المهاجرين غير الشرعيين، وهو ما يُعرف بإلغاء «حق المواطنة بالولادة».

فيما يخص اللجوء، يريد ترامب إعادة القيود السابقة ووقف برامج مثل حق اللجوء وتقييد إصدار التأشيرات، مع تسليط الضوء على تعزيز الأمان عند الحدود عبر تقنيات أمنية ومزيد من القوات الحدودية. يعتبر أن السياسات المتساهلة الحالية ساهمت في تفاقم أزمة المخدرات، ويهدف لاستخدام القوات المسلحة لتعزيز المراقبة الحدودية ومنع تهريب المخدرات عبر الحدود الجنوبية.

استطلاعات الرأي الوطنية الأخيرة -التي أجرتها شبكة إيه بي سي نيوز-إيبسوس، ونيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، وشبكة سي إن إن- تظهر أن مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس تتقدم على ترامب بفارق يراوح بين 19 و29 نقطة بين الناخبين الذين قالوا إنهم أدلوا بأصواتهم بالفعل.

غير أن الصحيفة تقول إن الانتخابات تُحسم، بطبيعة الحال، في الولايات المتأرجحة التي تشير استطلاعات الرأي فيها إلى أن هاريس تتفوق فيها أيضا بفارق كبير.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012