أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رسالة من حفيد

بقلم : يسار الخصاونة 1
18-07-2012 10:50 AM

منذُ ساعتين من الآن ، كنت في بيتي ، ألبس بذلتي هذه ، وأتعطرُ ، استعداداً للحضور هنا ، والوقوف بينكم ، ولم أنسَ شيئاً من أناقتي ، في ذات اللحظةِ ، كان حفيدي أمير ينظر إليّ مستغرباً ، ومتسائلاً بينهُ وبين نفسه.. لمن كلُّ هذه الأناقةِ يا جدو ؟؟، وعندما أنهيت زينتي كما تُنهي زينتَهُن النساءُ ، نعم كنت مثلَكم حريصاً على أن أبدو أنيقاً بينكم ، ومعكم ، قال حفيدي : إلى أين أنت ذاهبٌ يا جدو ؟ قلت رافعاً رأسي مزهواً بأناقتي ، أنا ذاهبٌ إلى مؤتمر من أجل القدس ،الى تظاهرة من اجل القدس، ضحك الحفيد ضِحكاً كالبكاء ، وقال بألم يختصر سنوات قهرنا..وعجزنا ، حتى أنت يا جدو ؟؟ فقلت مستغرباً أو متغابياً حتى أنا ماذا يا أمير ؟ قال بلهجة الاتهام ، حتى أنت يا جدو تلعبُ لعبةَ الكبار ، وأصحابِ القراراتِ ، الذين ضاعت القدسُ بأناقتهم ، لقد اهتموا بأناقتهم ، وأناقة كلماتهم الرنانةِ أكثرَ من اهتمامهم بالقدس ، لقد حرصوا على أن يظهروا أمام الكاميرات بكامل أناقتهم ، وكاملِ عجزهم ، فلماذا إذن طلبتم منا أن نحفظ القصائدَ من أجلها ، وخاصة

هـــــــــاتِ صلاح الــــدينْ ثانيــــــةً فينــــــا
جـــــــدّد لنا حطيــــــــــنْ أو شبــه حطينـــا

لماذا يا جدو ؟؟ قل لي بربك لماذا؟؟ ، ودسّ في جيبي ورقة صغيرة ، وغادر الغرفة رافضاً أناقتي .
لم استطع أن أواجه صدقه ، ومع ذلك فقد بقيت محافظاً على أناقتي مثلكم ، وجئت إليكم لأطالبكم بأن نرسل رسالة اعتذار إلى القدس لأننا خذلناها ،أن نرسل رسالة اعتذار إلى كل أحفادنا لأننا لم نكن بحجم حلمهم ،أن نرسل رسالة اعتذار إلى كل الأمهات لأننا أبناء عاقين ، أن نرسل رسالة اعتذار إلى الشهداء لأننا لم نصُن دماءهم .
والآن سوف أقرأ عليكم رسالة حفيدي أمير:
جدو......باسمي ، واسم كل الأحفاد ..ارفعوا راية الجهاد أو اصمتوا ، اصمتوا قليلاً من أجلنا إننا نريد أن نفكر نحن الأطفال بهدوء كيف سوف نعيد القدس ، جدو.. امنحونا صمتكم ، أرجوك يا جدو.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
18-07-2012 12:42 PM

الصدق مع الذات مهم جدا، أين كنتم لما كان للنضال الذي تتصدرون مشهده الآن، ولكن يبدو أنكم صالحون لكل زمان ومكان، بعضهم يختلس في مرحلة وفي المرحلة التالية يقدم نفسه بمنزلة عمر بن عبدالعزيز ، وآخر سجله الإجرامي بحق أبناء شعبنا معروف ، لكنه يتصدر اليوم المشهد السياسي بمواقفه الثورية،اتقواالله في أنفسكم وبشعبكم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012