أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
شمول مكافآت وحوافز العاملين في الأمانة بالضمان الاجتماعي ترامب بعد التنصيب: العهد الذهب لأميركا بدأ الآن .. والحكومة السابقة دافعت عن مجرمين أمانة عمان الكبرى تعلن عن توفر وظائف شاغرة ترمب رسميا الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأميركية الملك يتفقد مشروع مساكن الملاحة في دير علا المكون من 400 وحدة - صور الامانة تعلن إيداع قوائم التخمين 2025 عطية يسأل وزير الصحة عن اسماء شركات اللحوم الفاسدة الملك يلتقي المكتب الدائم لمجلس النواب اللجنة القانونية النيابية تُقرّ عددا من مواد (الوساطة لتسوية النزاعات) الجمارك: ضبط 17000 عبوة من الجوس المقلّد المنتهي الصلاحية احالات الى التقاعد المبكر في التربية - أسماء إصابة لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم خيرالله خلال معسكر الدوحة رئيس الوزراء يوجّه باتخاذ كامل الإجراءات لتصويب المخالفات الواردة في تقرير ديوان المحاسبة إعلام إسرائيلي: فشل مدوٍ للجيش وحماس حققت أهدافها وفاة خمسيني بحادث دهس في الزرقاء والأمن يبحث عن السائق
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


غزة بين نار العدوان والأمل بالسلام

بقلم : د . منذر الحوارات
21-01-2025 07:12 AM

لا تكاد تمر لحظة منذ الثامن من أكتوبر قبل عام وبضعة أشهر إلا وتحمل في جوفها وجعًا وألمًا لمواطن غزي، إما بنفسه أو بأحد أفراد عائلته أو بأي حدث مأساوي يطاله، لقد علّقت إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة الأميركية كل بنود القانون الدولي وداسته ببساطير جنودها، باختصار تمكنت من إفشال العدالة الدولية في اختبار الإنسانية، حتى على مستوى الرواية فقد قرر العدو وداعموه أن الرواية الوحيدة الجديرة بالنشر هي رواية القاتل، لكن ورغم كل ذلك لم يتوانَ أهل غزة عن الاحتفال بالأخبار القادمة والتي تبشر بقرب نهاية العدوان، فبرغم كل جروحهم وقروحهم وجدوا متسعًا في نفوسهم للفرح والاحتفال.
ومع الإرهاصات الأولى لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بدأت الأسئلة الكبرى والمخاوف المركبة تتدافع، ما مصير القطاع وحماس وإعادة الإعمار وتواجد جيش الاحتلال ومن انتصر ومن انهزم وما مستقبل القضية الفلسطينية، وما هو مصير كل شيء؟ طبعًا يأمل الجميع بأن يكون وقف إطلاق النار بداية لوقف المعاناة، لكن معرفة الفلسطينيين بعدوهم تجعلهم واثقين أنه يخبئ لهم في ثنايا كل فقرة من فقرات الاتفاق مصيبة كبرى، فالاتفاق الذي استعصى على مدى أشهر تم توقيعه بساعات لا يمكن له إلا أن يكون ملغومًا، وربما تكون كلمة السر في سرعة توقيعه هو المبعوث التاجر وملك الصفقات ستيف ودكوك والذي جلب نتنياهو جلبًا يوم السبت وأنّبه بكلمات قاسية جعلته يوقع خلال ساعات، لكن ما هي التنازلات التي قدمها كل طرف للآخر حتى يتم تجاوز عقبات التوقيع؟ إسرائيل التي كانت ترفض الانسحاب من محور فيلادلفيا ونتساريم تنازلت عن هذا الشرط واستبدلته بوجود كاميرات وقوة مصرية قطرية تشرف على عودة النازحين، أما التنازل الثاني وهو تفتيش جميع الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم فقد تم إسقاطه لصعوبة تنفيذه أولاً ولإصرار حماس على رفضه، فقبلت أن يقتصر التفتيش على العائدين بالسيارات، وبالنسبة للتنازل الثالث فكان متعلقا بعدد الأسرى والذي تم زيادته بشكل ملفت بالذات لمن اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر.
أما بالنسبة لحماس فقد كان شرط وقف الحرب بشكل كامل قاعدة الارتكاز في مطالبها وقد تم تجاوز هذه النقطة لصالح وقف القتال، والذي قرنته إسرائيل بالتزام حماس به وهذا يعطي إسرائيل الفرصة لاختلاق الذرائع والعودة للعدوان في أي وقت، كما تم تأجيل إطلاق سراح قادة قوات النخبة في حماس إلى وقت لاحق من الصفقة، تمسكت إسرائيل بمنطقة عازلة بعمق 800 م تحيط بالقطاع وتشكل ثلث أراضيه، حيث لم تشر الصفقة إلى هذا الشريط، أما من سيدير اليوم التالي فلم يفصح عن نفسه بالذات بعد رفض منظمة التحرير أي شكل لا يتضمن السلطة الفلسطينية، وتشير التقارير أن إسرائيل ربما تكون قد وافقت على السماح لكوادرها بتمهيد الطرق في غزة تسهيلًا لعودة النازحين وفي ذلك إشارات لا يمكن التغاضي عنها، ومع كل ذلك يبقى سؤال من فاز ومن خسر رهناً بتصورات كل طرف عن نفسه، لكن ما يمكن تأكيده أن إسرائيل قد انهزمت في هدفها الأول وهو تهجير الشعب الفلسطيني والذي تمكّن بإرادته الصلبة من هزيمة معاناته وهزيمة إسرائيل في نفس الوقت وهذا مكّنه من هزيمة المشروع الكبير لإسرائيل وهو التهجير، لكن ما يُخشى منه أن تتذرع إسرائيل بالظهور المكثف لعناصر حماس أثناء تسليم الأسيرات الثلاثة، لتقول بعد إتمام الصفقة بأن حماس ما تزال موجودة وقوية، وبالتالي تعيد دورة العدوان من جديد، وكذلك تعطيل وصول المساعدات وكذلك أدوات البناء وإعادة الإعمار.
لقد فشل العالم فشلًا ذريعًا في امتحان غزة الأخلاقي عندما احتاج الشعب الفلسطيني لجهة تحميه من بطش قوات الاحتلال، وإذا ما أراد العالم أن يعيد للأخلاق مكانتها في أجندته، وللقانون الدولي اعتباره، فإن وقف إطلاق النار يجب أن يكون نقطة إدراك حقيقية بأن الاستمرار بالضرب بعرض الحائط فيما يتعلق بحقوق الفلسطيني سيبقي المنطقة برمتها أسيرة الاضطراب والفوضى، وسيظل الفشل يلاحق الضمير الإنساني طالما تلتهم النيران والدمار غزة وفلسطين بينما يتوقف العالم إلا عن تقديم الوعود بالسلام بدون تحرك حقيقي لأجل تحقيقه.

الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012