إذا ما توافرت المعززات والمقومات للولاء توافر الولاء ، العامل عليه واجب الولاء لمكان العمل لأنه يأخذ أجرا ، الطبيب ، المهندس ، المعلم ،،، كل وظيفة ومهنة لها استحقاق الولاء مقابل أجر وعائد مادي ، وبقدر هذا الاجر يكون الولاء .

إذا تم فصل العامل او صاحب المهنة من وظيفته ، انتهى الولاء لمكان العمل وتحول إلى مكان اخر ، انتهى الولاء بانتهاء الرابط بين الطرفين .
الحكومة عليها تقديم الولاء لأنها مستفيدة وتحقق الامتيازات والنفع المادي والمعنوي وعندما ترحل الحكومة يرحل معها الولاء .

مجلس النواب المزور جاء بالتعيين وولائه لمن عينه ــ (( وليس للشعب الذي من المفترض ان يكون له الولاء )) ــ الولاء لكل من زور وجوده وعندما يحل مجلس النواب ينتهي معه الولاء ، هذه حقيقة راسخة لا حاجة لإثباتها .
الولاء في هذا الوطن عبارة عن مصلحة متبادلة بين طرفين ، من له الولاء ومن عليه الولاء ، وكلا الطرفين يعلمان جيدا أن الولاء عبارة عن شكل يخلو من جوهر ، وممارسة تخلو من قناعة وإيمان ، ممارسة شكلية ظاهرية ويجب أن تكون بمقابل .

اجعلني في موقع قيادي أمارس فيه سلطة أعطيك ولاء لتكريس سلطتك ، لا يوجد ولاء يخلو من مصلحة مشتركة بين طرفين ، وعندما يخل أحد الطرفين بطريقة وشكل ممارسة الاولاء ينتهى الولاء بلا مقدمات ، هو عقد آني مشروط ،
هو ولاء قهري يجبر عليه الشخص ليحقق لنفسه حياة ليس لأجله بل لأجل أولاده
أنا امتلك رأس المال والآت الانتاج ، انت موظف عندي يجب ان يكون ولائك لي لأني اعطيك أجرك ، وإذا توفرت لك فرصة أفضل وأجر أعلى سيتحول ولائك إلى مكان أخر .
الولاء في الوطن مدفوع الاجر وتتفاوات الاجور بتفاوت شكل الولاء وممارسته ، العامل في المصنع عليه ان يثبت ولاءه من خلال خدمته وانتاجيته ، وعندما يحصل على فرصة أفضل وأجر اعلى يتحول ولاءه للمكان الجديد ولا مانع لديه أن يفشي كل أسرار عمله السابق ،
الشخص قبل أن يكون وزيرا لا نسمع منه عبارات وشكل الولاء وعندما يصبح وزيرا يتحول بقدرة قادر إلى أكبر موالي ونسمع صوته تسحيجه وتطبيله في كل لحظة بل ويزاود على من له الولاء بالولاء ، وعندما يفقد وزارته يعود إلى سباته وربما يسير في ركب المعارضة (( وهو تحول لا يخلو من مزاودة كاذبة ، وكم من معارضين كانو من أشد الموالين )) .
الولاء في الوطن أصبح سلعة تخضع للعرض والطلب ، وفي خضم مسيرات المعارضة وحراك الجماهير المطالبة بالإصلاح ووجوب التغيير أصبح الولاء سلعة تخضع للطلب ،
إنه الولاء الكاذب المدفوع الأجر ولاء بلا جوهر ولا شكل ولا مضمون ، ولاء فارغ أجوف ، ولاء سيدمر صاحبة ، ولاء من أقلام ووسائل إعلام وهم يقبضون ثمن الحرف والكلمة ، ــ وسلسة القبض باتت معروفة ــ ولاء للتسحيج والتطبيل والعلعة ، ولاء للبلطجة والشتم والتحقير ، الولاء الكاذب الأجوف سينتهي بانتهاء المصلحة الشخصية .

علينا جميعا أن ندرك أننا موالين ، ليس لأشخاص سيذهبون ولا لمصالح ستنتهي ،، ولائنا للأرض للشعب هذا هو الولاء بدون أجر ولاء كله جوهر ومضمون ، ولاء حقيقي من داخلنا ولاء لا يمكن لنا أن نبيعه أو نتخلى عنه ، إنه ولاء باختيارنا طواعية دون إجبار أو إكراه أو غصب ، دون أغراءات مادية ،،
ومن يكون ولاءه للأرض وللشعب ــ بلا ثمن ــ يدرك معنى الولاء الحقيقي ،،
في الوطن ما زال الولاء لأشخاص سيرحلون وسيرحل معهم ولائهم الكاذب المنافق وسيبقى الشعب ، الشعب فقط