أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 19 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
صنعاء:لم تبق أي خطوط حمراء والعدو لم يراع أي اعتبار في الجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها بغزة المنتخب الوطني يكثف تحضيراته لمواجهة فلسطين وكوريا - صور ولي العهد: النشامى في مكافحة المخدرات دمتم ودامت عزائمكم 60 ألفًا يؤدون صلاتي العشاء والتروايح في الأقصى الخارجية: وفاة طفلين أردنيين بحادث سير في السعودية نائب الملك يشارك مرتبات إدارة مكافحة المخدرات مأدبة الإفطار - صور استشهاد 412 فلسطينيا في حصيلة غير نهائية باستئاف المجازر الإسرائيلية في غزة "الوطن العمانية" : ملحمة صمود فـي وجه الإبادة قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل إحالة اشخاص للقضاء .. الأمن يحذر من الانجرار او التفاعل مع حسابات خارجية تثير الفتن 14 إصابة باختناق جراء حريق في الشونة الشمالية استشهاد الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة الأردن يدين استئناف إسرائيل عدوانها على غزة ويحذر من مغبة انفجار الأوضاع في المنطقة الاتصال الحكومي تنشر موجز إنجازات الوزارات والمؤسسات خلال الشهر الماضي - رابط الضمان: تخصيص 137 راتب تقاعد وفاة ناشئة عن إصابة عمل عام 2024
بحث
الأربعاء , 19 آذار/مارس 2025


"الوطن العمانية" : ملحمة صمود فـي وجه الإبادة

بقلم : الوطن العمانية
18-03-2025 10:24 PM

لم يرحلِ اللَّيل بعد عن غزَّة، لكنَّ الفجرَ لم يأتِ بالضِّياء، بل جاء بصواريخ الغدر تحمل معها الدَّمار والموت.. ففي السَّاعات الأُولى من صباح أمس الثُّلاثاء، استأنف الاحتلال الصُّهيوني عدوانه الوحشي الخسيس على قِطاع غزَّة، مستهدفًا المَدَنيِّين الأبرياء في منازلهم في هذا الشَّهر الفضيل والأيَّام المباركة، لِيحصدَ أكثر من (254) شهيدًا في لحظات، بَيْنَما لا يزال العشرات تحت الأنقاض يُصارعون الموت بلا حَوْلٍ ولا قوَّة، فلا رحمة في هذه المجازر. فالطَّائرات الحربيَّة الصُّهيونيَّة لم تتركْ بيتًا آمِنًا ولا شارعًا إلَّا وزرعتْ فيه نيران غدرها رغم قدسيَّة الوقت، لِتصنعَ صورةً جديدة قديمة تجسِّد وحشيَّة الاحتلال واستمراره في سياسة الإبادة الجماعيَّة بحقِّ شَعبٍ أعْزَل، فهذه المجازر المُتتالية ليسَتْ سوى امتدادٍ لِنَهجٍ صهيوني قائمٍ على القتل والتَّدمير، بتواطؤ عالَمي مكشوف، حيثُ تتواطأ القوى الكبرى بالصَّمتِ المُريب، ما يمنحُ الاحتلال الضَّوء الأخضر للاستمرار في حربه القذرة بلا رادع أو مساءلة.

لم يكُنْ هذا العدوان مفاجئًا، ذلك أنَّ الموقف الأميركي المؤيِّد والدَّاعم للإرهاب الصُّهيوني لم يتغيَّرْ منذُ عُقودٍ، بل أصبح أكثر وضوحًا بعد أن أعطتِ الإدارة الأميركيَّة الحاليَّة الضَّوء الأخضر لحكومة الاحتلال لمواصلةِ حربها القذرة، ففي الوقت الَّذي يدعو فيه المُجتمع الدّولي إلى وقفِ إطلاقِ النَّار، تُواصلُ واشنطن تقديم الدَّعم العسكري والمالي والسِّياسي لكيان الاحتلال والإرهاب، بل وتُمارس الضُّغوط على الدوَل الَّتي تحاول اتِّخاذ موقف حازم تجاه العدوان، فكيف يُمكِن للعالَم أن يصدِّقَ أنَّ أميركا تسعَى للسَّلام، وهي تُموِّل آلة الحرب الَّتي تقتل الفلسطينيِّين ليل نهار؟ أيُّ عدالة دوليَّة يُمكِن الحديث عَنْها أمام مشاهد الأشلاء والدَّمار في شوارع غزَّة؟ وأمام هذا الإرهاب لم يكتفِ الموقف الأميركي بالصَّمتِ، بل يفتخر بإعلان موافقة ترامب على هذه الجرائم، لِيكُونَ شريكًا بشكلٍ مباشر في سفكِ الدِّماء، فواشنطن لم تكتفِ بالدَّعم العسكري، وإنَّما عملتْ على تعطيل أيِّ جهودٍ دبلوماسيَّة لوقفٍ دائم لإطلاق النَّار، ما يعكسُ مدَى تورُّطِها في هذه الحرب الإجراميَّة الَّتي لا تُميِّز بَيْنَ طفلٍ وشيخ، بَيْنَ امرأة ورجُل، حيثُ الجميع في نظر الاحتلال أهداف مشروعة ما داموا فلسطينيِّين.

مع استمرار القصف الصُّهيونيي، يزداد الوضع الإنساني في غزَّة سوءًا، حيثُ المستشفيات الَّتي تُعاني من نقصٍ حادٍّ في الأدوية والمُعدَّات الطبيَّة لم تَعُدْ قادرةً على استيعاب العدد الهائل من المُصابِين، وفِرق الإسعاف تُواجِه صعوبات هائلة في الوصول إلى الجَرحى بسببِ الدَّمار الَّذي خلَّفَتْه الغارات، بَيْنَما يُواجِه الأطفال والنِّساء وكبار السِّن مصيرًا مجهولًا تحت الحصار والتَّجويع، فغزَّة بلا ماء، ولا كهرباء، بِدُونِ غذاء ولا دواء، وكأنَّ الاحتلال يسعَى لقتلِ ما تبقَّى من الفلسطينيِّين بأساليب الموت البطيء بعد أن أنهكَهم القصف. ورغم كُلِّ هذه الجرائم، يقفُ العالَم عاجزًا، يراقب المجازر عَبْرَ الشَّاشات دُونَ أنْ يحرِّكَ ساكنًا، وكأنَّ الشَّعبَ الفلسطيني قد كُتب عَلَيْه أنْ يعانيَ وحدَه دُونَ نصير، فهذا الصَّمْت الدّولي ليس مجرَّد تواطؤ، بل هو وصمة عار على جبين الإنسانيَّة، الَّتي تبدو وكأنَّها تُفرِّق بَيْنَ دماء البَشَر، فهناك مَنْ يستحقُّ الحياة، وهناك مَنْ يُترَك لِيُواجِهَ مصيره المحتوم تحت القصف والرُّكام.

لكن رغم كُلِّ هذا القتل والدَّمار، لم تنكسرْ غزَّة ولن تنكسرَ، فكما قاومتْ في الماضي، تُقاوِم اليوم بصمودٍ أُسطوري أمام أعتى قوَّة عسكريَّة في المنطقة، فالمقاوَمة لم تتوقفْ، ولا تزال تؤكِّد أنَّ الاحتلال لن ينعمَ بالأمن طالَما استمرَّ في عدوانه. غزَّة لا تعرفُ الاستسلام، وشَعبها لا يَقْبلُ الذُّل، وسيبقى يُناضل حتَّى تحرير أرضه واستعادة حقوقه المسلوبة، فالاحتلال يُمكِنه أن يهدمَ البيوت، لكنَّه لن يستطيعَ كسر إرادة الفلسطينيّين الَّذين صنعوا من تحت الرُّكام ملحمةَ صمودٍ لا مثيلَ لها، والعالَم كُلُّه مدعوٌّ اليوم للوقوفِ بجانب هذا الشَّعب المظلوم، فالكلمات وحدَها لا تكفي، والمواقف الرَّماديَّة لم تَعُدْ مقبولةً، فإمَّا أنْ تكُونَ مع الحقِّ أو مع الجلَّاد، وغزَّة لن تُسامحَ مَنْ خذلَها، فهذا الشَّعب الفلسطيني الَّذي واجَه الموت لأكثر من سبعين عامًا لن يرفعَ الرَّاية البيضاء، وسيبقَى يُقاتل حتَّى يتحقَّقَ النَّصر، مهما طال الزَّمن ومهما اشتدَّتِ المؤامرات.

الوطن العمانية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012