أضف إلى المفضلة
السبت , 22 آذار/مارس 2025
السبت , 22 آذار/مارس 2025


عودة الحرب

بقلم : علي قباجة
22-03-2025 01:10 AM

في اللحظات الأولى من فجر يوم الثلاثاء 18 مارس/آذار الحالي، بدأ الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مذبحة دموية راح ضحيتها خلال ساعات المئات، معظمهم من الأطفال والنساء، ثم خرج قادة إسرائيل لينذروا القطاع بالجحيم.

ما يحدث هو تغول إسرائيلي، لإنهاء القطاع وإبادته، إذ تم استرخاص الدم الفلسطيني، وباتت أعداد كبيرة تُقتل من دون أن يكون هناك خوف من أي ارتدادات عالمية، خصوصاً في ظل استمراء العالم مشاهد الدم، بل ويُقدم الدعم لهذه الحكومة المتطرفة، التي سخّرت أعتى أنواع الأسلحة الأمريكية والأوروبية في القتل، بجانب نصوص دينية لشرعنة المذابح والتهجير، والقيام بكل الموبقات الإنسانية باسم «الرب والدين».
إسرائيل استخفت بالعالم، عندما قال مندوبها في الأمم المتحدة، «إن تل أبيب لن توقف حربها حتى لو اجتمع مجلس الأمن كل يوم»، كما يتضح حجم الإجرام بإعادة إيتمار بن غفير إلى الحكومة، وهو المعروف بمواقفه الشرسة ضد الفلسطينيين، ويعتبر إبادتهم عبادة، بينما كبيرهم نتنياهو الذي يوجههم لا يفتر لسانه عن استجلاب نصوص دينية تصف أهل غزة بأنهم «العماليق» والأعداء ولابد من قتلهم نساء ورجالاً وأطفالاً وحيوانات.
لغة الدم هي السائدة الآن في إسرائيل، والأصوات العقلانية المُحذرة عندهم غير مسموعة ومكبوتة لمصلحة هذه العصابة الحكومية ككل، وليس نتنياهو وحده، إذ إن ما يقال عن أن استمرار الحرب هي رغبة نتنياهو في الحفاظ على حياته السياسية وتأجيل محاسبته على ملفات الفساد، ليس دقيقاً، بل إن إسرائيل كمؤسسة تسعى إلى الحرب، طامحة بأهداف تاريخية، عبر توسيع رقعتها، وإزالة أي «صداع» يهددها، سواء على أرض فلسطين التاريخية، أو بالاعتداء على دول الجوار.
إسرائيل التي تقصف شمالاً ويميناً، في سوريا ولبنان والضفة وغزة، وتهدد الدول العربية المجاورة باستمرار، لن تتراجع، في ظل جنون العظمة الذي يتحكم فيها، فهي ترى نفسها سيدة في الإقليم، ولابد أن تكون الأقوى، ويحق لها فرض ما ترغب فيه، لكن كل هذا على المدى المنظور لن يكون في مصلحتها، خصوصاً أنها مع داعميها يتعاملون مع شعب صامد تقف خلفه أمة عريقة ذات تاريخ في وقف مد الغزاة، ومن الصعب تدجينه، أو منعه من التحرر، ودفعه للتخلي عن أرضه، لذا فإن إسرائيل تعمل على استعداء أجيال قادمة، وشلال الدم الذي صنعته ولا تزال، سيغرقها قبل غيرها، ويبدو أن الثأر قد أعماهم عن حقيقة أن التاريخ لا ينسى ولو بعد مئات السنين.

الخليج الاماراتية

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012