أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 25 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 25 آذار/مارس 2025


خذوا دروس الكرامة من هذا الجندي الأردني

بقلم : ابراهيم عبدالمجيد القيسي
23-03-2025 12:32 AM

نحن لا ننزع الكرامة عن أحد، أي وضمن حدود علمنا وخيالنا، لا ندعي أن أحدا بلا كرامة، فكل الناس عندها كرامة تفهمها على طريقتها، لكن بعضهم ينسى أو يدرج الكرامة كسلعة، يبيع ويشتري فيها، لا سيما إن كان المشتري يعتبر الكرامة سلاح أصحابها، الذي يمنعه من تحقيق اهدافه التجارية او غيرها.
لكن الكرامة تغدو السلاح الأوحد ربما، حين تصبح القناعات والمبادىء هي الرصيد المتبقي لدى مفاوض أو مقاتل يحارب ذودا عن نفسه وبيته ومستقبله ووطنه ودولته، وفي هذه الحالة تعتبر المبادىء والقناعات في علوم الحرب والدفاع عن الاوطان هي الاهداف الإستراتيجية لدولة، فتجد الجنود في الحروب يعبرون عن موقف دولة، وإصرارها على تحقيق اهدافها الإستراتيجية الكبيرة.
هذا المعنى «الأيقوني»، ظهر، وما زال يظهر ويعلو فوق كل المعاني والمبادىء، ويلقف إفك الآثمين، ويذكر الناسي او ذا القلب القاسي، او من قرر الاتجار بالمبادىء والكرامة، ويعيده إلى المعنى الجليلي النبيل، ذي المعنى الجزيل حول الكرامة، فالكرامة هي في كل الحروب التي تخوضها الدول للدفاع عن حدودها ووجودها ومصالحها العليا، هي السلاح، ولا معنى لكل المفاهيم الاخرى إن غابت الكرامة، او هُزمت وضاعت، او تم بيعها لعدو مجرم.
«ارمِ الهدف موقعي.. ارمِ انتهى»، هذا آخر ما طلبه وما قاله جندي وشهيد أردني في معركة كل الكرامات الحقيقية النقية الصادقة الخالصة، الملازم خضر شكري، المعاني الذي كان يتولى مهمات لاسلكية آنذاك في سلاح المدفعية، تلك الوحدة العسكرية في القوات المساحة الأردنية، وتقول السردية بان الملازم ورفيقيه، استنفدوا ذخيرتهم في مواجهة مدرعات الجيش الإسرائيلي المجرم، وهو عمل ربما قاموا به لتحضير هدف كبير للمدفعية الأردنية، فبعد أن اجتمعت مدرعات العدو حول الجنود الأردنيين الثلاثة، أطلق الملازم الشهيد خضر شكري نداءه العسكري الحر: (واحد واحد.. الهدف موقعي.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله.. ارمِ.. ارمِ انتهى)، ويبدو أن هذه النسخة المتداولة عن آخر كلمات الشهيد البطل، سبقها كلام مع القيادة، وكانت تساؤلهم انه الإحداثيات التي أعطاها الجندي هي موقع الملازم، وقال له «واحد واحد»، هذا الهدف الذي حددته لنقصفه هو موقعك، فأكد لهم الشهيد ذلك من خلال هذه الرسالة المتداولة، فهو لم يكن يريد ان تعرف القيادة بانه موقعه، لكنه أكد ذلك وأكد بل قدم الإيعاز والإجراء الكامل (ارمِ..ارمِ انتهى)، وهنا معنى الكرامة الذي لا يفهمه العدو المجرم الحقير، فهو يغدر بجنوده ويتخلى عنهم في حال تمت محاصرتهم، ويستخدم بذلك قانونا اسمه (قانون هانيبال)، الذي يتيح لجيوش العصابات التخلص من جنودهم لتحقيق أحلام رؤساء العصابات الصهيونية، بينما في الجيوش المصطفوية العزيزة الكريمة ذات الأخلاق والمبادىء الحرة الشريفة، فجنود هذه الجيوش هم من يطلبون من قياداتهم أن تتحقق مصالح الأوطان والدولة والناس، وتمنحهم شرف التضحية والفداء والاستشهاد، فالجنود في هذا الجيش العربي في القوات المسلحة الاردنية، هم معلمو الكرامة الفعليون، فهم ومنذ يومهم الأول في صفوف هذا الجيش، قد قرروا وحتى يوم الدين، ان يكون ذخر ورصيد الوطن، يقدمون حيواتهم ليحيا الوطن.
عاش بشرف، جيش الكرامة جنوده وقياداته، ومتقاعديه.. فهم في الصف الأول من صفوف كرماء وأبطال الأردن.
لا ننساهم، ونسير على خطاهم، لأننا أردنيون ويحق لنا ان نعلم بعضهم، كيف تكون الكرامة، خلقا وقناعة وسلاحا.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012