أضف إلى المفضلة
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 24 آذار/مارس 2025


التنمّر بين الأقران على المحك

بقلم : د.فريال حجازي العساف
23-03-2025 12:51 AM

تشكل عوامل الضعف الداخلي والنقص والحرمان الذي يمتلكه المتنمرون والذي أودى بهم إلى تصرف السلوك غير السوي إتجاه اقرانهم سواء في البيئة المدرسية او بيئة اللعب او غير ذلك، الى انشاء جيل يعاني الكثير من المشاكل النفسية في حياته وعدم قدرته على الاندماج في المجتمع ، الأطفال الذين يعاون من هذه السلوكيات هم بالضرورة بمكان من يقومون بالتنمر بسبب العزلة في محيطهم العائلي وحاجتهم للانتماء لجماعة وتتجسد أفعالهم بالعنف النفسي والجسدي أحيانا بسبب فقدانهم للمهارات الاجتماعية من أسرهم وعجزهم عن لفت الانتباه أو المحافظة على الأصدقاء إلا بتلك الطريقة.. فمن منطلق ضعفهم بهذه الناحية يحاولون إيجاد من هم أضعف منهم بدنيا أو سلوكيا وتفريغ طاقاتهم هناك..
البيئة المدرسية في أي مجتمع من المجتمعات في أساسها مصدراً للتربية اولاً ثم للتعليم، لما للتربية من الأهمية في كسب المعارف والثقافات المختلفة التي تتناسب والقدرات العقلية للاطفال كافة على مختلف المراحل وبما تمتلكه البيئة المدرسية أيضاً من أدوات وأساليب متنوعة كفيلة بإيصال المعلومة وترسيخها كما يجب.
مع أنني أرى انّ التنمر لا يمكن ربطه دائماً بالمدرسة مطلقا، لأن انتقاله إلى المدرسة يدل دلالة واضحة على أن أصله نابت من المجتمع، فليس الحقل التربوي إلا فضاء طبق فيه التنمر المجتمعي بصيغة طفولية وفق المراحل العمرية للمتعلمين.
لذلك، السؤال الذي يطرح في هذا السياق، التنمر المدرسي كمفهوم متغير وفقاً لتعدد الأسباب والأساليب واختلاف البيئات الاجتماعية والاقتصادية ومدى تأثير التقدم التكنولوجي هل له من مكان في المقررات المدرسية؟ وهل يدخل أيضا في الأنشطة اللامنهجية المدرسية ؟
التنمر المدرسي هو نوع من أنواع التنمر الذي يحدث داخل بيئة المدرسة أو خارجها ويتضمن سلوكًا متعمدًا من قِبَل الطلاب أو المعلمين أو الموظفين في المدرسة أو الأهل وفقًا لتقرير لليونسكو، فإن نسبة التلاميذ المعرضين للتنمر المدرسي تتراوح بين 10 إلى 50 في المئة في معظم الدول. وأكثر أنواع التنّمر المدرسي شيوعاً، هو التنّمر بين الاقران أي الطلاب حيث يتعرض التلاميذ والطلاب لسلوكيات عنيفة ومتكررة من قِبَل زملائهم في المدرسة فيشمل التنمر المدرسي الإيذاء اللفظي أو الجسدي، والتهديد، والتحرش، والعزلة الاجتماعية، ونشر الشائعات، وغيرها من السلوكيات الضارة التي تؤثر على الضحايا عاطفيا ونفسيا وأحيانا جسديا، ويستخدم هذا السلوك غير السوي أو التحريض أو الاستهزاء أو الاستبعاد أو التجاهل أو الإساءة اللفظية لاستهداف الضحايا الآخرين وتقليل شعورهم بالاحترام والكرامة والاعتبار داخل المدرسة، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى آثار وخيمة على الصحة العقلية والتنمية الاجتماعية والأداء الأكاديمي للتلميذ، مما يستوجب التوعية بأضرار التنمر المدرسي ومساعدة المتعلمين على التحدث عن أي تعرض لهذا النوع من العنف، وتعزيز البيئة الدراسية التي تحترم التنوع وتشجع الاحترام والتعاون بين الطلاب.
خلاصة القول، كم من الاهتمام والمراقبة لأطفالنا نحتاج في ظل انتشار هذا السلوك؟ كم من الأذى قد يحمله أطفالنا داخلهم دون علمنا بهم؟ الكثير من المسؤولية توضع على الأمهات والأباء لمراقبة كافة السلوكات والأنماط والتغيرات التي قد تطرأ على أطفالهم في المدارس والكثير الكثير من اللوم يوضع على المدارس والمدراء والمرشدين النفسيين للحد من وطئة هذا الأذى الذي يقطن بيئتهم المدرسية ويهدد مستقبل وحياة الكثير من الأطفال دون علمهم. ولربما يحتاج الامر الى وقف لاعادة النظر في أساليب التربية المعمول بيها في البيئة المدرسية من حيث التشريعات والسياسات والممارسات.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012