أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 26 آذار/مارس 2025
الأربعاء , 26 آذار/مارس 2025


إسرائيل تتفكك... حرفياً !

بقلم : رشاد ابو داود
24-03-2025 02:14 AM

نتألم للمجازر التي ترتكبها حكومة نتنياهو ضد أطفال ونساء غزة. وبسبب صوت القذائف، أميركية الصنع والتزويد لجيش الاحتلال وحرائق مخيمات النازحين ورائحة الأجساد المحترقة فان ضباباً يحجب عنا ما يجري في الطرف الآخر الاسرائيلي.
المجتمع الاسرائيلي يتفكك بالمعنى الحرفي للكلمة ويتجه الى حرب أهلية. الديمقراطية التي روج لها مؤسسو الكيان الصهيوني تتلاشى يوماً بعد يوم. الجيش الذي يسمونه بقرة اسرائيل المقدسة لم يعد مقدساً بل مدنساً مفلساً لسببين، أهمهما فشله في السابع من اكتوبر وفي الخمسة عشر شهراً التي تلته وحتى اليوم. وثانيهما الصدع الذي يتعمق في اسرائيل.
نتنياهو يضحي بما تبقى لاسرائيل من سمعة مزيفة في العالم من أجل أن يبقى رئيساً للحكومة اليمينية الأشد تطرفاً. ويتبع بن غفير وسموتريتش ويقود اسرائيل الى الهاوية المحتومة.
التفكك يتجلى في وقوف نتنياهو ضد الأغلبية التي تطالب بوقف الحرب على غزة. المظاهرات التي تتسع كل يوم لتشمل اطيافاً أخرى غير عائلات الأسرى في غزة. وارتفاع أصوات سياسيين حاليين وعسكريين سابقين من أعلى المناصب ضد سياسة نتنياهو وضده هو شخصيا. وباتت الأغلبية توقن أنه عدو « الدولة» لا ملكها الجديد كما يتخيل.
لقد أبعد كل من لا يقول له « أنت محق، حاضر سيدي «. من اقالة غالانت وزير الجيش الى قادة ميدانيين الى أعضاء في مجلس الحرب. واخيراً وليس آخراً رئيس الأركان هيرتسي هاليفي، وتعيين ايال زامير خلفا له.
زامير هذا يهودي يمني الأب ومن أم يهودية سورية.
أي أن أبوه أو جده أتوا الى « أرض الميعاد « المزعومة مع انشاء الكيان الصهيوني على أرض فلسطين. وهم من أولئك الذين خدعتهم الصهيونية فتجبروا بالفلسطينيين لاثبات ولائهم لـ «الدولة «، كما بعض الدروز الذين تحدثنا عنهم في المقال السابق.
هؤلاء المخدوعون قصتهم المسكوت عنها تفضح أسس الكيان الكذبة وقد كتبت عنهم قبل ست سنوات. فقضية الأطفال الذين اختفوا من مخيمات المهاجرين في بدايات إسرائيل لا تزال يحيط بها الغموض.
تذكر اليمنية اليهودية شوشانا دوغما بوضوح ذلك الصباح قبل 66 عاماً، عندما ذهبت لإطعام رضيعتها مزال أثناء إقامتها في مخيم للمهاجرين في إسرائيل وعندما عادت اكتشفت أنها اختفت، في قصة تشبه قصة عائلات مهاجرين أخرى عديدة إلى إسرائيل اختفى أطفالهم منذ عقود.
كانت دوغما تبلغ من العمر 17 عاما وتعيش في مخيم في الشمال مع زوجها وأطفالها الأكبر سناً. وكان يتم الاحتفاظ بالرضع في حضانات لكي يحصلوا على ظروف حياتية أفضل. وقالت دوغما بمزيج من العبرية والعربية في منزلها في بلدة الياخين الساحلية إن طفلتها «لم تكن مريضة أبداً، ولم تكن ضعيفة، وكانت تأكل جيداً». ولا تعلم شوشانا حتى الآن مصير طفلتها.
اليمنية اليهودية دوغما ليست الحالة الوحيدة. فقد اختفت طفلة بارود جبيلي وهي من أصول يمنية أيضا، في عام 1950.
ووجدت جبيلي عند وصولها إلى الحضانة لرؤية رضيعتها تسيونا، مجموعة من الممرضات. وتروي «أخبروني أنها لم تكن بخير» وأنها نقلت لتلقي العلاج في مستشفى في حيفا. وتوضح بارود (86 عاما) أنها ذهبت مع زوجها إلى المستشفى «قلنا إننا نرغب برؤية طفلتنا وقالوا لنا إنها ماتت». وأضافت «قلت لهم هذا مستحيل. قمت بإطعامها البارحة. وهي بصحة جيدة وقوية. ثم قالوا لي اذهبي الى المنزل.».
ويقول الناشط شلومي حتوقة الذي أسس جمعية «عمرام» المتخصصة بجمع الشهادات حول هذه القضية، إنه صدم عندما كان في السادسة عشرة واكتشف أن جدته اليمنية قد انجبت توأماً، «خطف» أحدهما..
يقدر ناشطون إسرائيليون وعائلات فقدت أطفالها أن آلافاً من الأطفال الرضع أُخذوا في السنوات التي تلت قيام «إسرائيل» عام 1948، من عائلات من يهود اليمن خاصة، قد يكون رئيس الأركان الجديد أحدهم، بالإضافة إلى عائلات اليهود القادمين من دول عربية أخرى.
من منا لا يذكر ثورة يهود أثيوبيا « الفلاشا» في شوارع تل أبيب أثناءاحتجاجهم على مقتل أحدهم برصاص الشرطة على وقع ترديدهم لشعارات وأهازيج ثورية فلسطينية .
الفسيفساء الاسرائيلية التي جمعوها بلاصق توراتي مزيف تتفكك الآن أفقيا وعمودياً. وقد يكون نتنياهو آخر رئيس وزراء لإسرائيل. الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012