أضف إلى المفضلة
الإثنين , 31 آذار/مارس 2025
الإثنين , 31 آذار/مارس 2025


بعد قليل

بقلم : لارا علي العتوم
25-03-2025 11:26 PM

قد يكون ما تقبع غزة تحته اليوم أمراً متوقعاً من الجميع، الا ان اهم ما كان يُميز هذا التوقع هو الأمل، الامل بأن يرى العالم الحق الانساني بالعيش والأمل بأن لا تفشل الجهود إزاء التعددية السياسية او الأمل بالنجاح الفلسطيني في الاجماع والبناء.
ما تقبع فيه غزة اليوم هو اكبر تهديد للقضية الشرعية وهى الهوية الفلسطينية التي يترتب على تثبيتها مصالح اساسية ويترتب على الاخلال بها مفاسد.
فإذا اردنا ان نقيم التوازن لتحقيق الوحدة الفلسطينية او المصالحة الفلسطينية لا بد لنا ان نأخذ بعين الاعتبار العدل، فهذه القضية ليست سياسية فقط وإنما هى قضية سياسية واجتماعية واقتصادية ونفسية، فالعدل في التعامل مع جزيئاتها او اعضائها يتطلب الحكمة، فإذا نجحت الجهود في ذلك يكون قد تم دق اول حجر اساس في الاستقرار السياسي الفلسطيني، فالمفاوضات والاتفاقات تأخذ وقتاً طويلاً ولها دورة من الزمن معينة ومحددة، وتكرار دورانها هو فشلها.
لذلك ومن اجل منهجية متوازنة للتعامل مع جميع المتطلبات والمتغيرات يستوجب التخلي عن المساحة الفردية والاقتراب اكثر من مفهوم الوطن والقيم الاخلاقية التي تعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية وتغلق جميع الفجوات امام الاعتداءات الاسرائيلية التي تضع غزة والاراضي الفلسطينية والمنطقة في نتائج غير منطقية ومرفوضة.
التغيير المنشود في غزة او اعمار غزة وحتى في سوريا، لا بد ان يبدأ بتغييرين مهمين كالتعددية التي هى حق الاختلاف وفطرة الانسان، وعدم التركيز على الجزئيات والعمل على البعد الانساني التي يشمل القضايا والهموم الكبرى، وكما يتطلب اعمار غزة وانهاء الحرب بشكل تام الاتفاق الفلسطيني الكامل ليتساوى مع النوايا والجهود العربية، تتطلب سوريا ذات الموضوع.
جميع الدول العربية تدار من مسلمين ونجحوا في التوازن، وعلى وجه الخصوص مملكتنا الاردنية الهاشمية التي يستطيع اي حاكم مبتدأ ان يأخذ اسس حكمها كمثال يحتذى به في الوسطية وحرية العيش، والابتعاد عن التفكير السياسي الاختزالي، وبالطبع الاخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من احد مكونات رؤية العالم التي تؤثر في تعريف مفاهيم السياسة والنظم الا وهو التاريخ.

حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :