أضف إلى المفضلة
الإثنين , 31 آذار/مارس 2025
الإثنين , 31 آذار/مارس 2025


«فيديوهات ضد المقاومة»... هل ينجح الصهاينة؟

بقلم : لما جمال العبسه
27-03-2025 01:47 PM

بعد ان فشلت كافة المحاولات الصهيوأمريكية التي مُورست على حركة المقاومة حماس فيما يُسمى بصفقة تبادل الاسرى وانهاء الحرب الدامية على قطاع غزة، واساليب الضغط التي تمارسها حكومة الكيان الصهيوني بدعم مطلق من الادارة الامريكية بزيادة الضربات القاتلة على القطاع وتفعيل الحصار اكثر واكثر لتسلم المقاومة سلاحها ، ومن ثم تفعيل سياسة التهجير الطوعي للسكان، تقوم الآن هذه الحكومة ومواليها ببث السموم بين سكان القطاع لتفكيك الحاضنة الشعبية للمقاومة اسوة بما قامت به في الدول المجاورة التي عادت اسرائيل لاحتلال اجزاء من اراضيها.
منذ عدة اسابيع تتصاعد الحملات الاعلامية ضد المقاومة في قطاع غزة على وجه الخصوص، وذلك من خلال فيديوهات تُبث في العديد من مواقع التواصل الاجتماعي تبرز المناهضة لحركات المقاومة وتحديدا المقاومة الاسلامية «حماس»، في محاولة من هذه الجهات على رأسها دولة الكيان الصهيوني لاستخدامها كأداة رئيسية في تشكيل الرأي العام هناك وتأجيج النقاش السياسي والاجتماعي الذي قد يُفضي الى لفظهم ومطالبتهم بالخروج من القطاع على اساس الرغبة في العيش بسلام، اي انها تهدف لاعادة رسم صورة عامة ومشوهة للمقاومة الفلسطينية بشكل عام، متناسين بالطبع المستوى العالي من الفكر والايمان بالحق الذي يتمتع به الفلسطيني في القطاع والضفة الغربية وفلسطين 1948.
في تحليل لهذه الفيديوهات، نرى انها تعتمد على انتقاء مشاهد معينة أو استخدامها خارج السياق لتشويه المقاومة والتشكيك في اهدافها، وتستخدم بالطبع استراتيجيات اقناع مختلفة مثل المؤثرات البصرية والنصوص العاطفية لجذب الجمهور المستهدف والتأثير عليه بشكل غير مباشر، كما انها تخلق حالة من الاستقطاب داخل المجتمع الفلسطيني بين مؤيد ومعارض لـ»حماس» خاصة والمقاومة بشكل عام، واذا ما وسعنا النظرة فان هذه الحملات تعزز صورة نمطية سلبية لحركات المقاومة للتأثير على المواقف السياسية الدولية.
هذه الفيديوهات التي قد تكون ذات اثر في نفوس البعض هناك بسبب حالة التجويع والقتل والتدمير المتعمد الذي يمارسه جيش الاحتلال الصهيوامريكي في القطاع، تطرح عدة تساؤلات حول دوافعها الحقيقية طويلة الامد وتأثيراتها على المجتمع الفلسطيني بعمومه، فهي تأتي ضمن الاستراتيجيات السياسية الهادفة لتقويض شرعية «حماس» على وجه الخصوص لدى المجتمع الدولي، بعد ان لاقت دعما ليس فقط على صعيد دول كثيرة حول العالم بل وامتدت الى الشعوب التي احترمتها واعتبرتها فكرة وليست حركة شعبية، تريد التحرر من عبودية الاحتلال.
اما تأثيراتها الداخلية، فان الجهات المنتجة لهذه المواد بالتأكيد تسعى لتعزيز الانقسامات داخل النسيج الفلسطيني لتحقيق أهداف العدو الصهيوني المختبئ تحت العباءة الامريكية، فالطرفان هدفهما واحد الوصول الى قطاع مفرغ من السكان بالحد الاقصى حتى يتم الاستثمار فيه كما يشاء الطرفان.
بالمقابل، نرى الكثير الكثير من اهالي القطاع وكذلك في الضفة الغربية على وجه الخصوص، اضافة الى ناشطيين عرب واجانب يقفون بالمرصاد لهذه الفبركات المصورة، متصدين لهذه الحملات، وذلك من خلال فهم سياقات هذه الفيديوهات، كما تبرع البعض بانتاج محتوى لتسليط الضوء على حقيقة الوضع الراهن في فلسطين عموما والقطاع خاصة وممارسات اليمين الصهيوني المتطرف الراغب بالاستمرار في اعتداءاته الدامية على المنطقتين، اضافة الى تبرع شباب فلسطيني في الضفة والقطاع لاعادة التأكيد على اللحمة وان كل الشعب الفلسطيني مقاوم للاحتلال.
إن الفهم العميق لدوافع وأبعاد الفيديوهات المناهضة للمقاومة عموما تصطدم بجدار وعي الشعب الفلسطيني وصلابته التي كانت ولا تزال عاملا حاسما في إفشال مثل هذه المخططات الهدامة، والتاريخ مليء بالشواهد على أن المحاولات الإعلامية لتشويه الحقيقة تواجه قوة مقاومة شعبية ومجتمعية.

الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :