|
|
|
الإثنين , 14 نيسان/أبريل 2025
غزة.. اختصرت مفردات النضال والصمود
بقلم : نيفين عبدالهادي 06-04-2025 06:42 PM في مشهد لا يمكن تصديق أن ما تراه متطايرا هو أجساد لأشخاص، ودون أدنى شك بينهم ربما عشرات الأطفال والنساء، وربما أيضا جميعهم لم يدخل أفواههم الطعام منذ أيام، مشهد صادم يضع الإنسانية على حافة الانهيار، في مجتمعات لم تعد ترى أو تسمع أو تتخذ أي خطوة متقدّمة لوقف مجازر غزة، وكوراثها، قصف لمواقع في غزة تتطاير به الأجساد لمدنيين أبرياء لم تكتمل أحلامهم ولا قصصهم ولا حتى أحزانهم!!! لا أعتقد كل أنواع وأشكال الدراما العربية والعالمية، تضمنت قصص أفلامهم ومسلسلاتهم هذا النوع من الإبادة الجماعية، فهي خارجة عن كل مألوف وحتى عن كل تمثيل وكل خيال وكل مبالغة، والغريب في كل ما نرى وبطبيعة الحال العالم يرى لم نسمع بأي ردة فعل أو تحرّك دولي لجعل إسرائيل توقف جرائمها، باستثناء الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، والمواقف العربية التي يضعها جلالته على طاولة عواصم صنع القرار عالميا، وما هو غريب كذلك سماع خبر بأن إحدى الدول ألغت متابعتها لوسائل تبادل المعلومات الفلسطينية، وكأنها بذلك تلغي الحقيقة، وتجعل من معرفتها مستبعدا، وكأن ما يحدث في غزة وحتى في الضفة الغربية يحتاج صورة بعد عشرات الأعوام من الاحتلال الإسرائيلي!!!! في قولنا، إننا نخجل من الفرح ومن العيش بطبيعة حياتنا، حقيقة لا نجافي بها واقعنا، ففي القلب وجع وفي الروح أنين وفي العين دمع في نزوله جزء من مشاعرنا، غزة يا وجع اليوم والغد، غزة حاضرة الألم والآهات، غزة المدينة التي كشفت للعالم أنه للنضال والصمود وحبّ الوطن معنى واحد يكمن في حروف كلمتها، في «غزة» اختصرت كل مفردات النضال والصمود، في «غزة» كل معاني النضال والبقاء من أجل الوطن، كما الاستشهاد من أجله، من غزة تعلمنا الكثير، ورأينا ما لم تكن عقولنا تعتقده واقعا، في غزة، المجد وخلوده. في خاصرة الزمن، أوجدت غزة وجعا لن تداويه وتعالجه أزمان قادمة، وكتبت في التاريخ الحقيقة الفلسطينية بدماء أجسادهم وأجساد أطفالهم، بأن الحق الفلسطيني ثابت ولن تلغيه جرائم إسرائيل وكوارثها، وتبقي في أذهاننا مشاهد لجرائم لم تشهدها البشرية ولم تستوعبها أذهاننا، أن نرى أجسادكم تتطاير في سماء غزة، أن نرى هذه السماء لا تنطفئ ليلا ونهارا، من قصف إجرامي لا يتوقف ولا يهدأ، يختار لجرائمه ساعات إضافية عن تلك التي اختارتها البشرية لاحتساب زمنها، قصف يجعل من سماء غزة الصمود مضاءً بقذائف إسرائيلية إجرامية. بقيت وحيدة، إلاّ من شقيق يرفض إلاّ أن يكون السند الحقيقي يعيش وجع الأهل في غزة، ويمدّ يد العون والإغاثة، ويخوض معارك سياسية ودبلوماسية لوقف الحرب ، وإعادة فتح المعبر لتصل المساعدات لها، شقيق يبقى وسيبقى داعما حقيقيا لغزة، قولا وفعلا، هو الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الداعم الأول وعلى مستوى دولي بكل جرأة وجهود لا تتوقف لضرورة التوصل إلى تهدئة شاملة تبدأ بوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة، واستعادة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإغاثية. الدستور
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق 