أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 23 نيسان/أبريل 2025
شريط الاخبار
الصبيحي يوجه رسالة مفتوحة إلى خسان الملك يغادر إلى السعودية في زيارة عمل 414 ألف أردني غادروا للسياحة في الربع الأول من 2025 بارتفاع 7.5% الصفدي يترأس مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري 67.5 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية رئاسة الوزراء تعلن عن وظيفة قيادية شاغرة - تفاصيل المعهد المروري: الملصقات مخالفة مرورية تسبب تشتيت الانتباه لدى السائقين إدارة السير تدعو لتوخي الحذر على الطرق في ظل الأجواء الخماسينية المغبرة طقس جاف ومغبر وحار اليوم ومعتدل الحرارة اعتبارًا من الجمعة وفيات الاربعاء 23 -4 -2025 شحادة: العلاقات الأردنية الأمريكية متينة ونسعى لتطويرها وزيادة التبادل التجاري الحسين إربد يخسر صدارة دوري المحترفين قبل جولتين من الحسم مصادر حكومية: من يتدخل بالشأن الأردني لا يعرف الأردن ولا مؤسساته ولا شعبه ترامب يزور السعودية والإمارات وقطر الشهر المقبل خبير أمن المعلومات يحذر من تزايد الاحتيال الإلكتروني بالاردن
بحث
الأربعاء , 23 نيسان/أبريل 2025


التحول الأوروبي في الشرق الأوسط

بقلم : مالك العثامة
14-04-2025 11:56 AM

تعيش أوروبا لحظة تحول جيوستراتيجي حادة، تُفرض عليها من اضطراب علاقتها التاريخية مع الولايات المتحدة، ومن تصاعد التهديدات الآتية من الشرق، خصوصاً روسيا. هذا الواقع الجديد يدفع الأوروبيين إلى إعادة تعريف دورهم في العالم، من خلال تعزيز أدوات القوة الصلبة، وتقليص الاعتماد على واشنطن، من دون أن يكون ذلك سهلاً أو سريعاً.


لكن الطريق إلى 'استقلال استراتيجي' أوروبي، كما تطمح له بروكسل وباريس وبرلين، طويل ويحتاج إلى بنية تحتية عسكرية وصناعية متينة، وتوسيع الجيوش وتحديث منظومات التسلح.

وفي المقابل، تقتطع هذه الخطط جزءاً كبيراً من ميزانيات الدول الأوروبية، ما يؤدي إلى تقليص متسارع في المساعدات الاقتصادية الخارجية، وهو ما يضعف النفوذ الأوروبي الناعم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
أوروبا التي كانت تُراهن لعقود على نفوذها المالي والدبلوماسي، تجد نفسها اليوم في حاجة إلى إعادة ترتيب أولوياتها. فهي -بطبيعة الحال الراهن- لا تستطيع أن تُنفق على سورية والأردن ولبنان ومصر وغزة كما كانت تفعل سابقاً، وهي تدرك أن دول الخليج وتركيا والصين باتت أكثر حضوراً في ملء هذا الفراغ.
في الملف الإيراني، تبدو أوروبا حذرة. فهي تتفق مع واشنطن ودول الخليج على ضرورة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، لكنها قلقة من تقارب أميركي-روسي مفترض قد يهمش دورها.
وإيران، بدورها، وقد سلّحت روسيا بمسيّرات تستهدف أوكرانيا، باتت في قلب المعادلة الأمنية الأوروبية، وهذا يُرغم بروكسل على التنسيق مع الرياض وأبوظبي، من دون الانخراط في أي مواجهة عسكرية مباشرة، خصوصاً في ظل الحاجة الأوروبية لدعم ترامب في ملف أوكرانيا.
في سورية، تتباين الرؤى الأوروبية عن الأميركية. فبينما أعلن ترمب أن 'سورية ليست مشكلة أميركا'، ورفض تخفيف العقوبات أو تقديم مساعدات في مؤتمر بروكسل للمانحين، استمرت العواصم الأوروبية بتقديم المليارات، وبدأت بإعادة فتح قنوات اتصال مع دمشق، بدافع منع موجة لجوء جديدة أكثر مما هو حرص على 'إعادة الإعمار' بحد ذاتها.
أما في غزة، حيث قلب الحدث الأكثر سخونة، فقد رفضت أوروبا خطة ترامب لترحيل السكان وتسليم الإدارة لمستثمرين أميركيين، وفضلت دعم المبادرة المصرية بإعادة القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
لكن هذا لا يخفي أن أوروبا مجبرة على الاختيار بين ملفات كثيرة بموارد أقل، ما يعني أولويات متغيرة من دولة لأخرى، وبينما تتراجع شهية واشنطن للمنطقة، وتُظهر إسرائيل نية لضم أجزاء من غزة والضفة، تزداد مؤشرات التوتر بين تل أبيب وبعض العواصم الأوروبية، خصوصاً في ظل تصاعد الدعوات داخل أوروبا لفرض إجراءات اقتصادية على إسرائيل.
واليوم، تستعد أوروبا لتسويق صناعاتها العسكرية الجديدة في الشرق الأوسط، حتى لو اصطدمت بحسابات إسرائيل وأميركا، إنها أوروبا جديدة، بصيغة أقل رومانسية، وأكثر براغماتية، تتحرك بين ضرورات الردع، ومحدودية الموارد، وشهوة النفوذ، ومواجهة انقساماتها الحادة بإعادة ترتيب مصالح تجمع ولا تفرق في داخل الاتحاد الهش.الغد

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : عرض لوحة المفاتيح
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012

تواصل معنا عبر :