بقلم : زيد عبد الكريم المحارمة
30-07-2012 10:36 AM
لماذا يرفض الإخوان المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة ، ولماذا يصر الإخوان على أن تكون القائمة النسبية تساوي نصف البرلمان ، ولماذا الإصرار على أن يكون قانون الانتخاب الجديد ملبي لطموحهم وأهدافهم في الوصول إلى أغلبية برلمانية مطلقة ، فهل نحن بحاجة إلى قانون يلبي طموح الأردنيين أم طموح الإخوان فقط .
لا أحد ينكر أن الإخوان جزء مهم من النسيج الوطني الأردني ومكون أساسي من مكونات العمل السياسي في الأردن ، ولا احد يستطيع أن ينكر عليهم سعيهم الجاد للخروج من هذا الربيع بمكاسب حزبية كبيرة كما تحقق لأسلافهم في تونس ومصر والمغرب وفي سورية لاحقا ، ولكن هل يتحقق لهم ذلك في الأردن بدون القائمة النسبية المغلقة بنصف عدد أعضاء المجلس .؟؟!!
يعلم الإخوان أنهم الحزب الأردني الوحيد القادر على اكتساح القائمة النسبية المغلقة وذلك من خلال التنظيم العالي لأعضاء الحزب على مستوى الوطن بأكمله ، فهو الحزب الوحيد الذي يستطيع تحريك كل مكوناته البشرية والمادية للعمل على قلب رجل واحد في يوم واحد وهو يوم الاقتراع وطبعا رجالا ونساء ، ويعتمد الإخوان في ذلك أيضا على اختيار مرشحين يتمتعون بالشعبية العشائرية التي ستعطي المرشح قوة إضافية في سباق الانتخابات .
إن قرار المقاطعة رغم الانقسام الحاد داخل الجماعة جاء نتيجة حتمية لما يعلمه الإخوان من أنهم لن يستطيعوا تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان بدون القائمة النسبية المغلقة ، وذلك في ظل التخوف السائد في الشارع الأردني من وصول الإخوان إلى هذه الأغلبية عبر القائمة النسبية ، مع علم كافة الأحزاب والقوى السياسية الأخرى أنها لن تستطيع مجاراة الإخوان تنظيميا في يوم واحد ، فقرار المقاطعة والبقاء في دائرة الحزب الأقوى شعبيا أفضل بالنسبة لهم من قرار المشاركة والخروج بعدد قليل من النواب خارج القائمة النسبية ، وهو ما قد ينتج عنه ظهورهم بمظهر ضعيف أمام الشارع في المنافسة الفردية على كسب المقاعد بعيدا عن القوائم النسبية .
قد يكون لنا بعض التحفظ على قانون الانتخاب الجديد ولكن لا يصل إلى حد المقاطعة ، فالإخوان قبل عامين تقريبا كان طموحهم حصد ما يعادل القائمة النسبية الحالية ، ولكن سبحان مغير الأحوال ، فلما إذا يتخوف الإخوان من المنافسة الفردية .؟؟؟