بقلم : رابعة الشناق
04-08-2012 11:57 AM
ذكرت صحيفة “جكارتا بوست” إن 7 كلاب يملكها رجل يدعى أندري لومباغو هاجمته نتيجة معاناتها من الجوع – حيث تركها 14 يوما بلا طعام – فما كاد يدخل إلى منزله حتى هاجمته الكلاب بعنف وفصلت رأسه وأكلت لحمه ولم يبق من رأسه إلا الجمجمة.
من لم يجرب الجوع لا تعنيه عبارة «الجوع كافر» لانه لا يدرك مدى الشعور والحاجة التي يشعر بها الإنسان الذي مر بهذه الحالة، فالمضطر إلى الطعام لسد رمقه في حالة انعدامه يواجه خطورة الموت وعندها تباح له كل الاعذار فالذي يخاف التلف على نفسه يتناول كل ما يحفظ به نفسه، لهذا يبيح لنفسه اكل الميتة والسرقة والنهب، ومن الطريف ما ذكر أحد المشايخ ان الجائع المضطر إذا لم يجد إلا نفسه جاز له أن يقطع بعضاً من اعضائه غير الرئيسية التي لا يؤدي قطعها إلى هلاكه ويأكلها..!
نعم الجوع كافر كما قالت العرب وشاركها في هذا كثير من الشعوب الاخرى
يقول ميخائيل نعيمة: لأن الجوع لم يترك لنا صحباً نناجيهم سوى اشباع موتانا! فإنا لا نذكر منهم إلا الرائعين .. الذين عانوا مما نعاني وترجموا صرخة الجوع حروفاً من ذهب.
هذا عن الجوع ماذا عن العطش
تفاقمت أزمة المياه تفاقما شديدا هذه الأيام لدى بعض المدن والقرى في اقليم الشمال ، حيث انقطعت المياه عنها منذ ما يزيد عن ثلاثة اشهر وهو ما دفعهم الى الخروج في مظاهرات ، واغلاق الطرق وحرق الاطارات مطالبين بإرجاع المياه احتجاجا على أزمة العطش التي يتخبطون فيها منذ مدة، فالمياه لم تزر حنفياتهم منذ أكثر من شهرين وهذا ما جعلهم ينطلقون في رحلة بحث عن قطرة ماء وبكل الوسائل، من أجل بلّ عروقهم الجافة في هذا الفصل الحار، وهذا الشهر الفضيل من خلال التوجه لشراء صهاريج المياه بأسعار باهظة لتغطية العجز الحاصل تزامنا مع موجة الحر الشديدة ورغم الشكاوى المقدمة والاحتجاجات المتكررة من أجل تخليصهم من أزمة العطش الا انهم لا يزالون يعانون من جفاف حنفياتهم. ويبدو أن مشكلة العطش ستطول إذ لا يوجد أي مؤشر على اتخاذ وزارة المياه اية تدابير لتخفف من وطأة المشكلة
والدليل ان الاحتجاجات التي نفذت لم تأت بالجديد بل اصبحت مجرد صرخة في واد فسيح.غضب وغليان في انتظار الأسوإ متبوعة بحالة احتقان داخل الأوساط الشعبية احتجاجا على لامبالاة الحكومة.
أن توفّر المياه أصبح الشغل الشاغل والمطلب الاوحد لتتحول الحياة إلى معركة بقاء أو موت حيث استغى الناس عن المطالب الأخرى المتعقلة أساسا بالاصلاح ومحاكمة الفاسدين والتنمية...ولم تعد تلك مطالبهم فالحي ابقى من الميت
السؤال المطروح : أين وزارة المياة ووزارة الزراعة وووووووووووو
لماذا يغيب موضوع العطش عن اجتماعات الحكومة وهل سيخرج وزير المياه عن صمته ويناقش أزمة العطش مثلما كان الشأن مع بعض القضايا الاخرى للوقوف على الأسباب وتقديم الحلول المناسبة ان موضوع المياه هيكلي وتقني واننا ندعو الحكومة الى اخذ التدابير اللازمة لحل هذه المعظلة.