بقلم : ياسين البطوش
08-08-2012 11:23 AM
لماذا قطر؟
عند حدوث أي مشكلة لإسرائيل وفي أي حدود لها مع الدول العربية لا بد من وجود وسيط 'ابن حلال' لحل المشاكل والإشكاليات التي تواجه إسرائيل ,سواء كانت هذه الاشكاليه مع لبنان أو الأردن أو سوريا أو مصر فلا بد من وجود حلال للمشاكل والذي تتوفر لديه شروط معينه للعب هذا الدور بتوفر الإمكانيات المادية وذلك لشراء الأنفس المريضة ووجود الأعلام الموجهة ليتسلط على الأنظمة العربية واستخدامه بطرق تعمل على تدمير هذه الدول العربية وهذا متوفر وبأيدي خبراء من كافة أنحاء العالم سواء كانت تعمل لصالح العرب أو ضدهم وبالوقت الحاضر تركز قطر على الخبراء الذين يتحينون الفرصة لافتراس العالم العربي.
وهنا يأتي دور قطر أو 'ابن الحلال' لتقديم هذه الخدمة المجانية لإسرائيل لما تملكه من إمكانيات مادية وقناة إعلامية تعمل على توجيهها بحسب سياستها وسياسة أسيادها من خارج الوطن العربي توجيه من السيد الأوروبي والسيد الأمريكي الذي يعمل بالفطرة للحفاظ على دولة إسرائيل بتوفير كافة الإمكانيات لها وتوجيه أدواتها من الدول الأخرى مثل قطر المطيعة لأي أمر من أوامر هذه الدول لتحقيق سياستها وأهدافها.
لماذا قطر؟
خلال الانتخابات المصرية خسرت مرشحها 'عمرو موسى' الشخص المطيع جدا خلال خلق الأزمات للدول العربية الأخرى عندما كان يعمل أمينا للجامعة العربية والدور الكبير له في تحقيق ما تصبوا له قطر وأميرها ,وكان له دور كبير في ليبيا واليمن ودول أخرى.
وحاولت التوجه إلى مرشح الإخوان الرئيس محمد مرسي ولكن جاءت أللطمه الأولى خلال زيارته الأولى بعد أن تولى منصب الرئيس وقيامه بزيارة المملكة العربية السعودية,وهذا أغضبها كثيرا إذ كانت تتوقع أنها دوله قد كبرت بتدمير الدول العربية وإنها تستحق الزيارة الأولى,ولكن كان اختيار رئيس جمهورية مصر لزيارة الكبار وهذا دليل قوي على صغر قطر.
حاولت قطر سابقا دق آسفين مابين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية خلال أزمة المواطن المصري الذي اعتقل في السعودية ولكن خاب ظنهم.
في أحداث سوريا, مصر استقبلت عدد من المنشقين عن النظام السوري وهذا أيضا اثأر غضب قطر ,الرئيس المصري تقرب من حماس ويسر أمورهم وحاول التدخل بعملية المصالحة مابين السلطة الفلسطينية وحماس وهذا أيضا خط احمر بالنسبة لقطر ويعني ذلك إنهاء دورها في السيطرة على كل من السلطة الفلسطينية وحماس.
وخاصة بعد الجهد الكبير الذي بذلته مع حماس لإقناعها الانسحاب من سوريا لتبقى ورقة ضغط بيد قطر تستعملها بالوقت المناسب لتحقيق الأهداف للدول الأخرى,ولكن ما جرى هو فتور حماس بتقبل هذا الوضع وخاصة في الظروف الحالية التي يمر بها العالم العربي وعرفت حماس أن هذا ليس حب وإنما استغلال الوضع المتردي لتحديد موقع مكاتب حماس وموقع قيادتها ,وحماس تعلم أن هذه اللعبة القطرية لتحقق أهداف أخرى لخدمة إسرائيل والسيطرة الكاملة على حماس وتوجيهها حسب السياسة المطلوبة من السيد الأمريكي.
وهناك الكثير الكثير لما تنفذه قطر لخدمة السيد ونذكر دورها في لبنان ومحاولتها التقرب من حزب الله لتضعه تحت إبطها حتى تتحكم به وتحدد دوره مع إسرائيل....والكثير الكثير.
لماذا اسرائيل؟
بعد تسلم الرئيس محمد مرسى مقاليد الحكم في مصر بداء بمغازلة حماس والعطف عليه وعلى أهل غزة وهذا التقارب بالنسبة لإسرائيل خط فوق الأحمر,وكانت مبادرة الرئيس مرسي بفتح المعبر مدة اثنا عشرة ساعة والسماح بزيادة عدد المسافرين إلى ألف وخمسمائة مسافر يوميا ,واستقباله كل من زعماء حماس وتقبل التهاني منهم وأيضا استقبال زعماء السلطة الفلسطينية ومحاولته التوافق والإصلاح بينهم.
وهنا ثار غضب إسرائيل وفكرت بحلول كثيرة ولكنها لم تجد الحل المناسب لوضع آسفين بين مصر وحماس فكان لا بد من إيجاد ابن حلال ليحل هذه الأزمة ويفكك التقارب والترابط هذا الذي حدث بين حماس ومصر,ولم تحتار إسرائيل لإيجاد الحل ومباشرة ذهبت إلى قطر التي تمسك بورقة حماس والدور الكبير لها بتوجيه بعض الحركات التي لا تعمل مع حماس وإنما تجري في فلك أخر وذلك للإبقاء في الضغط على حماس وبيان مدى قدرة حماس بالسيطرة على قطاع غزة .
ولم تكن قطر مخيبه لأمال إسرائيل في تقديم هذه الخدمة البسيطة للصديق,فعملت قطر على دعم مجموعات في سيناء ومجموعات أخرى في غزة للقيام في هذه المهمة والتي بدورها ستعمل على إحراج كل من الرئيس الجديد في مصر وزعماء حماس في غزة.
والهدف من ذلك بعث رسالة إلى الرئيس المصري بالتأني ببناء علاقته مع حماس وتطبيق بنود معاهدة السلام التي تنص ببندها رقم أربعة وسبعون بعدم التعاون مع الجماعات والدول التي تكون معادية للدولة الأخرى.
والتركيز على آلية فتح منافذ العبور ضمن الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي,وبعث رسالة للسيد الرئيس أن غزة وأهلها سيخلقوا لدولتكم المشاكل بحالة التقرب والتعاطف معهم.
والهدف الأخر إرسال رسالة إلى حماس وخاصة من قطر انه لم يبقى لكم احد إلا قطر فاتبعوا كل ما أريده منكم.
وهناك أمور أخرى كثيرة يبقى العمل بها من أسفل الطاولة ولكن التاريخ سيكشفها يوما من الأيام وستظهر كل الحقائق والدسائس التي تلف العالم العربي الحزين الذي أينما توجهوا وجوهكم تروه يسيل دما عربيا طاهرا.
هذا ليس أكثر من توقع وتحليل للواقع العربي المر الذي يمر علينا نحن العرب في هذه الأيام ,وكلي أمل بالوعي العقول العربية الكبيرة التي ستعمل معا لتجاوز هذا الوضع الحرج الذي نمر به.
Fhom_2003@yahoo.com