بقلم : ياسر المعادات
12-08-2012 09:48 AM
تكلل نضال وطني خالص من قبل معلمي هذا الوطن بانتخاب ممثليهم في النقابة التي لطالما حلموا بأن تكون هي المنقذ لهم و المخلص من واقع أليم يعيشونه ،و جرى كل هذا من خلال انتخابات نزيهة لأول مرة في تاريخ هذا الوطن الذي يستحق أكثر من ذلك بالتأكيد و قد فاز من فاز و خسر من خسر ،لينتخب المعلمون هيئة النقابة المركزية التي بدورها اختارت النقيب و أعضاء النقابة لتكون بذلك أول نقابة منتخبة لمعلمي الأردن منذ ما يزيد على نصف قرن من الزمان.
كان من المفترض أن يكون مجلس النقابة هذا مجلسا ثوريا بامتياز خاصة أنه أتى بعد ثورة المعلمين على الظلم الذي طالما رزحوا أسفل منه و تمردوا على واقع مر أليم حرصت حكومات الفساد المتعاقبة على وضع المعلم الأردني فيه مثله مثل أي مواطن آخر في هذا الوطن الأغر ،فهل كان هذا المجلس تتويجا حقيقيا لهذه الثورة ؟!لعل من المبكر طرح هذا السؤال و لكن المؤشرات الأولية لا تدل على هذا الشيء بل أن أداء المجلس يذهب إلى الهدوء الشديد في القرارات و الإنجازات و كأنه مجلس عادي أتى في ظروف طبيعية للعمل دون أي تغييرات جذرية سريعة يحس بها المعلم الثائر ،و لكن رغم هذا التصور إلا أن هناك وقت طويل أمام هذا المجلس لإبداء جدارته و قدرته على تحمل هذه المسؤولية الكبيرة في هذا التوقيت الحرج و هو ما يرنوا إليه كل معلم مخلص في هذا الوطن.
إن من أهم الأمور التي يستطيع المعلمون من خلالها الحفاظ على نقابتهم و ديمومتها و تقدمها خطوات للأمام هو النقد البناء لأداء المجلس و عدم تنزيه أي من أعضائه عن الخطأ أو المسائلة ،و لا ينبغي لأي عضو من أعضاء مجلس النقابة أن ينزعج من أي نقد حتى نصل بهذه النقابة إلى بر الأمان الذي نريد جميعا ،و لما لا يكثر أعضاء المجلس من حوارات توضيحية للخطوات التي يقومون بها خاصة الهامة منها مع قواعد المعلمين للوصول إلى خيارات أفضل للجميع و بالتالي إنشاء علاقة تفاهمية تعزز التصاق جسد النقابة بالمعلمين الذين هم العمود الفقري لها .
تابع المعلمون في الآونة الأخيرة هجمة شرسة على النقابة سواء الحكومية منها أو من قبل ما يسمون أنفسهم بالمعلمين الأحرار ،تتمثل الهجمة الحكومية في اتخاذ عديد القرارات المصيرية التي تهم التربية و التعليم و المعلم في الأردن بانفراد عن استشارة النقابة أو أخذ رأيها أي بالعقلية السابقة لإنشاء النقابة ،إضافة إلى نشر الإشاعات عن النقابة دون أي دليل يؤكد صحتها،و لكن الأدهى و الأمر محاولة وزارة التربية و التعليم استنساخ التجربة الفاشلة السابقة إبان المطالبة بإنشاء النقابة من خلال تحريك بعض دمى الماضي من لجان كانت تحارب بشراسة حتى لا ترى النقابة النور و هي أسماء و لجان معروفة للقاصي و الداني و لا يمكن أن ينخدع بها المعلم الأردني كما لم ينخدع بها من قبل و ظل يزأر مطالبا بعودة النقابة حتى حصل على ما أراد ،و لكن المستغرب أن يعوم بعض المعلمين ممن يطلقون على نفسهم الأحرار على عوم الوزارة و يتداعوا لعقد اجتماعات و إصدار بيانات لعل أسخفها ما صدر عن بعض ممن يعملون في نوادي المعلمين حيث ورد في هذا البيان لهجة تهديد تدعوا إلى الاشمئزاز و الفتنة الوقحة التي لا أظن أحدا اكترث لها و على قلة هؤلاء إلا أن على النقابة دور هنا ألا و هو محاورة الفئة التي من الممكن أنها لم تقتنع بأداء النقابة إلى الآن و الاستجابة للمطالب الشرعية لهم دون تفريط في حقوق المعلمين العامة فلا ينبغي أن تصم النقابة آذانها لأن أحد المعلمين كان خصما في الانتخابات أو ما شابه فعلى الجميع أن يعلم أننا في مركب واحد و لكن يجب أن نعلم أيضا أن لكل مركب ربان واحد حتى يستمر هذا المركب في مسيرة المظفرة و نقاوم سويا أحلام الجبناء الساعية إلى إجهاض النقابة التي قاتلنا من أجلها