أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تجار التزوير

بقلم : اجود عتمة
23-08-2012 10:03 AM

قد يتفق معي قارئ على الأقل في أن الشعب الأردني تعرض خلال سنين خلت لحرب شعواء غير معلنة قادها تجار تزوير الانتخابات على طريقة تجار الحروب ، إنتهجوا فيها سياسة الأرض المحروقة أتت على كل بذار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة ، ودمر هؤلاء بأسلوب السَوقة كل جسر يربط الإنسان الأردني بوطنه ولوثوا ينابيع حالتنا الاجتماعية والعشائرية ، وسعوا خرابا في بنية المجتمع من مختلف جوانبه حتى آل المشهد إلى ما نحن عليه من تفكك للصورة الانتخابية وتميّع ألوانها .

تجارة تزوير الانتخابات هي حالة شراكة ما بين الفاسد المتنفذ في السلطة وبين صاحب رأس المال الفاسد ، قبضا سويا على خنجر الفساد ليمعنا طعنا في خاصرة الديمقراطية وتركها تنزف دون رادع من ضمير أو راع لتعب الأردنيين أو لقيم المواطنة .

بقيت ماكنة التزوير الأكثر قوة ودورانا في كل الانتخابات ما جعل محرك الحكومة الذراع الأضعف في تحريك ودفع عجلات العملية الانتخابية التي فرغت تماما من هواء النزاهة والحيادية . الأمر الذي يتحتم على الحكومة ــ قبل أن تضع خطة لإدارة الانتخابات ــ أن تسعى لإعادة صياغة مفاهيم الثقة بها وإيجاد برامج مكثفة ذات مصداقية لإدارة أزمة الثقة بالانتخابات وإعادة بناء جسورها التي صارت بفعل الخبثاء قاعا صفصفا وفي قرارة نفس المواطن اوهن من بيت عنكبوت .

جلالة الملك الذي أطلق قبل غيره شارة المارثون الإصلاحي في مختلف مفاصل الدولة ظل يبعث برسائله وتوجيهاته المتضمنة كل معاني ومفردات النزاهة والشفافية والحيادية لكل الحكومات التي أدارت الانتخابات وتوصيتها بضرورة أن ترعى بأداء رفيع إحدى أهم أدوات الديمقراطية الأردنية وهذا يعني أن تكون الحكومة راعية للانتخابات وليس طرفا ناخبا فيها ، وان تراعي الوقوف في مركز دائرة تضمن لها مسافة واحدة في إطار العملية الانتخابية .

إن علة الناخب والمرشح ليس في شكل ومضمون قانون الانتخاب ــ رغم أهمية التوافقية عليه ــ بل في تطبيق مضامينه بحيادية ، لقد تعاطى المواطنون مع كافة قوانين الانتخاب السابقة وتفاعلوا معها ترشيحا وانتخابا بأعلى درجات الحرص على ديمقراطية وطنهم ، إلا أن الحكومة كافأتهم بان سيّدت عليهم نوابا ولدوا خارج رحم صناديق الاقتراع .

إن التسجيل للانتخابات وتحفيز الآخرين له أمر في غاية الأهمية كونه إحدى دلالات الوعي الديمقراطي والانتماء الوطني وإحدى أدوات التعبير للحكومة عن قدرة الإنسان الأردني رفع سوية المشاركة في الانتخابات طالما يحرص المسؤولون في الحكومة على نظافة دورهم وأدائهم .

تبا لمن يمس بسوء وطننا وشعبنا وأمننا ونظامنا ، وللحديث سقوف أخرى .


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-08-2012 01:40 PM

" المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"
تبا لمن سيقبل ان يضحك عليه الفاسدون مرة اخرى .
تبا لمن يقبل ان يكون شاهد زور ليعطي صك براءة للفاسدين عن طريق انتخاب مجلس نواب فاسد .

اعطونا اسم الدائرة والمترشحين لنعطيكم اسم من سيفوز لاننا بتنا ندرك ان من سيصبح نائبا غصب عنا هو صاحب المال والمدعوم من الجهات الامنية وباقي النواب ديكور ديمقراطي يقوم رئيس الحكومة ورئيس البرلمان بالتندر عليهم
" جميل افندي" او يقوم نائب بسطات بضربهم بالحذاء امام زملاءه بطريقة البث المباشر وهذه رسالة الى كل شخص محترم بالا يفكر بالترشح او الانتخاب .

2) تعليق بواسطة :
23-08-2012 02:11 PM

تجار التزوير اهون من الرجال الرخيصين الذين يبيعون ضمائرهم بثمن بخس ويتزعمون حملات هم غير مقتنعين بها بل من اجل دراهم قليله يعملون ليل نهار عليك التوقف عن الكتابه لقول الرسول الكريم كبر مقتا عند الله ان تقولو مالا تفعلون اصلح حالك اولا وبعدها انتقد كي يكون الكلام مقبولا

3) تعليق بواسطة :
24-08-2012 11:20 PM

لا للتسجيل لا للانتخاب لا لصكوك الغفران شبعنا دجل

4) تعليق بواسطة :
25-08-2012 12:19 AM

أولا يا أخي ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) هي آية وليست حديث للرسول عليه السلام،ثم انني أرى أن الدم على بضه ثقيل عند الجرشيين، فالرجل يقول ما معناه أن تطبيق وأسلوب تنفيذ قانون الانتخاب أهم من القانون نفسه،وهذا قد يصح إلى حد ما،لأن أحسن قوانين العالم لن تكون نافعة إذا طبقت بسوء نية،أو إذا قصد المواطن التلاعب فيها،فتزوير الانتخابات لم تكن بتبديل الصناديق،بل كانت بقيام المواطن بعملية التلاعب، من كوي أو التصويت ببطاقة مزورة أو التصويت عدة مرات...الخ، فالمعضلة هنا بالمواطن الناخب، والمشرح،ومن يخطط لعملية التزوير، وتذكر وعد الله تعالى( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)...تحياتي لك ولأبي صلاح(السيد أجود)....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012