بقلم : عبدالحليم المجالي
01-09-2012 10:46 AM
بوتين الأقرب لسوريا من الكثيرمن الزعماء العرب ,قرأت له تصريحا يقول فيه : النظام العالمي الجديد يتشكل الآن في سوريا , كان ذلك من ضمن كلام آخر يوحي بان الرجل ملتصق بسوريا ومتمسك بالوقوف الى جانب نظامها , الرجل ايضا يوحي بكلامه انها فرصته وفرصة بلاده لتحقيق مصالح حيوية من هذا الصراع الدائر على سوريا وفيها . الزعماء العرب , بما يملكون من قدرات ذهنية متواضعه , وبما لايملكون من حرية في القرار والتصرف , لن يرتفع مستوى تفكيرهم الى المستوى الذي يرون فيه الحق حقا ويتبعونه ويرون فيه الباطل باطلا فيجتنبونه . مصالح بلادهم في آخر قائمة اهتماماتهم ان لم تكن خارجها ,الاهم من ذلك انهم مسيرون لا مخيرون فقراراتهم لا تحملهم المسوؤلية كما يعتقدون , ولا يخشون لومة لائم .
بنظرة فاحصة وتحليل بسيط وبتجرد نجد ان حسم المعركة في سوريا لاحد الطرفين المتصارعين غير وارد على المدى المنظور , يعني هذا استمرار شلال الدم والخراب والخسارة من مقدرات سوريا واذا قدر لطرف النصر بعد طول صراع فانه سيجد نفسه في ورطة لا فكاك منها وبانه يقف على تل خرب لايمكن الصمود فوقه الا بمعجزه . الحل المنطقي يكمن في وقف العنف من كلا المتصارعين والجلوس الى طاولة الحوار , هذا اضعف الايمان , اما للذين يفكرون بالطريقة التي يفكر بها بوتين , وهي الاشمل والانجع فان هذا الصراع وما وصل اليه من خلق معطيات جديدة على الساحة الدولية من ملامحها التغيير في موازين القوى لغير صالح القوى المهيمنة على ساحتنا العربية والتي اذاقتنا الامرين من دعمها الكامل واللامشروط للعدو الصهيوني , فانه من الواجب على القادة العرب وجامعة الدول العربية خوض غمار هذا الصراع بعقلية متفتحه وبذهنية الربح والخسارة وحسن ادارة الصراع وتلمس الفرص التي قد تغير من مسار الصراع العربي الاسرائيلي والتي قد توجد موطيء قدم للتقدم في احراز نجاحات متلاحقه ولو بسيطه تغير ايجابا في المعنويات بشكل عام وتقود في النهاية الى احراز انتصارات تغير من حال الامة المايل .
مما لاشك فيه ان بوتين لايهمه مذهب وطائفة من يحكم سوريا ولا يهمه ويقلقه تصدير الثورات بل ينطلق من مصلحة بلده ويقف مع من يحقق له ذلك ويحاول بكل ما أوتي من قوه ضمان صمود هذا الطرف في وجه كل التحديات وهذا ما قامت به ادارته باستخدام الفيتو في مجلس الامن اكثر من مره والدعم المادي والمعنوي على كل الصعد . الامراء والعلماء العرب على حد سواء مسكونون بهواجس الخوف من فزاعات مختلقه صورها لهم اعداء الامة لغايات في نفوسهم , المذاهب والطوائف وتوظيفها سياسيا وسائل متداولة بشكل عادي مع ادراك الجميع العواقب الوخيمة لمثل تلك التوظيفات . التقلب وامكانية تغيير الراي في الجلسة الواحدة مرات ومرات سمات المواطن والحاكم العربي , الفزعة وغياب العمل المؤسسي صفات ملا زمة لاصحاب القرار , التخبط وغياب التخطيط المبني على الحقائق والافتراضات المنطقية حاضرتان في اذهان القادة العرب عند كل ازمة , وفي النهاية الاجواء العربية غير مهيأة لعمل مؤسسي مثمر وبذلك يكون القادة خارج العالم العربي اكثر قربا لواقع الصراع على وفي سوريا واعتقد ان اكثرهم جرأة وذكاء بوتين .