بقلم : تامر البواليز
02-09-2012 09:18 AM
بداية أود أن أصحح خطأ لدينا نحن عوام الشعب في فهمنا للفساد وأركانه ، فقد يرى الساسة بأننا سذج ونفهم الفساد بصورة ضيقة تنحصر بسرقة بعض الدنانير من كجة المال العام !! .
وهذا بالطبع أمر خاطئ وفي غير مكانه من التفسير والبيان للكلمة ( أي الفساد ) ، إذ لا بد أن نعي بأن الفساد متشعب بمفهومه اللغوي والاصطلاحي ، حيث تتضح لنا حينها الكثير من الأمور التي تقع في خانة الفساد الذي ينتهجه النظام الأردني ، فوجود نخبة حاكمة ترث الحكم لأبناءها وأحفادها هذا فساد بعينه ، الحاشية التي تحيط بالملك هي ذاتها ولم تتغير من عهد الملك الراحل وتورث المناصب للورثة الشرعيين هذا فساد بعينه أيضاً ، سياسة التدليل والرفاهية التي يعيشها نخبة الحكم في أعلى هرم الدولة وغالبية الشعب الأردني مسحوق وينتظر راتبه الجديد بعد ثلاثة أيام من مرحلة إستلامه لراتبه ، الهدر المفرط في مصاريف الديوان الملكي دون رقيب أو حسيب والواسطة والمحسوبية سيدة الموقف يسمى أيضا فساد ، توزيع موازنة الدولة بطريقة غير عادلة على فئات الشعب يسمى سنام الفساد ، وضع مخصصات من موازنة الدولة بملايين الدنانير في جيب الديوان الملكي لتوزع على الشعب المعدم على شكل مكارم وهبات لا أجد ضيرا أيضا من تسميته بالفساد ، والنهج السياسي الذي تدور رحاه في بلدنا يسمى فسادا ، وخصخصة مقدرات الدولة فساد ، و و و لا خلاص من الأمثلة الكثيرة للفساد الذي أوصلنا لهذه المرحلة .
في الحقيقة المسبب الرئيسي الذي دفعني للحديث حول هذا الموضوع هو حالة النفير العام الذي تعيشه الطبقة السياسية الحاكمة في بلدنا خلال هذه المرحلة الزمنية ، والهدف يصب في خانة إجراء الانتخابات النيابية بأي شكل كان ، ولضيق أفق الحكومة وتجاهلها إختصرت الإصلاح بالإنتخابات وكأن حال هذا الشعب سينقلب الى شكل جديد وستزول غمة الفقر والعوز وستعود الطبقة الوسطى بأسرع ما يمكن بمجرد إنتخاب مجلس نيابي قادم في نهاية 2012 !!!! فعلا إنها قمة المهزلة أن ترى الحكومة شعبها الجائع من زاوية واحدة فقط ، وما يضيرني أنا المواطن المسخم في ظروف إقتصادية صعبة قانون إنتخاب عصري أو قسري حسب وصف الحكومة !؟ وما يضيرني من هذه المهزلة ورغيف الخبز لا أقوى في أحيان كثيرة لجلبه لأبنائي !!! وهذا حال شعبنا الذي يجوع و عزته وكرامته فوق كل إعتبار ، ولكن يبدو لي بأن سياسة ما تريد لهذا الشعب أن يذل ليبقى حبيس الصمت ، ولا أقول لهم سوى وأنتم في قصوركم وفيلاتكم إلا أنكم خسئتم أيها الجبناء .
أهذي هذا النص لرئيس الحكومة وناطقه الإعلامي متمنيا منهم أجابتي عن سر حميتهم الغير مبررة لإجراء الانتخابات على الرغم من معرفتهم بان الغالبية حتى من الذين سجلوا هم غير راضين ولكن مصالح وغايات تقاطعت مع بعضهم لذا اضطروا للتسجيل ! ؟