بقلم : ماجد العطي
03-09-2012 10:13 AM
رسائل كثيرة وعديدة تتصدّع بها رؤوسنا كل يوم وعلى مدار ساعاته وهي تحمل إقتراحات ومبادرات وتوصيات , من جهاتٍ مختلفةٍ نواياها . فمنها من يريد مُطلقها إخراج الشعب السوري ممّا هو فيه , ومنها من يودّ صاحبها إغراق سوريا أكثر في أزمتها الراهنة التي تجاوزت العام والنصف . وهنا تتشعب الأسئلة لتحديد أهداف كل طرف ومن هو الرئيس ومن هو التابع .
إن التحالف الأمريكي الإخواني والتفاهم بينهم بات يرهقنا بشكل يتعاظم بعد وصول محمد مرسي إلى سدة رئاسة أكبر دولة عربية . فالطرفان هما عدوان لدودان لسوريا وهي نقطة تكفي للإستدلال على ملامح المرحلة المقبلة ,التي يريد لها مرسي أن تسقط النظام السوري وتستبدله بنظام إخواني , لا يعادي السياسة الأمريكية المتبعة في المنطقة العربية .
ولذا , فلا غرابة إذن من أن يطرح مرسي قضية تنحي الأسد قبل كل شيء . فقد أظهر انحيازه للمطالبين بذلك وعلى رأسهم الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والدول الغربية التي سبق وأن استعمرت بلادنا من شرقها إلى غربها .
ألعراق تقدم بمبادرة تستشعر منها روح القومية والحرص على أبناء الشعب السوري ووقف نزيفه الدموي, وتجد فيها تعرية لكل من يطالب بالحل العسكري وتؤكد على الحوار كحلٍّ وحيد للأزمة التي أغرقت البلاد في فوضى لا متناهية. والعراق بلد مجاور لسوريا التي تكالب الأعداء عليها من كل صوب وحدب , وهو قطب عربي لو كتب له الإتحاد مع القطب المأزوم ( سوريا ) لقاد العرب جميعاً , وإلى الأمام طبعاً والتقدم والرخاء والإزدهار.
لست , كبقية العرب , مطمئنّاً للورقتين الإيرانية والتركية على الأمد البعيد , وكي أستشرف المستقبل بأريحية , فإنني أرى أن هذه المبادرة التي طرحها العراق تشكل أرضية طيبة للعرب , كي يبادروا ولو مرة واحدة لحل مشاكلهم بأيديهم بدل أن يظلوا منفذين لإملاءات الجهات الخارجية القذرة التي وجدت فينا من يصلح ليكون أدوات لها يفعل ما تشاء وتفرض الفعل عليه .
وللأسف فإن المبادرة العراقية , لم تجد أذناً صاغية لدى مصر ولا لدى بقية المتآمرين