بقلم : محمد حيدر محيلان
12-09-2012 09:26 AM
كما يفسر علماء النفس الأحلام أنها رغبات مكبوتة ومعاناة ومشكلات يعيشها المرء في الواقع المعيشي والحياة أليوميه ،فتشغل نفس وبال وفكر صاحبها , فيعمل العقل الباطن على إراحة بال الحالم وحل المشكلة والرغبة لديه, من خلال الحلم, فيعثر على مبلغ من المال أو يلتقي محبوبه أو يتغلب على من يسبب له القهر أو يحلم بأنه شفي من مرضه .
وعليه فكثير من أفراد الشعب الأردني يعاني في النهار ويحلم في الليل بتشكيل حكومة جديدة, بسبب القهر والكبت والغليان والمشاكل التي تسقطها حكومة الطراونة على الناس .
فأسمع من كثيرين يرددون بأن جلالة الملك أوعز لفلان لتشكيل الحكومة الجديدة, وكثيرون يحلمون أن جلالة الملك استدعاهم وكلفهم بتشكيل الحكومة ، وسمعت أن أحد المقهورين والمعذبين نفسيا من واقع الحكومات والبرلمانات الاردنيه حلم ليلا أو هذيانا من الحمى التي تنتابه بسبب ضيق العيش والنفس وذات اليد ,انه أستدعي وكلف فكانت تشكيلته على النحو الآتي :- أبو أحمد الفران وزير صناعة وتجاره , - صبحي سائق السرفيس – وزير نقل , أم علي الشتاتة – وزيرة أعلام وناطقة رسمية, فلحه العرجه – وزيرة تنميه اجتماعيه , صلاح أبو السكري والضغط والباسور – وزير صحة ,عصام العاطل عن العمل – وزير عمل , أبو خليل الحراث - وزير زراعه, حسنين عامل النظافة – وزير البيئة والبلديات ....وهكذا.........فلما قرأت ألتشكيله أكثر من مره محللا للسيرة الذاتية لكل واحد , أحسست أنها خارجه من عمق الجرح ، وفوهة البركان وقعر المأساة وفقاعات الغليان ، وكأن هؤلاء يقولون أنهم الأقدر على تشخيص آلامهم وتحسس مشاكلهم وجوعهم ،وهم أدرى بشعاب قضاياهم ووديان وثنيات بؤسهم ، وهم الأحرص على ميزانياتنا وموازناتنا المالية وسياساتنا العامة ومستقبلنا الاقتصادي ،لان ضياعها والتفريط بها يعني التفريط بهم وبعائلاتهم ,فليس لهم أرصدة في البنوك العالمية ولا عقارات واسهم في السوق المالي وان نجاحهم يعني الانتقال الى واقع أفضل تتمناه اغلبيتهم المنسحقة.
إن أحلام الأردنيين بالليل وهذيانهم بالنهار بالخلاص السلمي والانفكاك والانعتاق من الواقع المؤلم أصبح مسيطر عليهم وعلى أفكارهم .واضن أن الانتخابات المقبلة ستكون الفيصل في القرار للنزول الى الشارع حتى من أعقل واحكم الناس .
وسمعت أن ألكثير أصبح لديهم حساسية ومتلازمة أسماء وزراء و نواب ومناصب عليها, فإذا ذكرت أمامه مثلا اسم فايز أو عبد الكريم أو سمير أو زيد الخ.. تصيبه حالة حكاك وتعتريه قشعريرة وتنتشر حبوب مقيتة في وجهه وجسده ويصيبه غثيان و هذيان وتخرج منه كلمات وعبارات وإشارات تبعث على الأسى وربما تخسره.
تلك بعض من حالات قهر الذات والوسواس القهري ، والاكتئاب المزمن واحباطات بالجملة يعيشها الشعب الأردني , من جراء توريث المناصب وتقلب نفس الشخصيات والعائلات على موقع القرار الصعب وتعميم وتأميم الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي أرهقت وأذلت الجميع .
فحتى الأحلام لم تعد تسعف البعض, ولا حتى التغيير الفعلي الحقيقي للوزارات لان بعض الحالات النفسية والعقلية التي يعاني منها الشعب الأردني أصبحت مستعصية,وأن تغيير الوزارات والبرلمانات الشكلي المتكرر، لم يعد يحل المشكلة , فإذا ذهب سعد جاء سعيد وجميعهم من نفس السلة , ودرسوا على ذات الشيخ وذات المسألة .... وهكذا دواليك والمشكلات تتراكم .