بقلم : علا المصري
12-09-2012 09:30 AM
رئيس نادي روتاري عمان 'كوزموبولتان'
بالنقر على محرك 'جوجل' يتبين أن أول الصحف التي صدرت كانت في أوروبا، وقد أصدرها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر عقب توليه السلطة في كانون الثاني من عام 58 ق.م وهي 'السجل اليومي للأخبار'، وكثيراً ما سماها بعض الكتاب اللاتينيين 'سجل أخبار الشعب' لأنها كانت في خدمة الشعب. أما الصحافة العربية فقد بدأت منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، حينما أصدر الوالي داوود باشا أول جريدة عربية في بغداد إسمها 'جورنال عراق'، باللغتين العربية والتركية، وذلك عام 1816.
وحسب تعريف 'ويكيبيديا' فإن حرية الصحافة 'أو الصحافة الحرة' هي الضمانة التي تُقدّمها الحكومة لحرية التعبير، وغالباَ ما تكون تلك الحرية مكفولة من قبل دستور البلاد للمواطنين. وتمتد تلك الحرية لتشمل جمع الأخبار والعمليات المتعلقة بالحصول على المعلومات الخبرية بقصد النشر. وفيما يتعلق بالمعلومات عن الحكومة فلا تتدخل الحكومة في حرية الصحافة إلا ما يتعلق بشؤون الأمن القومي.
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على 'لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير، ويتضمن هذا الحق حرية تبني الآراء من دون أي تدخل والبحث عن وتسلم معلومات أو أفكار مهمة عن طريق أي وسيلة إعلامية بغض النظر عن أية حدود'.
وتضمنت المادة التاسعة من الاتفاقية الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، المدنية والسياسية، التي وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1996 'لكل فرد الحق في حرية الرأي والتعبير، وهذا الحق يشمل: حرية البحث عن المعلومات، أو الأفكار، من أي نوع، وتلقيها، بغض النظر عن الحدود، إما شفاهة، أو كتابة أو طباعة، وسواء كان ذلك، في قالب فني، أو بأية وسيلة أخرى يختارها'.
مؤسس ميدان دراسات الإتصال، البرفسور ويلبور شرام، تناول حرية الصحافة من ثلاث زوايا:
-حرية المعرفة: وهي الحق في الحصول على المعلومات اللازمة حتى نستطيع تنظيم حياتنا والحصول على قدر مِن المشاركة في الحكم، وهو حق اجتماعي لعامة الجماهير.
-حرية القول: وهي الحق في نقل المعلومات، بحرية، وتكوين رأي، في أي موضوع، والمناقشة حوله. وهو حق المجتمع، تؤديه عنه وسائل الاتصال.
-حرية البحث: وهي الحق في اتصال وسائل الاتصال، بمصادر المعلومات، التي يجب معرفتها، ونشرها. وهو حق للمجتمع كذلك، تؤديه عنه وسائل الاتصال.
أما تسمية الصحافة، بالسلطة الرابعة، فإنها ترجع إلى المؤرخ البريطاني توماس ماكولاي، المتوفي عام 1859، إذ قال 'إن المقصورة، التي يجلس فيها الصحفيون، أصبحت السلطة الرابعة، في المملكة'.
ما سبق ليس رأياً أو معلومات خاصة بي، وإنما هي حقائق نستنتج منها بأن الصحافة إعلام وتنوير وليس تضليلاً، وأنه من حق الجميع التعبير عن أنفسهم كتابةً أو بأي شكل آخر من أشكال التعبير عن الرأي الشخصي أو الإبداع. وهذا الأمر لا بد وأن يقترن بتشريع يضمن حرية الإعلام، وليس تشرياً يُجرّم شيئاً ينفع المجتمع، ضمن الالتزام بالمسؤولية، تجاه الموضوعية والصدق، والمصلحة العليا الحقيقية للمجتمع والإنسانية، وتجاه خصوصيات الأفراد وكرامتهم، والمتضمنة في قوانين عادلة غير متعسفة، ومشروعة ديمقراطياً، وفي مواثيق شرف المهنة.
نرفض أي قيود على حرية الصحافة والإعلام، لتكون صحافة حرة ومسؤولة وتراعي المصلحة العامة، فلا تنحى إلى الإثارة، ولا تستهدف الاتجار، ولا تنحرف عن الصالح العا، معبّرة عن آراء الشعب، وتقوم بدور الرقابة الشعبية، وتمارس رسالتها من دون ضغط أو تأثير.
يقول المفكر الأمريكى جيلبرت موراي، 'إننا لو فقدنا كل حرياتنا فإن حرية الصحافة قادرة على أن تعيدها الينا مرة أخرى. فإن حرية الصحافة وحرية البلد إما أن تقفا معا أو تسقطا معاً'.. ويؤكد البريطاني ريتشارد شيريدان 'أعطهم مجلساً للعموم فاسداً وأعطهم أميراً مستبداً وأعطهم قضاء متردداً ودعني فقط أمتلك صحافة لا تهتز وسأتحدى الجميع أن يستطيعوا أن يقتحموا قيد شعرة من حريات إنجلترا'.
فصل القول ومعناه.. الصحافة ليست هواية ولا مهنة، بل هي رسالة يحملها كل مَن يجد في نفسه الأهلية لهذه الأمانة، وحبذا إذا كانت حرة.. فمَن منّا لا يتمنى أن يعبّر عن ما يجول بداخلة من غير قيود وبدون تحفظ، إعلامي كان أو في مجالات أخرى، فكلمة الحق تسكن صدور الجميع.