بقلم : المهندس جمال الروسان
12-09-2012 09:31 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
خلال الاسابيع الثلاثه الماضيه قمت بزياره لوطني الأردن. لن أذكر ما رأيت خلال هذه الزياره لأن ذلك لا يحتاج الوصف، بل سأكتفي بسرد قصه صغيره حصلت هناك.
خلال زيارتي حضرت وليمة حضرها عدد غير قليل من الرجال. قام معزّبي بتعريفي على الضيوف وذكر لهم أنني أعيش في أمريكا منذ زمن ليس بالقصير. خلال الجلسه قام أحد الحاضرين بتوجيه السؤال التالي لي قائلا: ما هي قصّة العم تم؟ فأجته بأنني لاأعرف العم تم أو قصّته. فقال أحد الحاضرين: إن الأخ قصد العم تام. قلت له سأذكر لك كل ماأعرفه عن شخصية العم تام الرمزيه وقلت:
في القرن التاسع عشر وما قبل كانت تجارة العبيد تجاره قانونيه في أمريكا حيث كان الناس يبيعون ويشترون كل من كان أسود اللون ومن أصل أفريقي وخاضع للعبوديه. أما مالكي العبيد فكانوا بطبقات مختلفه وأبرزهم لقصتنا هذه هم الاغنياء المتداولين للسياسه والطامحين بمراكز قياديه أو كانوا يشغلون مراكز قياديه عاليه. أفراد هذه الطبقه كانوا يملكون أعداد كبيره من العبيد للعمل في مصالحهم بالرغم من مناداتهم بالديموقراطيه وإظاهارهم عدم الرضى عن العبوديه بشكل عام. وكي لا يتناقض كلامهم وأفعالهم، كانوا يعينون أحد العبيد إدارة وقيادة شؤون العبيد.
كان ذلك الشخص (وهو عبد أيضا) يوزع الاعمال اليوميه على العبيد في المزارع أو في خدمة بيت المالك الذي كان يلقب بالسيّد. كذلك كان رئيس العبيد يحكم وينفذ العقوبات على العبيد كما أنه كان المدير المباشر لمنزل السيد. في كل ذلك كان يتلقى أوامره من السيّد شخصيا أو من زوجته. وكان إبناء وبنات السيّد يدعون ذلك الشخص بالعم تام.
لقد كان العم تام ينفذ العقوبات على العبيد بناء علي أوامر السيد، ولكنه كان يظهر للعبيد بأن ما يقوم به هو قراره وهي عباره عن صلاحياته. وقد كان العم تام ينعم باللباس والطعام الجيد ويحق له ركوب الخيل وكانت العبيد تتقرب منه للحصول على المنفعه وتفاديا للعقوبات الشديده القاسيه.
كان السيّد يأمر العم تام بتنفيذ العقوبات الصارمه القاسيه ويعلم بكل ما يقوم به العم تام. أحيانا كان يأمره بجلد أحد العبيد مئتي جلده وخلال الضرب والجلد يحضر السيّد للمكان ويظهر تألمه من شدّه معاناة العبد ويأمر بالعفو عنه وإعطائه الراحه والطعام. كانت العبيد تهتف بحياة السيّد الرؤوف وتكره العم تام. أما العم تام فكان يعاني الكثير. فقد كان مجبرا على ما يقوم به لأنه كان يعلم بأنه إن لم ينفذ أوامر السيّد بسريه تامه وبحذافيرها فإنه كان سيعزل ويصبح بدرجة عبد ليعيش بين العبيد ويكون عرضةً لإنتقامهم
شخصية العم تام كانت شخصيه رمزيه وفيما بعد أصبحت تطلق على الشخص الذي ينفذ أوامر من هو أعلى منه ويتظاهر بأنها أوامره وصلاحياته. وقلت مكملا القصه، هذا ما أعرفه عن شخصية العم تام وان هذه الشخصيه غير موجوده حاليا لأن العبوديه تم تحريمها في أمريكا. عندها قال صاحب السؤال مبتسما: لا يا أخي، فإن أعمامي تام وتوم لا زالوا أحياء يرزقون. تبع ذلك ضحك من قبل الحاضرين لم أعرف سببه، لكنني ضحكت معهم ولا أدري لماذا ضحكت.
حمى الله الأردن وطنا وشعبا وملكا.