بقلم : د.عبدالناصر العكايله
13-09-2012 09:33 AM
منذ ان بدأ الحراك في اردننا الحبيب ونحن نرقب ونشاهد ونتألم لابل نتوجع كما هم اخواننا وابناؤنا في الحراك من الحالة التي اوصلت من اوصلت الى شوارعنا ومياديننا وساحاتنا في الهواء الطلق وتحت اشعة الشمس لان حشر اي كان في زاوية الظلم والقهر والفقر والبطالة ستحوله الى كائن اخر ربما يتصرف بعدها بما لا يكون في الحسبان ، فتراكمات مر السنوات وفساد اشخاص الحكومات وخيانة الامانه واللامباله في تحمل المسؤلية من عدمها وتوالد المناصب بين ابناء العائلة الواحدة وتوارث الفقر بين الكادحين والمتعبين خلقت احتقانا وزكاما ليس له دواء الا الخروج والتظاهر والصراخ عله يلاقي اذنا صاغية من احد في هذا الوطن الغالي.
وكما هوالحال في اي نظام او تنظيم او تجمع في الدنيا فهناك من لايرضيه ان تسير الامور على طبيعتها ووفق اعراف واتفاق الجماعة فدخل الى هذا الحراك من كانت نفسه شهية الى الخراب والدمار والعنف وبث الفتنة والفرقة بين ابناء الوطن دون وجل او خجل او حساب لما قد يسفر عنه هذا التصرف او ذاك ،فمن رضع الحقد والكراهية وفطم على الخيانة والغدر وتربى في حضن اصحاب الاجندات الحاقدة والمارقة لن يخرج منه ماهو الاخبيثا نكدا ، اصحاب كير ينثر كل خبائثه على الوطن وابنائه.
وليت الامر يقف عند هذا الحد باخراج الحراك عن مساره النظيف في المطالبة بمحاربة الفساد واصلاح الخراب والدمار، بل وجهوا مؤشر بوصلته الى ماهو اصلا داعم للحراك الصحيح والنظيف ، فغرروا بشبابنا وابنائنا واوهموهم ان قمة مطالب الاصلاح والصلاح هي بالتطاول على النظام وتجاوز كل الوان الخطوط في السب والشتم والقدح، فانحرفت البوصلة باتجاه معاكس تماما لهدف الحراك الميارك، وهنا يأتي السؤال وانا اتكلم بكل حيادية وأقف كمواطن على نفس المسافة من اعضاء الحراك ومن النظام فالجميع في نفس السفينه والهدف واحد والبحر ذاته ولا ادافع عن احد فلكل طريقته في الدفاع عن نفسه وتبرير موقفه : اليس النظام الذي تشتمون وتقدحون هو ذاته الذي يبارك حراككم لما فيه لمطالبكم ؟ ومن قال ان الحكومات المتعاقبة والاشخاص المتنصبين والمتمترسين على كراسيهم التي تعفنت تحت است كل منهم كانوا على العهد والقيم والطاعة والولاء للوطن اليس هؤلاء هم من جروا البلاد والعباد الى مانحن فيه؟ الا نقف لدقائق فقط قبل ان نتصرف ونهتف ونتكلم ونفكر؟ هل كان هذا هو جل مطلبنا في البداية؟؟؟هل وهل ؟؟؟
اما وان الامر قد وصل الى هذا الحد من الانحراف وتغييراتجاهات المطالب والرؤى التي طالما حلمنا بها جنبا الى جنب مع حراككم فاننا نتقول بان حراككم بحاجة الى اصلاح واصلاح عميق يعيده الى جادته والى مبتغاه ولنكن على قدر المسؤلية وتحملها ولنكن اكثر فهما واتزانا وموازنة للامور وحينها صدقوني انكم ستجدون انكم في قلب وضمير كل منا