بقلم : الدكتور سامح ابوشنب
20-09-2012 09:07 AM
في هذه الايام العصيبة التي يمر بها وطننا العربي الكبير من احداثٍ كبار وجسام ومن خلال محاولتنا اقناع الناس في الاردن, أن المرحلة التي نمر بها صعبة وخطيرة وبالغة الحساسية والتعقيد وأن البلاد تمر في منعطفٍ خطير ربما يوصلنا إلى ما لا تحمد عقباة, وعلية فلا بد ولا بديل للناس من المشاركة بكثافة في الاصلاح الذي ننشدهُ جميعاً, وذلك من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات النيابية المقبلة, لتفويت الفرصة على اصحاب الاجندات غير الوطنية, وعلى من اصطلح على تسميتهم ' أصحاب الشد العكسي', لايصال أصحاب الكفاءة والعلم والمعرفة والخلق الحسن, الحريصون على أمن وسلامة بلادنا ومستقبل ابنائنا , والذي لايباعون ولايشترون , ولاتغريهم المناصب , وتحجب الحقيقة عن أعينهم لمعان الذهب والفضة , إيصالهم الى قية البرلمان.
في هذا الأثناء يسألني الناس عن سر تفاؤلي رغم الاحداث الجسام والظلام المنتشر في كثير من بلاد المنطقة, والذي بدأ شرره يتطاير ليصل الينا.
فأفول إن اشتداد الظلام يبشرني باقتراب الفجر!
نعم إن هناك أخطاءٌ كثيرة وكبيرةٌ وتحطم الجبال وتهلك الحرث والنسل , وفساد منتشر وانحراف معمم, واحباط مخيم , لكنا هذة الاخطاء القريبة الى ان تكون مميتةٌ يمكن تداركها, ومعالجة الاختلالات التي اصابت كل البُنى سواء كانت اقتصادية او اجتماعية او سياسية , من خلال أفراز مجلس نيابي قادر على أدارة المرحلة القادمة باقتدار ووعي , ومعرفة تامة ودقيقة لخطورة المرحلة التي نمر بها.
إن كثيراً من البلدان الدنيا قد مرت وتعرضت في تاريخها لما نمر به حالياً, من امريكا الى اليابان الى أوروبا إلى الاتحاد السوفيتي سابقاً وحتى أفريقيا واسيا غير العربية, وهاهي رياح التغيير تصل الى المحطة الاخيرة في العالم , البلاد العربية, المهم , أن نعترف ونعترف بأخطاءنا , ونحاول تشخيصها بدقة ونحاول معالجتها واصلاحها, فلا نمجد أخطائنا, ولا نعتبر سلبياتنا إيجابيات, وهزائمنا أنتصارات, وخيباتنا معجزات.
فرغم اقرار قانون تكميم الافواه وتكسير الاقلام, وقطع الالسنه بإقرارقانون المطبوعات والنشر في الاردن , إلا انني مؤمن إيماناً مطلقاً أن غداً سيأتي, يوم يصبح كل كاتب وصحفي ومواطن حراً في التعبيرعن رأيه , فلا يكبت فكره, ولا يكسر قلمه, ولايفقد عمله ولا يقطع لسانه ,ولا تغير كتاباته ولا تحذف عباراته , ولا تشوه معانيه.
إنني أؤمن أن الحرية الكاملة والديمقراطية الكاملة والعدالة الكاملة هي طريقنا الوحيد للنجاة مما نحن فية, وهي الطرق الوحيد الموصل الى الرخاء والأمان والاستقرار!
إن الذين يظنون أن الليل طوبل وطويل وليس له آخر , وما يزالون على حالهم من فساد وافساد لايردعهم رادع ولايخافون من حسيب , ضانون أن ليس عليهم رقيب , واهمون واهمون.
فبعد الليل الطويل ستشرق شمس الحرية والديمقراطية والعدالة في كل مكان, وينكشفون عن حقيقة أعمالهم, ويحاسبون عن قبح افعالهم وبندمون على سوء تصرفهم وسوء تقديرهم.
ستضيء شمس الحرية والعداله الذي نبني فية ولانهدم , نتحاور فية ولا نتشاتم, نفكر فية ولا نصرخ , يوم بطمئن كل مواطن فينا أن أموالنا لن تصادر ولن تنهب أو تسرق, لتشيد فيه قصورٌ للفاسدين ,أو تودع في بنوك سوسرى, يوم نقتنع أن حكومتنا مهمتها أن تخدم المواطن لا أن تحاربه, أن تؤمنه لا أن تخيفه, وأن تشجعه على الاستمرار لا أن تضطره للفرار!
وإن غداً لناظره قريب