بقلم : عدنان العطيات
22-09-2012 10:22 AM
ما زال ' كتاب التدخل السريع' وصحافة ' الريموت كنترول'لا يدركون ان الشمس لا تغطى بغربال, ونور الحقيقة ساطع مهما حاولت قوى الظلام ان تطفئ هذا النور, ما زالوا في غفلة عن الزمن ويتناسوا ان المعلومة تصل الى القارئ بلمح البصر وان القارئ في عصر التكنولوجيا لا ينسى, فالمعلومة تبقى محفوظة والعودة اليها لا تحتاج الكثير من العناء والجهد.
خرج علينا مساء امسالمدعو ' عمر كلاب' عبر صفخات جريدة الدستور الاردنية, شاتما للمجلس الوطني الاردني واعضاؤه واصفا اياهم بالعمالة وذلك على خلفية الرسالة الموجهة من قبل المجلس الوطني الاردني للرئيس الامريكي ' باراك اوباما' تناشده بطرح موضوع قانون المطبوعات الاردني المعدل الذي اعتبر من قبل الكثيرين بأنه قانون عرفي يقيد الحريات الصحفية وحرية التعبير, بالاضافة الى موضوع المعتقلين السياسيين في الاردن ومعاناتهم بالسجون الاردنية بدون محاكمة انتهاكا للقوانين الدولة الداعية الى حقوق الانسان.
يستنكر ' عمر كلاب ' في مقاله المنشور في صحيفة الدستور يوم 9/21/2012 , وجود المجلس ويتسائل عن طبيعته, ومن هم اعضائه, وبصورة استهزائية يصفه ' زواج غير شرعي بين معارضة اردنية مجهولة وتبحث عن ظهور والعاصمة واشنطن', ليعود في نهاية المقال ويتحدث عن اعضاء المجلس ومواصفاتهم الشخصية والجسدية فيقول ' نريدهم ان يتحدثوا عن اوجاعهم من دهون الهمبرغر واوجاع الدسم', فهل يناقض الكاتب العتيد نفسه ام هي عادة الشتم بمناسبة وبدون مناسبة؟؟ فهل عرف الكاتب زوجات اعضاء المعارضة وبأن زواجهّن كان لاهداف ' الجرين كارد' ام هي احدى الشتائم بدون حسيب او رقيب؟؟.
يا ' عمر كلاب' , المجلس الوطني الاردني هو من ابناء الوطن المخلصين هم 'رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ' ونذروا انفسهم لوطنهم وشعبهم, وطافوا اصقاع العالم دفاعا عن قضيتهم, وبذلوا من اجلها الغالي والنفيس, لا ينتظرون حمدا ولا شكورا, انكروا ذاتهم ولم يسعوا خلف كاميرات التصوير او ' المغلفات المغلقة' من سيد في المخابرات او الديوان كما هو حال الكثيرين من ' كتبة التدخل السريع'.
يا ' عمر كلاب' لو كنت صادقا او اردت فعلا ان تعرف من هم اعضاء المجلس, لكنت سألت من اعطاك ' الاشارة' لتكتب ما كتبت وتبث سمومك عبر صحيفة يمولها الشعب بأمواله ومدخراته, فيا عمر هم ادرى من هم اعضاء المجلس, فرقابتهم لم تفارق هؤلاء الاحرار وما زال اسيادك يتابعونهم من مدينة الى اخرى ومن اجتماع الى اخر, ولو صدقوك يا عمر قبل ان تكتب ما كتبت, لقالوا لك ان هؤلاء الذين تصفهم ' بالعمالة' هم ابناء هذا الوطن, لقالوا لك انهم نخبة من المتعلمين والمثقفين وبعضهم يحمل من الدرجات العلمية ما تعجز انت بجهلك عن لفظ اسم تلك الشهادة. لو صدقوك يا عمر, لقالوا لك ان اعضاء المجلس هم احفاد ميشع وعمون وادمون وحشبون, لقالوا لك ان ' عظام' اجدادهم تباع ' فوسفات' من قبل الفاسدين الذين يدفعون لك ثمن ' بث سمومك'.
اما الرسالة يا عمر, التي استفزت اسيادك لتوظيف قلمك ياعمر في مهاجمتهم, فهي نداء استغاثة لم يلجؤوا لها لو وجدوا من يسمعهم في الوطن, او وجدوا من يجيب اجراس الانذار التي اطلقوها مع باقي ابناء الشعب الاردني منذ سنين.
يا عمر انت تناقض نفسك اما عن جهل او استهتار بعقول من يقرأ سخافاتك, فتقول ان اعتقال الاحرار ' اعتقالهم بوصفه نصيحة امريكية او حاصل جمع دعم واشنطن لسياسة الاصلاح في الاردن' فان كان هذا هو الواقع ' كما تقول' فان المجلس في ندائه واستغاثته قد توجه الى ' رأس النبع' ليشرب منها, فان كانت قرارات نظامك تأتي جاهزة من واشنطن, فقد اصاب المجلس في ندائه. فكيف تنكر عليهم مراسلة صاحب القرار ومن يملي الشروط على نظامك الهش التابع للارادة ' الامريكان' كما تقول انت.
اما من خول اعضاء المجلس بالحديث نيابة عن الشعب الاردني, فيا عمر , عليك ان تعرف ان الحق والدفاع عنه لا يحتاج الى انابة او تخويل, فابناء الوطن هم اولى بالدفاع عنه.
اما عن الاعلام, واستنكارك لدفاع المجلس عن حريته في التعبير والنشر وايصال المعلومة الحقيقية للقارئ, فيا عمر, ان وجود امثالك من الابواق وممتهني تزييف الحقائق في الصحافة ' الرسمية' هو ما يدفعنا للدفاع باستماتة عن الاعلام الحر الشريف الذي يرفض ان يبيع مبادئه واقلامه بثمن بخس كما فعلت انت. وكنت اتمنى يا عمر, ان توجه قلمك للدفاع عن زملاؤك في الصحافة لا ان تهاجم من يدافع عنهم وتصفه ' بالعمالة', واتحداك يا عمر ان كنت تعرف لون خيمة اعتصام الصحفيين التي اقاموها احتجاجا على القانون العرفي الذي اراد ان يكمم الافواه الناطقة بالحق ويطلق العنان لمن هم من امثالك.
يا عمر, منذ عام 2009, كتبت انت 620 مقال, بمعدل مقال كل 48 ساعة, ' وهي موجودة في ارشيف صحيفة الدستور' , كنت اتمنى ان اجد لك صوتا او مقالا تدافع فيه عن الوطن, او عن حق المواطن بحياة كريمة وبكرامة, ولكن هيهات, ولاذكرك يا عمر ان كنت قد نسيت, ففي 2/19/2012 وعندما كان الشعب كله غاضبا على خلفية تصريحات الحسن بن طلال واسائته للشعب الاردني ولابائنا واجدادنا , ناهيك عن تهديداته, خرجت انت لتصفه بالحكمة و ' ثلاثية العقلية' وصليت له وسجدت في مقال ' مخضرم' مليئ بالمغالطات والتزوير تحت عنوان ' الحسن الامير وثلاثية العقلية'... اتوقع ان هذه هي فصاحة اللسان التي تصف نفسك بها في مقالك الشاتم لاحرار الوطن وشرفائه, يا عمر بئس الفصاحة تلك ,ان لم تكن في الحق.