أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


وعندك واحد دولة وصلّحه!

بقلم : مهدي جرادات
25-09-2012 09:03 AM

نعود بكم معشر أمّة إقرأ إلى مسرح زعيمنا بهلول، حيث أعلن في الثامن من أيلول الحالي عبر مؤتمر صحفي عقده ومعشر البهاليل، عزمهم بالتوجه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في السابع والعشرين من الشهر الحالي، للتقدم بطلب الإنضمام إلى الأسرة الدولية على هيئة دولة غير عضو.
فأهلاً بكم في حلقة جديدة من سلسلة إضحك مع بهلول بعنوان'آخر مساخر الكوميديا الرئاسية في رام الله'، فلنضحك مع بهلول الجهبذ المعروف ببراعته على الإطلاق في تجاهل محنة الشعب الفلسطيني وآلامه. و بالتواطؤ حصرياً مع أبرز أحبائه وخلانه'الصهاينة'.

في السابع والعشرين من أيلول الجاري سنضحك حتى الثمالة لأهم مقطع في المسرحية وهو وصف الدولة المنشودة: 'دولة غير عضو'!!. نعود بالقارئ عاماً إلى الوراء حيث فشل بهلول بتقديم الطلب ذاته في ذلك الوقت، ظناً منه أنه سيقنع الشعب الفلسطيني بأنّ فلسطين 'غير عضو' أفضل من فلسطين 'عضو' حتى ظهرت النكتة في ذلك لتقول مالفرق بين الدولة العضو والدولة غير العضو؟ فأجاب:الأولى على الريحة والثانية سادة (لابتهش ولابتنش) يعني ديكور،على الأقل لايوجد عمى ألوان .

هناك أمر أريد لفت النظر إليه بأنّ زعيمنا بهلول لايختار إلاّ الأرقام الفردية في إختيار مناسباته،وهذا طبعاً من شيم الصهاينة ،وقد يعلم البعض بأنّ اليهود يتشائمون من الأرقام الزوجية،فدولة بهلول قدرها مع الماسونية العالمية والتي تقدّس شهر أيلول وتعتبره شهر مقدّس عندها،فماذا لايكون للماسونية جندي يخدمها ويلبي مصالحها الشيطانية وخاصةً أنّ الرجل قريب من حضن الصهاينة؟ فكان لبهلول السمع والطاعة لها.
ولكن إحتار زعيمنا بهلول بأمر هذه الدولة وأخذ يفكر ليلاً ونهاراً قائلاً: لماذا كلّ الزعماء عندهم دول ومعترفين فيهم إلاً أنا؟ فقال الحل وعلى بركة الله نهدّي اللّعب قليلاً ونساعد أوباما في معركته الرئاسية مع ميت رومني؟ فماذا فعل؟

إستذكر زعيمنا بهلول بالرجوع إلى ذاكرة الصغار ،وخصوصاً ماكنّا نشاهده عبر التلفاز من شخصيات كرتونية تعطي للقوة جهداً إلى الأمام،فكان به أن تشبث بالشخصية الأولى وهي شخصية (بوباي سيلرمان)،تلك الشخصية التي تسيطر على أعدائها بعد أن يأكل غذائه المفضل'السبانخ' ويستعيد غذاء القوة لمحاربة الأعداء وهو يقول :'سلمية سلمية'.

وتشبّث بهلول كذلك بعد الإعلان عن طلبه بشخصية أبو الحروف والتي ترفع شعار'أقوى من الشدّة وأهدأ من السكون وأسرع من لمح العين' فمغامرات بهلول أشبه بأبو الحروف ذلك المنقذ للغات الأجيال ،وهو الآن يزعم أنّه المنقذ بتأثره بتلك الشخصيتان وهو سيواجه الإحتلال بدولة غير عضو،وهو يريد إقناعنا بأنّ الإعلام ومراوغته مع معظم وسائله عبر مهزلة المؤتمرات الصحفية هو الحل الوحيد مع الإحتلال،ولكن الصحيح أنّ أفلامه الإعلامية هي خدمة حقيقية للإحتلال الصهيوني،فلا يوجد مؤتمر صحفي إوإجتماع للبهاليل إلاّ يعلم به الإحتلال الصهيوني قبل حدوثه أو وقوعه...فعلى من يضحكون؟

كبرياء بهلول وصل إلى خلط الملفات الوطنية مع بعضها البعض وتشتيت الشعب الفلسطيني بكلّ مكوناته،فمثلاً عندما إشتعلت الإحتجاجات الفلسطينية وقالوا أنّها بداية للربيع العربي وهذه فرصة سانحة للمطالبة بإستقالة سلام فياض شريكه في الجريمة ومخططات العمالة،ولكن الحقيقة المرّة التي يجهلها أبناء الشعب الفلسطيني بأنّ تلك الإحتجاجات هو الذي دبّرها مع عصابة ماجد فرج وذلك للفت الرأي العالمي تجاه الدولة غير العضو وأنّنا بحاجة إلى أموال طائلة للخروج من مأزق جهنم الذي تعيشه السلطة الفاسدة،وكذلك التمويه عن التحقيق الدولي في جريمة إغتيال الشهيد ياسر عرفات..ولهذا يريد مغازلة الولايات المتحدة والقائمين على مشروع إتفاق أوسلو كأنّه يريد القول لهم:أريد دولة زي ما الله خلقكم.

طبعاً قرار زعيمنا بهلول بتقديم هذا الطلب لايلبي إلاّ إجتهاداته، ولكن إسمحوا لي أن أشبّه ذلك الطلب بموقف قصير واقعي سمعته من صديق لي رحمه الله منذ سنة تقريباً،فكان صديقي أسس منتدى ثقافي وحلّ على المنتدى أحد الضيوف وأنا شخصياً كنت بجوار الضيف،فقام رحمه الله بتوجيه سؤال إلى الضيف إذا كان يريد الإنضمام إلى المنتدى أم لا؟ فأجاب الضيف:لا،ولكن صديقي رحمه الله إستمر في مشاكسته وهو معروف بالمواقف الكوميدية مع أصدقائه فأخذ يغويه ويقول له :يا رجل نضعك عضو عامل فقال:لا،طيب يا رجل نضعك عضو مؤازر فأجاب الضيف :لا،فغضب رحمه الله ومسك كتف الضيف وأخذ يهمسه في أذنه ليقول له بنبرة صوتية منخفضة سمعها البعض سنضعك عضواً تناسلياً فهل ستقبل؟ فإنفجر الضيف والحضور من الضحك حتى الثمالة وبالرغم من روح النكتة في هذا الموقف وافق الضيف على الإنضمام.فطلب زعيمنا بهلول أشبه بهذا العضو 'لا حول ولاقوة إلاّ بالله العليّ العظيم'،يعني يا بهلول طلبك لادين ولاعرض له.

زعيمنا بهلول يريد دولة بدون مقومات ولا أموال ولكن دولة بوجود شعب محاصر بالحديد،دولة تعتمد على الفتوات كالأفلام السيمائية العربية ،فعندما يجلس كبير المعلمين في أحد المقاهي ويطلب من الصبي:واحد قهوة وصلّحه'،فبهلول يريد'واحد دولة وصلّحه'،ونحن الشعب الفلسطيني ندفع فواتير عهرك،فلايمكن في تاريخ فلسطين كلّها أن نتقدّم قيد أنملة ولدينا بهاليل أشكال وألوان على شاكلتك.

على أنغام اليرغول البلدي ودبكة يا حلالي يامالي صفقوا لهذا المهرّج وإدعموه،ولكن هذه دعوة للبهاليل بأن يعتمدوا على الفنّة (صورة+كتابة)،فإذا كانت صورة يعني الدولة في حلم الجاج،وإذا كانت كتابة يعني ذلك خراب بيتك وبيوت البهاليل اللّي معك..

ولهذا ندعو الشعب الفلسطيني إلى مساندة زعيمنا بهلول عبر رقم طواريء بهلول الجديد'927' بدلاً من”722”،وذلك لأنّ الأول لم تدفع فواتيره فتم فصله، ولكن الثاني رقم مجاني ،راجياً القول له:يا أبو دولة طز ياحمد!.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-09-2012 08:10 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012