بقلم : فتحي المومني
29-09-2012 10:41 AM
لعبة الفساد التي تشكّلت منذ سنين لها اسباب جوهريّة ، فإن بقيت في الخفاء فستبقى جليّة دون مبرر على شكل أحقاد وأزمات ، وتبقى في حيز الدّاعم الرئيس لمسلسل النفعية للنخب الحاكمة ، ومن هم في فلكهم يلعبون وبالأخص الاخوان المسلمون والنظام الحاكم ؟
إن ما أسمته الانظمة العربية بالفلسطيني والاردني كلعبة سياسية مفككة للإنسان ، كان سبباً رئيساً في عمل مسرح تكوّن للديمغرافيا وبهذا الشكل ، فحوار هذا المسمّى غير شرعي وغير مهذّب ، ولا زال النظام السياسي يلعب على هذا الوتر وحزب الدولة المعارض ( الاخوان المسلمون )ففي هذه المرحلة بالذات ، اتيحت لنا الفرصة لحمل هذا الملف على محمل الجديّة والاهتمام ، لنتخطّى ما رسمه النظام السياسي في اسرائيل العدو وبريطانيا ونخبة الحكم في الأردن والسلطة الفلسطينية التي تشكّلت بمساعدة عربية من مصر ومن هم بذات الجيوسياسية اللاعبة دور القوميّة غير العربية ، وأن بريطانيا وبالتعاقد المؤقّت البعيد لجعل الوطن المحتل والاردن في ظل خلاف دائم دون مبرر لقاسمهم المشترك في المصير ، ليعطي بذات الوقت صفة الشرعية للبقاء كنخب حاكمة غير مفعّلة عملاً ؟ ، بالرغم من تشوهاتها وعمالتها على المكون العربي والاقليمي المحدد بالجنس والتكوين ، وفرصة أخرى لاستمرار التبعية والوصاية تحت مظلة القوى العالمية والمتمثلة بالولايات المتحدة الامريكية ، والتي تحكم بسيطرتها على كل قوى الفساد الحاكمة في المنطقة العربية ولا زال .........هذا التفكك موجود بالرغم من حاجة كل المجتمع لقيام دولة المؤسسات والقوانين لكل مواطن ساعد في بناء الدولة ، والذي يكوّن من خلالها فكرة الوحدة المنظّمة للقادم من الاحداث ، ولإيجاد حيز من التفاهم الحقيقي في أن ما زرعته الانظمة العربية من عهر وفساد بين الاشقاء ، هو قائم على عمالة متجذّرة مع العدو سابقاً لمحو فكرة الوطن المحتل من مفهومنا وفعلنا ، ولبقاء كل المكون العربي في الاردن تحديداً ، والوطن العربي بأكمله تحت صراع الإثنيات والاقليات والمذهب الواحد والجهوية العفنة ، ولزرع مفهوم الإقليمية تشكّلاً في أن الفلسطيني والاردني على خلاف كما يدّعون ، وهذا هو الموت الحقيقي لعملية الوحدة العربية والاسلامية والتي تجمعنا كل حين على أساس اللغة والدين والأرض ، فليس في قاموس الاسلام ولا الديانات السماوية فكرة الجسد المفكك ؛ بل مفهوم التعارف والمصير الواحد على حد سواء
أخجل من نفسي حين أنطقها ( فلسطيني - أردني ) ، ولكن بات علينا المصارحة فيها لنعرف ما هذا الذي يدور في أذهان المجتمع ، وهل أنتم بمسافة بعيدة عن بعضكم البعض ؟! ، وهل من مصلحة الوطن والشعب القيام بهذه الخلافات المسيسة لخدمة العدو والانظمة الحاكمة على استعباد الجميع ؟! يجب أن يعي المواطن في الاردن أن النسيج واحد وما تشكّل بدواخلنا من وحدة المصير والانتصار هو واحد ، وأن على كل قوى المجتمع في الاردن الثبات والوعي لفكرة أنكم جميعاً عرب وإخوة بالرغم من بعض الاختلافات غير الجوهرية ، لكن العدو حين يضرب بسلاحة رصاصة القتل لا يعرف شيئاً سوى أنكم عرب ، وأنكم تشكّلون خطراً ثابتاً قائماً علي مكونهم ، فلنتعدَّ هذه الخلافات التي غذّاها النظام العربي وأزلامة ليسود عليكم ويجعل فلسطين والاردن والشعبين الشقيقين لعبة القمار المفضلة له من أجل جني الارباح الطائلة ما استمر فينا هذا الخلاف غير المبرر وغير الواعي ، والأهم من ذلك حين تكبر الخلافات بين الشعبين الشقيقين فلسطين والاردن يصبح من الصعب بمكان التفكير بوحدة الصف العربي من أجل تحرير الاقصى من أيدي العدو ، وتصبح’ منظومة الفساد التي تحكم الاردن وكل الوطن العربي على كامل الاستعداد للتفكير بلعبة أخرى من أجل ضياع المواطن العربي ككل من فكرته التي تؤطّر ثباته وهي أن الهدف واحد والمصير واحد ولا يمكن أن نزيل الانظمة الفاسدة التي تحكم وطننا ، إلا بوحدة المكون الداخلي في الاردن بعمل نقي واضح مغلّف بالحب لكل واحد منّا ، وأن معادلة الاقليمية المشرذمة لنا ما هي إلا صنيعة نظام عربي عميل يؤمن بفكرة بريطانيا - فرّق تسد - وأن الهاجس الحقيقي لمعسكر الشر في تنفيذ خططه القادمة هو بقاؤنا تحت هذه اللعبة ، ويعرف كل واحد يعيش’ في هذا البلد أن الاردن هو بداية الانطلاق الحقيقي لتحرير فلسطين ، وأن بداية الشوكة التي قصمت ظهر البعير أيضاً ، هو أن تظن الولايات المتحدة وسفيرتها إسرائيل في المنطقة والنظام الموجود في الاردن في أن ضرب طلقة واحدة من الاردن باتجاه الشقيقة سوريا سينقذ المخطط الاسرائيلي الذي تريده في الايام القادمة ، لإحكام السيطرة على الوطن العربي وضرب إيران ، وهذا أمر بمنتهى الغباء ، ففي الاردن بعد دراسة واقعية ومقابلات حثيثة مع بعض النسيج الموّحد في الاردن ولا يقل عن مائة الف مواطن كحد أدنى هم على درجة من الإستعداد ، لدخول الحدود مع العدو الاسرائيلي حبّاً في الشهادة من أجل إعادة دورة الحياة الحقيقية بعد سبات من السنين استقوى على مكوننا في رسم معادلة الضعف والانهيار والفساد بمختلف أشكاله ، وما جعل الأنظمة الحاكمة تستخدم بحق كل مواطن عنف القهر وموت الضعيف ؟!ه