بقلم : د.مولود عبدالله حسين رقيبات
30-09-2012 09:18 AM
الرسالة التي وجهها الناشط السياسي حسام العبداللات الى دولة رئيس مجلس الاعيان طاهر المصري بعد اللقاء الذي جمعهما في مكتبه الاسبوع الماضي تضمنت موقفا رجوليا حكيما ومتفهما للمرحلة و يليق بدولة طاهر المصري.لم يعترض رئيس مجلس الاعيان على نية الناشط السياسي العبداللات الاعتصام امام منزله في اطار حملة الاخير للتديد بالفساد ومواطنه بل رحب بالمجموعة كاملة والتقاهم واستمع اليهم محاورا وخرج الجميع بكلمة واحدة وشعار قوي متين ان لا مجال للفتنة الجهوية او الاقليمية التي حاول بعض الصيادين اقتناصها واللعب على وترها ،لقد وأد المصري بذلك كل الشكوك والتكهنات وهو الانسان قبل ان يكون السياسي المخضرم الذي عاش فترة حكم المغفور له جلالة الملك الراحل الحسين العظيم بحنكته السياسية وقدرته على استشراف المستقبل ،هذا ما توقعه العقلاء من الرجل الدبلوماسي الحكيم طاهر المصري بعكس ما تمناه بعض المنحدرين في جرف البلطجة والقناوي والعصي ،المصري استقبل الناشطين الذين خرجوا من ديوانه برسالة تضمنت اعتذارا تم نشره على الملأ في خطوة حكيمة من دولته لقطع دابر الفتنة والمحافظة على الاستقرار والامن الاجتماعي ايمانا منه بوحدة الجميع في ظل الراية الهاشمية الخفاقة، وهو ما اكده العبداللات في رسالته 'اردنيون من اجل الاردن وفلسطينيون عندما يتعلق الامر بالحبيبة فلسطين'وهذا مربط الفرس .تصرف الانسان والسياسي الكبير طاهر المصري ينم بلا شك عن انسانيته اولا وحكمته السياسية و ادراكه العميق باننا نعيش حقبة من عمر هذا الوطن تتناوح من حولنا الاصوات ومن داخلنا فباعدة ما بيننا وزرعت الحيرة في اكثرنا ،لا ندري اين الحق ولا واين الصواب وتفرقت امامنا السبل وعلى كل سبيل صوت ينادي الى نفسه ويزعم انه الحق والصواب ينادي الناس الى اتباعه ففيه الهداية وفي غيره الضلال .وجاء صوت الطاهر المصري في اللقاء صادعا للحق ،مجاهرا بالصواب نافذا من الحيرة رسالة الى الجميع يؤديها العقلاء ما بقيت الحياة وما بقي فيها عقلاء ومن هنا جاء وصف العبداللات للمصري بالحكيم في زمن الجهالة .
ان موقف المصري وهو الانسان المشهود له بوطنيته وانتمائه وولائه اضافة الى المستوى العالي من الدبلوماسية التي حباه الله بها لا يمكن وصفه الا انطلاقة من واجب العقلاء في اغتنام المناسبات المختلفة لمواجهة المواقف والمشاركة في رأب الصدع وحث الاخرين على ذلك ،فجاء حديثه قدوة ومطابقا لافعاله ومنارا يهتدي به الاخرون ،متصدرا للخطابة والدبلوماسية ،عالما، بصيرا بوجوه الاتفاق والاختلاف في القضايا ومتابعا لتطور المشهد السياسي وما يستجد من امور ،مدركا لما يحتاج الناس اليه اليوم،مؤكدا ان امامنا في الوطن العديد من القضايا ما توجب تدبرها والاعداد لها ولا ينفع معها الارجاء او التغاضي او التأزيم كما يحلو للبعض انتهاجه.
واخيرا فكما نحيي الشعور الوطني عند المصري لا بد ان نوجه التحية للناشط العبداللات على جرأته في الاعتراف بالحق واجتنابه له وكلنا امل ان يبقى الاردن قويا منيعا برجاله الحكماء، وتبا للاغبياء والجهلاء دعاة الجاهلية والقبلية ،المتسلحين بالحاشية والعصى والقنوة وتحية ملؤها الثقة الى العقلاء على مستوى الوطن الذي هو اليوم بحاجة لأمثال طاهر المصري في حمل الرسالة والامانة كما هي حاجته الى العمل المجدي والسعي المتواصل والاخلاص في القول والعمل والجهد.