05-09-2010 12:18 AM
كل الاردن -

ادهم الغرايبه
انه امر مخطط له ....
ثمة من يريد ان يشوه – عن قصد – هبة " ابناء الحراثين " التي يشهدها الاردن مؤخرا والتي تعبر عن نفسها بتماسك ملحمي و بأشكال نضالية فذة و غير تقليدية لم يعتدها الشعب الاردني، لكنها بالرغم من جديتها و تجددها الا انها ليست غريبة عن اصالتها و صلابتها التاريخية، لا بل ان ظروفا امنية و اقتصادية و سياسية اسوأ من التي نعيشها الان عاشتها الحركة الوطنية سابقا لكنها كانت اكثر اقداما و تضحية و اكثر وعيا و نضوجا بالرغم من ان المتعلمين كانوا قلة، لكن من المؤكد انهم كانوا اكثر تنورا ! , حجب التاريخ النضالي للشعب الاردني عن الاردنيين و تشويهه و تصوير الاردنيين بلا جذور و بلا قاعدة اجتماعية وطنية واحدة هو نهج و استراتيجية محكمة لغايات تقتضيها ظروف سياسية داخلية !
....................................................
...................................................
هناك تحالف بين طرفين داخليين يبتزان و يعاديان " ابناء الحراثين " و يجازوننا بعكس ما نستحق بعد ان ضحينا بما ضحينا , لكل طرف سلطته و هما يعملان جنبا الى جنب بتناغم مذهل و بتفاهم و ان كان ضمنياً .
لا يمكن النظر ببراءة لمحتويات مادة التاريخ التي تدرس لطلاب المدارس الاردنية و التي فيها تجاهل مدروس لتاريخ الاردن لحساب حقبة تاريخية تكاد تكون الحاضر اصلا لا التاريخ ! و المصيبة ان حاضرنا بائس .
من يقرأ تاريخ الاردن المكتوب بحبر " الجهات الرسمية " لا يقرأ شيئا عن الاردنيين الانباط و لا عن العمونيين و لا المؤابيين و لا الامويين ! و يتجاهل ميشع " الملك الكركي " الصلب الذي قاد شعبه لمواجهات مع اعدائه و الذي ورثنا منه العداء لليهود الغاصبين . و الهدف من تجاهل تاريخنا الوطني تصوير الاردن والاردنيين كزرع بعل وطارئين لا جذور لنا ! و الهدف مفضوح تماما و مرتبط جذريا بضرورات السياسة الداخلية !!
اما فيما يتصل بالتاريخ النضالي الحديث فلا أحد من الاردنيين يعرف شيئا عن الشيخ كليب باشا الشريده احد اهم زعماء الشمال بالقرن الماضي و زعيم حكومة محلية قبل تشكل الإمارة، و لا احد يعرف شيئا عن علي نيازي التل ابن اربد و حاكم اقليم ديار بكر ! و لا احد يعرف شيئا عن اللواء علي خلقي الشرايري القائد العسكري بالجيش العثماني و احد اهم رجال مؤتمر ام قيس الوطني الذي نادى بتوحيد الحكومات المحلية في امارة واحدة - وهذا الحدث لا يذكره احد الا ان احدا لا ينسى سايكس – بيكو !!!!!! - (ام قيس ) التي اسست نتائج مؤتمرها للعقد الاجتماعي بين الاردنيين و حكامهم على اسس ديمقراطية و وطنية صارمة يجب ان نعرفها و ان نعود اليها دوما كي نعي ان الحقوق لا يجب ان تتحول الى " مكارم " ! , و لا احد – الا القلة – يستذكر الشهيد الشيخ كايد العبيدات و رفاقه الذين استشهدوا في مواجهات مع جيش الاحتلال البريطاني و قطعان المستوطنين اليهود على ارض فلسطين في عشرينات القرن الماضي معبرين عن وعي مبكر و ادراك لحتمية الحرب التي حدثت بعد استشهادهم بأكثر من عشرين عاماً ! و لا احد يعرف من هو محمد علي الغرايبه و سعيد حميد الغرايبه مفجرا انبوب النفط الآتي من العراق و الذاهب الى فلسطين المحتلة لحساب الانكليز و المار بشمال الاردن انتصارا لثورة الاشقاء في عام 1936. لماذا يتغاضى "تاريخ" وزارة التربية و التعليم الاردنية عن "حلف البلقاء " و عن ذكر الشهيد صايل الشهوان و عن بطش الانكليز ؟! لماذا يغيب اسم عودة ابو تايه في احتفالات الدولة الرسمية بالثورة العربية الكبرى ؟ و الحقيقة ان الاسئلة ذاتها توجه لكتاب و نقابيين و حزبيين يستنشقون هواء الاردن و يستلذون بتصوير الاردنيين بلا تاريخ ؟
محرم علينا ان نعرف من هو قدر المجالي زعيم هية الكرك بوجه المحتل العثماني و محرم ان نعرف من هو ابراهيم الضمور الذي احرق الاتراك امام عينيه و امام اعين اهل الكرك ابنيه " سيد " و " علي " لأنه رفض تسليم ابن نابلس قاسم الاحمد الجماعيني الذي طلب حمايته في ثلاثينات القرن الثامن عشر !.... تخيلوا باعنا الطويل و عراقه تراثنا في نصرة اخواننا الفلسطينين !
محرم علينا حب " وصفي " و " هزاع " ... محرم علينا ابداع " غالب هلسا " و " تيسير السبول " و " عرار " و الطرب لأصالة صوت " ميسون الصناع " ! في اقصاء منظم لكل ما هو متصل بثقافة وطنية اردنية
...................................................
..................................................
ماذا نعرف عن تاريخنا النضالي الاردني ؟ و لماذا حرمونا منه و حرموَه علينا ؟
هل يأتي تاريخ وزارة التربية و التعليم على ذكر معركة الكرامة كما يجب ؟! و على فدائية الجيش الاردني في فلسطين ؟ في حرب عام 1948 أسر الجيش الاردني نحو 200 مجرم صهيوني و تم حجزهم في ( أم الجمال ) و كان من بينهم المجرم شارون , لماذا تحجب هذه المعلومة عن الشعب و لا يتم تمجيدها ؟!
..................................................
.................................................
هذا العام تكتمل المئوية الاولى " لهية الكرك " ....
"هية الكرك " حرب العشائر الاردنية ضد امبراطورية , الا يستحق الامر التمجيد ؟
الواجب على القوى الوطنية الاردنية ان تعيد احياء الذكرى المجيدة و كل قادتنا الكبار من زمن الهية الى زمننا من طراز الشيخ قدر المجالي و الشيخ ابراهيم الضمور و الشيخ عودة ابو تايه الذي لا يعرف احد اين قبره !! و الشهيد القائد وصفي التل و الشهيد هزاع المجالي و البطل حمد الحنيطي الذي أمد الفلسطينين بالسلاح و الرجال من شرق النهر في حرب ال 48 والقائد العظيم حسين باشا الطراونة و كل اعضاء المؤتمر الوطني و القائد المرحوم مشهور الجازي و ان تنطلق حملة شعبية لاطلاق اسمائهم على الميادين و الشوارع الرئيسة و المدن الرياضية و المطارات و الجامعات تكريما لهم و ان تكون التسميات بتبن شعبي اذا رفضت الجهات الرسمية تبني هذا الاقتراح . و المطالبة بتدريس تاريخ هؤلاء – دون زيف - بالمدارس و عقد ندوات واصدار كتب تعيد احياء ذكراهم التي اغتيلت بفعل فاعل !
في ذكرى "الهية" سينتصر دمنا على سيفهم و فقرنا على ملايين فسادهم و عشقنا على حقدهم .... سينتصر خلق " المعلمين " على بعض الوزراء ! و " العسكر " على المحاصصين , و "عمال المياومة " على مستعبديهم الظالمين و " قضاتنا " على مجرميهم الانيقين ! سننتصر و لو بعد ان يستحيلوا زيتونة اردننا الى رماد و ليس مجرد حطب , لا يهم ! .... بل يهم !! لكن عشقنا لبلدنا و أيماننا به سيحيي العظام و هي رميم.
هل من خيار اخر ؟!
لا حقائب سفر لدينا !
سننتصر .... نحن اصحاب الجذور المنعوتين من اعداء الاصالة بأننا " عنصريين " ! و "عشائريين " و .... ماذا بعد؟ أه, " اردنيين " ! فيا لها من تهمة !
سبحانك في مكانك , الم يكن الدفاع عن هوية البلد – اي بلد - يسمى (وطنية) ؟ طيب لماذا نحرم من هذه الصفة و نصبح بفعل فاعل " عنصريين " !
سبحانك في مكانك ... كل حاقد على انتماءنا يذكرنا بسايكس- بيكو فقط عندما نشهر حبنا لبلدنا! اذا افترضنا ان الاردن احد افرازات سايكس- بيكو و هذا افتراء , اليس سواه هو افراز لذات الاتفاق ؟؟!
...............................................
...............................................
لقد بايعناهم فباعونا ! و نصرناهم فخذلونا ! و صدقناهم فغدرونا !
سبحانك في مكانك ! في الاردن وحده يصبح الانتماء شبهة ! و التغني بالهوية جريمة ! و حب البلد عار لا شرف ! و الدفاع عن سمعة الشعب عنصرية !
اريد ان اختصر : ليس صحيحا ابدا ان الاردنيين من اصول فلسطينية – بشكل عام - هم اعداء الحركة الوطنية الاردنية , هذا سخف تام المعنى و انحطاط بكامل دسمه , ان الد اعداءنا هو من يريد تجريد فلسطين من عروبتها و يسعى لافراغها من اهلها , لا عدو لنا سوى الكيان المحتل و عملائه , و بضمير مرتاح أقول ان عدونا الداخلي هو من يرى الخراب و الفساد و ضياع الهوية و تلاشي حقوق المواطنين الاساسية و يستطيع ان يوقف كل ذلك لكنه لا يفعل !!!
و ما الذي نريده ؟
" نريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمة و نجعلهم الوارثين ".