بقلم : نبيل عمرو
02-10-2012 09:45 AM
صحفي أردني
- وقد أفتى بالأمس المُتأسلم زكي بني ارشيد ، أن من حق الأحزاب ، الجماعات ، الكتل ، القوى والأفراد الحديث بإسم الشعب ، فإن الأولى لك فأولى أن تتصدر المشهد جماعة فاقدي الدهشة ، فهي تُمثل أزيد من 95 بالمئة من الشعب الأردني ، غير المندهش من سعي جماعة الإخوان المتأسلمين إلى إسالة الدماء في الأردن ، وهو سعيٌ قديم ، جديد ومتجدد بدأته جماعة الإخوان منذ 24آذار 2011 ، وحاولت تكراره في سلحوب ، المفرق وفي غير مكان .
- أما وإن توقفنا عند مسيرة الزحف غير المقدس 510 ، فإن ما يبشر به المتأسم إرحيل غرايبة بأن هناك جهات داخلية وأخرى خارجية تسعى لإحداث صدام بين مكونات الشعب الأردني ، فإن جماعة المتأسلمين تتحمل مسؤولية كل ما يُمكن أن يحدث في مسيرة الفتنة ، التي تخطط لها جماعة المتأسلمين متجاهلة ، لكن شهوة الوصول إلى الحكم التي تبحث عنها جماعة المتأسلمين أفقدتها عقلانيتها ، رشادها وحكمتها التي باتت مستلبة في خضم محاولة الإتساق مع ما وصل إليه المتأسلمون في مصر وتونس وغيرها ، وهو الأمر الذي دفع بمتأسلمي الأردن إلى حالة التمترس العدمي برفض الحوار من البداية، بدليل رفض المشاركة في لجنة الحوار الوطني ، ليستمر رفض الحوار والمشاركة والتمترس العدمي إلى يومنا هذا ، الذي تسعى فيه جماعة المتأسلمين إلى فتنة كبرى ، يمهد لها المتأسلم غرايبة مبشرا بالقوى الداخيلة والخارجية الساعية لإحداث صدام بين مكونات المجتمع الأردني ، وحتى إن قصد الصدام مع الأجهزة الأمنية ، سأكرر ما قلته غير مرة ، إن القوات المسلحة الأردنية ، المخابرات العامة ، الأمن العام ، قوات الدرك والدفاع المدني ، هم من طينة هذا الوطن ، ليس بينهم مستورد ، أو مُستأجر أو قادم من كوكب آخر ، فهم الأخ ، الإبن ، الأب ، الصهر ، النسيب والجار رجالا ونساءً .
- من أين أتى ارحيل الغرايبة بهذه المعلومة ...؟ أما وإن صحت هذه المعلومة وحدث الصدام لا سمح الله ، فهو ولا شك تدبير وإصرار من جماعة المتأسلمين ، لأنهم يمتلكون معلومات خطيرة قد تعصف بالوطن ، كما أنهم على أقل تقدير ، يؤثرون جلب المنافع على درء المفاسد ، ويضحون بالوطن الذي كان ومايزال الحضن الدافئ لكل مكونات الشعب الأردني بكل أطيافه السياسية ، مشاربه ، أصوله ومنابته ، أم نسي هؤلاء أنهم كانوا يتمتعون بالقمرة والربيع الأردني حتى 24آذار 2011 ، الذي شهد إنقلابهم الأسود ، فيما أقرانهم يُقتلون ، يُعدمون ويئنون في غياهب السجون والمعتقلات في معظم الدول العربية والإسلامية...!
- لماذا المتأسلمون ...؟
-----------------------------
- أنا والحمد لله مسلم بمنطوق الشهادتين وأركان الإسلام، ومؤمن بالله العلي العظيم وملتزم بأركان الإيمان ، لذا أرفض رفضا قاطعا أية وصاية علي أو حتى على الإسلام من أي شخص ، فئة ، حزب أو جماعة وتحت أي مسمى ، لأن الله القدير وحده الكفيل بعباده ، ولا يحق لغير الله سبحانه وتعالى أن يحدد من هو المسلم أو من هو الصالح ومن هو الطالح ، ومن هو في الجنة ومن هو في النار ، طبقا لمعنى الحديث الشريف ، ولأن الله وحده جلت قدرته الذي يعلم ما في الصدور .
- لا يحق لأي كان شخص ، فئة ، حزب أو جماعة أن يمتطي سنام الدين الإسلامي أو غيره من الأديان ، ليرهب الناس في سياقات العمل السياسي ، أو في السعي لإحتلال سدة الحكم ، خاصة في زمن التقنيات وفي وبلد تلاشى فيه الجهل والجهالة ، إن من حيث الوعي على الحلال والحرام ، الصح والخطأ أو من حيث ما يسود العصر من صراعات ومتغيرات ، في مجمل ميادين الحياة السياسية ، الإقتصادية والإجتماعية ، لدرجة أن بمقدور اليافعين من الفتيان والفتيات التمييز بين طريق الجنة وطريق النار .
- والسؤال ، بماذا يتميز المتأسلمون عن بقية الأحزاب ، القوى ، الحراكات الشعبية أو عن الدولة الأردنية في الطرح
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
السياسي والشعاراتي...؟
--------------------------------
- لا نريد تفنيد ما أصبحت عليه حماس مثلا وقد أضحت أغلى أمانيها إمارة في غزة ، ولن نتوقف عند تأكيد الجماعة في مصر ، المغرب وتونس على إحترام المعاهدات مع يهود ، ولن نتطرق إلى سقوط شعار الإسلام هو الحل ، ولن نتوقف عند إصطفاف الجماعات في الصف المقابل لفسطاط المقاومة والممانعة ، ولن نُذّكر بأن الجماعة وفي غير مكان تستدعي حلف الناتو لمساعدتها في الوصول إلى الحكم ، العراق ، ليبيا ، اليمن وسورية ، ولن نبحث عن إسقاط شعار تحرير فلسطين من البحر إلى النهر ، لكن جماعة المتأسلمين في المملكة الأردنية الهاشمية لهم ما يُميزهم ، فهم الأشطر في الركمجة والأكثر إتقانا لتفعيل البراغماتية ، كما أنهم الأشد ولعاً في تطبيق الميكافلية للوصول إلى الغاية المنشودة ، وهو ما تحذر منه جماعة فاقدي الدهشة .
- التحذير...? لإن جماعة المُتأسلمين في الأردن ، تحاول أن تداري فشلها وتبدد إحباطاتها ، في محاولة الركوب على أكتاف فئات من الشعب الأردني ، الذين يسعون للإستعراض ، المناكفة لغايات شخصية أو الحصول على مكاسب ومناصب ، أو إظهار بطولات دينكيشوتية ، أو أولئك المخدوعين بنوايا المُتأسلمين وأجنداتهم ، أو بعض الأغرار الذين يدمجون بين الحركات المطالبية والسياسية ، ولا نريد القول أن هناك من ينفذ أجندات يقف وراءَها أعداء المملكة الأردنية الهاشمية . إلى كل المخدوعين والذين لا يعرفون حقيقة نوايا جماعة المتأسلمين ، لا بد أن يدركوا أن وجودهم في المسيرة ، يقع - تحت بند زينات مملكات ، وزيادة العدد ، لأنه لو كانت جماعة المتأسلمين واثقة من ثقلها وقدرتها على حشد 50 ألفا ، لكانت نأت بمسيرتها عن الجامع الحسيني وصلاة الجمعة ، ولكانت حددت مكانا مفتوحا على الفضاء وفي غير يوم الجمعة ، لكنها تريد أيضا ركوب أكتاف المصلين ، المتسوقين ، الباعة ، الفضوليين ، أهل السق المزدحم كل يوم جمعة منذ بناء المسجد الحسيني وضيق المكان ، الذي يعكس كثافة بشرية تلقائيا.
- طالما كنا نحترم وما نزال نحترم ذواتا وقامات أردنية لشخوصهم ، ولإدائهم السياسي في صفوف الجماعة ، فإننا نأمل أن يكون لهؤلاء الذوات والقامات الوطنية التي عُرفت وإتسمت بالرشاد والعقلانية ، القدرة والتأثير على أصحاب الرؤوس المشتعلة لدرء هذه الفتنة قبل أن نردد ليت ساعة مندم ، والله من وراء القصد.
nabil_amro@hotmail.com