أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


في العلاقات الأردنية -السورية

بقلم : حسن عجاج عبيدات
02-10-2012 09:47 AM


تصاعدت التوترات في المنطقة بتصاعد الأزمة السورية التي ساهم في تأجيجها أعراب الخليج متحالفين مع أردوغان بأوامر أمريكية غربية . وقف النظام في الأردن من قرارات الجامعة العدوانية على سورية موقفاً متحفظاً على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية , وإغلاق الحدود حرصاً على مصالح الشعب الأردني ,وبرغم الضغوطات التي تمارس عليه من اجل تغيير مواقفه , فقد أعلن أنه لن يقبل أي تدخل خارجي في سوريا ,وأنه مع وحدة سوريا , ومع الحل السياسي الذي يضمن توافق جميع الأطراف ومصلحة الشعب بكل أطيافه .

يحاول أعداء الأمة زج الدول المجاورة لسوريا في الأزمة , وذلك بفتح حدود هذه الدول للمسلحين وتسهيل دخول الإمدادات التي تأتي من دول الخليج إلى داخل سوريا . ونشاهد كثيراً من العمليات العسكرية التي تقع على الحدود المشتركة, وتستهدف بعض القرى الحدودية وذلك بإثارة أهالي هذه القرى , وإرغام عناصر الجيشين على تبادل إطلاق النار !! . إن هذا الأمر جد خطير , ويجب وقفه وهذا ماعملت القيادتان على وقف هذا التشابك بالسرعة القصوى , كما إن هناك نفرا داخل الأردن لاتهمه مصلحة الأردن نظاماً وشعباً, ويسعى لزج الأردن في الأحداث الجارية في سوريا لأن إسقاط النظام السوري , واستبداله بنظام جديد , يضمن مصالح الأردن بشكل أفضل مما هي عليه الآن على حد زعمه .

وقد وصل الأمر بهذا النفر الدعوة إلى إبعاد السفير السوري من عمان ,واسترجاع السفير الأردني من دمشق . ونادى بعضهم بإغلاق الحدود بين البلدين تماماً كما يعمل حلفاؤهم في بيروت من جماعة 14 آذار الذين ينادون بإبعاد السفير السوري من لبنان ,وجلب السفير اللبناني من دمشق !!, وكأن هذين الفريقين يسيران على خط واحد معاد لسوريا ويخدم المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة !! .
- ظل موقف الإعلام في الأردن منذ بداية الأحداث موقفا مؤيداً لما يسمى بالمعارضات السورية , يسعى لتعبئة الرأي العام الأردني تعبئة مليئة بالمغالطات , ولا تعكس الحقيقة القائمة في سوريا . كما إنه إعلام بغالبيته لا يعبر عن رأي المواطن الأردني تعبيراً صحيحاً . أما نتيجة الاستطلاع الذي أعلنته بعض الصحف الأردنية والذي يشير إلى أن 65% مع ' الثورة ' وتغيير النظام , وأن 35% من الشعب يعتقد أن ما يجري مؤامرة على سوريا , إن هذه النتيجة مأخوذة من استطلاع عدد محدود من المواطنين , وهذه الاستطلاعات بعيدة عن الحقيقة , وغالباً ما تكون نتائجها خيالية .

- إن للأردن مصالحاً كبيرة مع سوريا , وعلى العلاقات الأردنية الاستمرار بشكل ايجابي والتعمق لتحقيق المصالح المشتركة , وعلى النظام أن ينأى بنفسه بشكل ايجابي عما يجري في سوريا , وان يدعم استمرار العلاقات الدبلوماسية , وإبقاء الحدود مفتوحة بين البلدين .

- إن استقرار الأردن والحرص على أمن المواطن والوطن يجب توفره , وعلى الأردن أن لا يدفع ثمن أخطاء غيره .لقد أثبت الشارع الأردني أنه بمعظمه مهتم ومتألم ُ لما يجري في سوريا , وأنه يرفض التدخل العسكري الخارجي,ويحرص على حل الأزمة على أيدي السوريين عن طريق الحوار . وإن سياسة النأي بالنفس التي التزم بها الأردن لاقت استحساناً من مختلف شرائح المجتمع الأردني. وإن الشعب الأردني لا يقبل برشوات على حساب الدم السوري .

- أما اللاجئون السوريون الذين قدموا للأردن لأسباب عديدة , فيجب التعامل معهم على أنهم جزء من شعب عربي , كان ملجأً لمئات آلاف اللاجئين العرب الذين وفدوا إليه بسبب الغزو الأمريكي للعراق , والاعتداءات الصهيونية على الشعب اللبناني.وقد أحسن وفادتهم ولم يستغلهم , بل أستوعبهم جميعاً متحملاً التبعات الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عن وجودهم في بلده سوريا .

وعلى السلطات الأردنية التي أخذت تعاني من وجود اللاجئين السوريين, أن تعمل بالتنسيق مع المسؤولين في سوريا على عودة السوريين الذين قدموا للأردن , حيث أعلنت السلطات السورية وعلى أعلى المستويات أن سوريا ترحب بعودة أبنائها , دون أية مسؤولية تقع على عاتقهم , ولن يمسهم سوء , وان الحكومة السورية لا تقبل أن يغادر أي أحد من أبنائها ليقيم في خيمة !!!

- إن صمود سوريا يشكل عاملاً لاستمرار الأردن موحداً صامداً , قادراً على رد التحديات ووقف المؤامرات التي تستهدف هويته , وأهم من ذلك دفن مقولة ' الوطن البديل ' التي لاتزال على أجندة المشروع الصهيوني التوسعي وأتباعه .
- إن المضي في اتخاذ القرار المستقل وعدم الانسياق وراء الدعوات للتدخل في الأزمة السورية , والدعوة إلى حل سياسي يحفظ وحدة وسيادة سوريا , ويحقق تطلعات الشعب العربي السوري في بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية ,القائمة على العدل والمساواة بين مختلف أطياف الشعب هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه الأردن , لأن سوريا ستتجاوز هذه الأزمة وستخرج أقوى وأمتن , وأكثر قدرة على المضي في تحقيق طموحات المواطن العربي في الصمود والتصدي حتى تعود الحقوق العربية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير للشعب الفلسطيني .



Hasan.ajaj1@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
02-10-2012 10:13 AM

احسنت يا ابا مؤنس لقد تكلمت بالحقيقة التي يجب ان يعرفها كل انسان يغار ويخاف على بلده حياك الله

2) تعليق بواسطة :
02-10-2012 10:24 AM

يا رب نصر بشار

3) تعليق بواسطة :
02-10-2012 11:23 AM

هذا كلام عاقل للذي لا يريد أن يرى الا بعين واحدة ولا يريد أن يسمع الا بأذن صماء .

انظروا كيف بدأت وكيف أصبحت . بدأت سلمية وأصبحت حرب عالمية . شكرا للكاتب المحترم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012