بقلم : هلال العجارمه
02-10-2012 09:50 AM
جميعنا يعرف أن ما اطلق عليها مسيرة الزحف المقدس أو إنقاذ الوطن أو (خمسينية) الأخوان جاءت بعد عدة صفعات تلقتها الحركة وما ينطوي تحت جناحيها من حراكات، فانحسار شعبية هؤلاء في الشارع وادراة الحكومات ظهرها لمطالبهم التي باتت لاتنتهي ولا يعرف لها اتجاه أو برنامج واضح وإصرار الحكومة على قانون الصوت الواحد ومن ثم المراهنة على التسجيل لهذه الانتخابات واستنهاض المخيمات والعشائر إلى القنابل التي كانت تلقيها الحركة من تزوير للانتخابات وتسجيل الناس بالقوة والتهديد كما ذكر احد قياديي الواجهة في الحركة كل هذه المحاولات شكلت صفعة قوية لها ولمناصريها، فصار لابد من إجراء يعيد لها شيء من ماء الوجه وبحالة عصبية وبائسة أطلق احد قيادييها فكرة المسيرة الخمسينية لإعادة إثبات الوجود.
كما يقال في المثل الشائع أن مجنون يرمي حجر في بئر يحتاج إلى ألف عاقل لإخراجه وهذا مانخشاه من هذا الحجر أن وقع في البئر فلا احد يستطيع أن يخمن السيناريوهات المحتملة لتلك المغامرة التي من الممكن تجنبها بالعقل والحكمة أو خوضها بنتائج غير معروفة لاسيما وان الكثير من العشائر بدأت تتململ وتصدر بيانات ضد هذه المسيرة المغلفة بالفتنة وتتبرأ من أبنائها الذين خرجوا عليها وإنهم لايمثلون إلا أنفسهم حيث أنهم مجتمعين لايتعدون عدد أصابع اليد الواحدة وأنهم قد غرر بهم أما بالعزف على وتر الوطنية أو الدين أو غيرها من المغريات المادية والمعنوية.
أما السيناريوهات المحتملة لهذه اللعبة التي يشكك بها الكثيرون ويظنون أنها محاولة من محاولات الحركة لجر الوطن إلى ليبيا أو سوريا اخرى فهؤلاء يستدلون على شكوكهم بقولهم لماذا هذه المسيرة وبهذا الوقت بالذات ولماذا هذا التجييش لها وهل كل هذا بسبب مقعد بالبرلمان أو وصول إلى السلطة وهل هذه المسيرة ستقود إلى الإصلاح الذي لن يكون إلا على الطاولة وبدون لاعبين خلف الستار ويذهب بعضهم إلى ابعد من ذلك ليقول أن الامور باتت واضحة فالحركة وأتباعها قد صدرت لهم الأوامر العليا ببث الفتنة وجر الوطن إلى مالا يحمد عقباه.
السيناريو الأول هو أن يستمع القائمين على هذه المسيرة إلى صوت الشارع وصوت العقل وصوت درء الفتنة ويشكلون فريقا يطلبون فيه مقابلة الملك ويوصلون له مايريدون وبكل شفافية وهذا الطرح سيزيد من مناصريهم إذا تجاوزت مطالبهم المصالح الشخصية وتناولت هموم الوطن والمواطن فالشارع بات يعرف أن مطالبهم شخصية وتهمهم هم فقط دون الالتفات إلى مصلحة الوطن.
السيناريو الثاني هو أن يلطف الله بالجميع وتعدي هذه المسيرة على خير ولا يحصل لها أي مكروه لاسمح الله ويستعيد القائمين عليها بعض ماء وجههم وننهي هذا الملف الذي بات يؤرق الجميع حتى القائمين عليها إذا كانت نواياهم حسنة.
السيناريو الثالث هو أن تندس فئة من الحاقدين وتخرج المسيرة عن مسارها وهم بالمناسبة كثر وتفرط المسبحة وندخل في دوامة لايعرف نهايتها احد ووقتها نلعن الإصلاح ومن يطالب به وساعتها لا ينفع الندم ولن نستطيع الخروج منها إلا بسوريا أو ليبيا اخرى فأغلبية الأردنيين يقسمون أن لايسكنوا المخيمات على حدود المدورة أو العمري أو في مناطق عازلة ففي هذا الوطن خلقوا وبه سيموتون فأغلبية قادة الحركة يحمل أكثر من جواز وجنسية وله أكثر من وطن يهرب إليه فلن يهمه ماسيحصل بعدها.
السيناريو الخامس هو أن يزج بجوقة الاثنين وسبعين حركة المشاركة في المسيرة بوجه رجال الأمن للاحتكاك بهم وستكون النتيجة أيضا مأساوية تقود إلى السيناريو الرابع.
السيناريو السادس وهو المفاجأة التي تخبئها الحركة وأتباعها وهو الزحف المقدس نحو الأقصى لتحريره وبهذه الحالة سنكون جميعا أمامهم وليس خلفهم فعلى الأقل هناك الموت شهادة لاسيما وان الناشطين من قادة الحركة هم أبناء الأقصى وزحفهم إليها سيكون مقدسا فعلا وموتهم فيها شهادة بأذن الله حيث أن شروط الزحف إلى فلسطين قد تحققت منذ زمن بعيد.
helalajarmeh@yahoo.com