بقلم : جمال المجالي
02-10-2012 12:05 PM
لا يوجد رئيس وزراء أو مسؤول او مخطط استراتيجي يشبه ابن العم الشاعر ماجد المجالي في استكشافه وتعريته للواقع المؤلم الذي وصلنا اليه حيث وضع اصبعه على المصائب التي نعاني منها في جميع المجالات السياسيه والاقتصادية , فقد عبر عن كل ما يجري على الساحة الاردنية بقصائده الجملية منذ عشرات السنوات , و يعتبر الشاعر ماجد المجالي الشخص الوحيد الذي كان يقود حراكا' شعبيا' منذ عقود من خلال قصائده التي شخص فيها الحاله المتردية للدول العربية بشكل عام وخاصة الاردن , منبها' ومحذرا' في جميع قصائده التي تعتبر الشاهد الحقيقي على جميع السلبيات والممارسات الخاطئة وسوف نتناول جزء بسيط من بعض حراكه الطويل الذي بدأ منذ مدة طويلة .
لقد تميز الشاعر ماجد المجالي عن غيره بأن الكثيرون يرددون اشعاره وتفرده بالجرئه والمباشرة في قصائده , وقد تحمل الكثير من التضيق والتهميش من وسائل اعلامنا والمهرجانات المدجنة , كما عرف عنه العفه والزهد ولم يداهن او يجامل في شعره او يفتح حقيبتة كما فعل الكثيرون , فقد رفض الكثير من الاعطيات والصرر وانحاز للشعب العربي والوطن .
أذا الشعراء قالوا بعض نظما'... ألا فلينشدوا من مثل نظمي
أقود على مساوئنا انقلابا' ......وما قلب النفوس كقلب حكمي
ويقول ايضا'
بهم شلل’’ فهم شلل’’ توالت.... لتنسب حمل أمتنا لعقم
في عام 89 يعبر الشاعر ماجد المجالي في قصيده اشتهر احد أبياتها بشكل كبير عندما يقول ( الشعب كالجحش لا شورى له ..ان كلَ زيدٌ امتطاه زياد ) هذه البيت يطالع كل التشكيلات الحكومية التي تواردت على الاردن حتى اصبح المواطن الاردني يعرف رئيس الحكومة القادم قبل ان يعلن تشكيل الحكومة , ثم ينتقل شاعرنا الى وجع اخر يتعلق بالوطن كيف اصبح لعبة في ايدي المتاجرون والسماسرة ( وطنٌ يباع ويشترى ... وتصيح فليحياالوطن) .
لنتوقف عند أحدى صرخاته عندما يشخص الحاله التي تنطبق على جميع الدول العربية في هذا البيت (أرى السرطان ينخر جوف عظمي...ويسقط نخره يا دار لحمي) فقد جمع شاعرنا كل مصائبنا ومشاكلنا بهذا البيت الرائع , فلا نريد ان نتناول الوجع العربي فقد تناوله ذلك بأسهاب في احدى قصائده نقتطف هذه الابيات :
لآمريكا عيونا' في عيوني فكيف...أرى وعين الخصم تعمي
لماذا عصروا مصري بمكر... لماذابدلوا شامي بشؤمي
لما قتلوا بنجد كل جندي... لما احتجزوا الحجاز بغير جرمي
لما عرق العراق يسيل عزا'... وما من ماسحين فيا لقومي
ويقول ايضا'
ومهما طال يومك يا عدوي... سيأتي سيد الايام بيومي
ونرى تألم شاعرنا عندما توزع الخيرات على حفنة من اصحاب الحقائب الذي كان همهم وغايتهم أرصدتهم فقط (لتقسيم الغنائم ما دعينا... وندعى أن دعى الداعي لغرمي).
لنعود الى الهم الوطني عند شاعرنا عندما يخص شاعرنا الكثير من الابيات للذين نهبوا وسرقوا موارد الدولة في قصيده في رثاء الشهيد وصفي التل :
لقد صفوا بلادي افلسوها.. .. وصبوا بأرصدة المصـــــفي
وقد صرفوا دماء الشعب نقدا'... وما حفلوا بنحوي او بصــرفي
فخصخة ولصلصة وعهر.... وثرثرة مغطــــــاة بزيــــفي
ويختم شاعرنا القصيدة عندما يعري هذه الحفنة ويخصهم ببيت جميل (فقد شدت على قطط سروجهم...وأين رؤوسهم من نعل وصفي )
وينصح شاعرنا ماجد المجالي للبقية الباقية من العقلاء عندما يقول:
أقولها كلمات ليس يعقلها... الا الذي بالدم المحمر يشريها
هذه المبادئ في اعلائها ظمئ... هب الجهول وخلي القوس باريها
حيث يوصف شاعرنا الحالة التي وصلنا اليها في قوله:
المهجة انفطرت من سؤ من لقيت..من حفنة سكرت من جوع اهليها
وفي موقع اخر يعري شاعرنا اللصوص بهذا الوسام على صدورهم بقوله:
(بلادي زجها بالدين لصا'... وسلمها المتاجر للمرابي)
ورغم كل المآسي عند شاعرنا الكبير الا ان حبه للوطن اكبر شئ في قلبه :
(انما اهواك يا وطن المآسي.. فمع من كان يا وطني احترابي )
ويقول ايضا'..
(فيا من قد زرعت الصخر زهرا'..... فديتك خذ لري الزهر دمي)
ومع تألم الشاعر الذي أصبح وطنه مثل الانثى الجميله في بيت اصبح مشهورا' ( وذا وطني غدى كأرق أنثى...تفر من اغتصابا' لاغتصابي)
ان الشاعر ماجد المجالي ( والتي تعتبر شهادتي به ناقصة) يتوجع من اوجاع المحافظات الاردنية والقدس والتي ينبذ في احدى قصائده الاقليمية البغيضة والقطرية الضيقة عندما ينشد ..
فما قطرية لمحت فؤادي ... أن الوجع الخليلي المؤابي
أنا أبن اللد وابن القدس قسرا'... ولست أقيم وزنا' للذباب
ان المتتبع لقصائد ماجد المجالي منذ عشرات السنوات يجد انه الوحيد الذي كان يقود حراكا' شعبيا' بمفرده وفي كل بيت من قصائده حراك بكل معنى الكلمه فطالعوا جميع قصائده القديمة فقد تنبأ عن الانحطاط والهوان والفساد .
ان العتب الكبير على وسائل الاعلام الذين اشبعونا بالندوات والمقابلات مع شخصيات مللنا تنظيرها ووجودها , واجزم ان بيت واحد من شعر ماجد المجالي يعرض كل يوم على شاشاتكم أغنى وأشمل من جميع برامجكم .
ان قصائد الشاعر ماجد المجالي يجب أن تعلق على أبواب الدوائر الرسمية وامام هيئة مكافحة الفساد وفي مداخل المحافظات , فهي توفر جهد على الحراكات الشعبية والكتاب والمنظريين , وتصلح قصائد الشاعر الكبير بيان للحكومات الاردنيه وكلمات للنواب لمناقشة بيان الحكومات و الموازنات و ان الربيع العربي في قصائد ماجد المجالي سبق ربيعكم منذ سنوات .