لست سياسيا ولا أحب السياسة ...غير أن تصريحات معالي الوزير أثارتني... فلست اتبع غزية إن غزت أو ارشد إن ترشد غزية... فقد خلقت حرا و أعيش في وطن عزيز أهله أهل عزّ وفخار ... ورأس هرمه كريم ابن كرام... قاعدته العدل أساس الملك..... وعليها سأقول واكتب رأيي بصراحة... دونما تعد.... أو ذم... أو تطاول على البشر كائنا من كانوا... وسأطالب بحقوقي ولن يمنعني احد...
معالي الوزير والناطق الرسمي باسم الحكومة يعرب عن قلقه من تنامي حجم الصحافة الالكترونية والمدونات ... وبالطبع أصبح الآن كل مواطن أردني صحفيا حسب رأيه... لا... لا يجوز أن يصبح المواطن الأردني المسكين كذلك.. ولا يحق له أن يقول رأيه بصراحة ...المفروض والأصل أن نستقي معلوماتنا وكل الأخبار من الصحف الرسمية فقط... ويجب أن يبقى الأردني هيكل شبح يأكل وينام فقط ... ويسبّح ويهلّل بحمد الحكومات المتعاقبة وقراراتها ورأيها فقط ...أما أن يصبح المواطن الأردني متلقيا لمعلومة أو بريد اليكتروني ويطلع عليه ويقوم بإرساله إلى غيره أو كتابه رأيه فيه فهذا لا يجوز... وسيدمر الصحافة التقليدية التي عمودها الصحف اليومية الرسمية...وهنا أسأل معالي الوزير ما هو المطلوب بالزبط ... و كلنا يعلم حقيقة واحدة لا ثانية أو ثالثة أو سابعة لها وهي أن الإعلام الرسمي لا ينقل إلا ما يريده المسئولين... ولطالما عشنا سنوات عمرنا و الإعلام المكتوب والمسموع يصور لنا الوضع بأنه جنة الله في أرضه... بينما نعيش نحن الجوع.. والضنك... والقلة... و أموالنا ومقدراتنا يتحكم بها وينهبها أشخاص معينون ...و هنا لا يريد معالي الوزير للصحافة الالكترونية أو المدونات الشخصية أن تفضحهم أو أن تنقل أخبارهم ...معالي الوزير قال كلاما آخر غير المكتوب.... قال لنا هذا إلي عنا والي مش عاجبو يبلط البحر... ونسي أو تناسى أن زمن أوّل حوّل.... و أن البحر لا يمكن تبليطه....أو انه والله تعالى اعلم يعتقد بأننا مجرد عمال في مزرعة عائلته...معالي الوزير لنا كل الحق باستياق واختيار مصادر معلوماتنا... ولنا كل الحق بقراءة ما نريد... ولنا كل الحق بان نقول رأينا ما كان... طالما أنها ضمن القانون و النظام ولا تسيء لأحد...الأردني الشهم لم ولن يكون وما كان يوما بحاجة لبوصلة تحديد الاتجاه..الأردني واع... ذكي ... مثقف... حريص على وطنه وأمنه و أمته ... فليس هناك داع لان يمتطي احد حصان الوصاية على عقله وشهامته...

معالي الوزير يريد لنا نحن الكادحين أن نبقى جوقة بوق للتعليمات والآراء التي يصدرها هو وباقي المسئولين...
معالي الوزير يريد لنا أن نبقى كمجموعة شياه تتحرك وتتحدد اتجاهها بعصا الراعي الحنونة...

معالي الوزير يتكلم عن الحرية الكلامية وحقوق الإنسان من وجهة نظره الحكومية بمعنى أن الأمر أمري والرأي رأيي وانتم توافقون... و مقسوم لا تأكل... و صحيح لا تقسم....وكل حتى تنسطح...

معالي الوزير يخشى من الصحافة الالكترونية لأنه لم يعد هناك من يقرأ الصحيفة اليومية.... إلا لأغراض الاطلاع عن الإعلانات... و متابعة صفحة الوفيات.... أو حل الكلمات المتقاطعة... أو الفوازير...

معالي الوزير ابن الصحافة ينقلب دورة كاملة.... ولا يريد للأردني أن يرى ويقرأ المخبأ و المستور ...
مشكلة مسئولينا أنهم يعتقدون أنهم أوصياء الله علينا.. و إنهم هم فقط أهل حل وعقد...وباقي الناس لا رأي لهم في الشأن العام.... وليسوا معنيين بما يحصل... بمعنى انه- إن أريكم إلا ما أرى- ..مشكلتهم أنهم يطالبون بالحرية ليئدوها.... ويزفون ألينا إطلالات براقة... هم أنفسهم غير مقتنعين بها..
المواطن الآن... ليس هناك من يستطيع الضحك على ذقنه... أو اللعب على أوتار عاطفته...وليس بمقدور معالي الوزير أن يعود بعقارب الساعة إلى الوراء......لم نعد أبقارا تحلب وبعد ساعة نذهب لشراء كوب لبن ...... قد ولى ذاك الزمن...
في هالزمانات كنا نلعب مع الولاد في الحارة لعبة الراعي و الغنمات بحيث يمثّل احدنا دور الراعي ويمسك عصاية ويلف حولين الولاد ويقول يا غنماتي ماء ماء ويرد باقي الولاد الذين يمثّلون دور الغنمات والعصاية فوق روسهم ماء ماء ماء ماء..

هل المطلوب أن يلاعبنا معاليه نفس اللعبة... الجواب معروف ....