29-08-2010 01:33 AM
كل الاردن -

مصطفى وهبي التل
مثل معظم الأطفال لا يحب أطفالي الذهاب إلى طبيب الأطفال. طبعا السبب لا علاقة له بالدكتور نواف الذي يعامل أطفالي معاملة ممتازة ويوفر لهم أفضل العناية الصحية ويوفر لنا راحة البال.
أطفالي لا يحبون الذهاب إلى الدكتور نواف بسبب الحقن (الإبر). وهم في سن يتطلب التطعيم بالتالي لا تكاد تخلو زيارة لعيادة الدكتور نواف بدون (ابرة). معين الاكبر يحاول ان يتماسك وان يتظاهر بالشجاعة إلى تظهر (الابرة) حيث يختفي قناع الشجاعة ويبدأ بالبكاء. اما جنى الصغيرة فهي لا تعرف التظاهر وتبدأ وصلة البكاء حال اقترابنا من عيادة الدكتور نواف و لا تتوقف الا ونحن في السيارة عائدين إلى المنزل.
ام معين قررت ان تستخدم هذا الخوف من الذهاب إلى الدكتور نواف وهذا الخوف من (الابرة) في شكل علمي. فحين يمتنع الاطفال عن تناول الدواء تعلمهم ان عدم تناول الدواء قد يؤدي إلى تدهور صحتهم وبالتالي إلى ضرورة زيارة الدكتور نواف من جديد . فجاءة يتحول الدواء المر إلى حلوى ويسرع الاطفال لتناوله.
حقيقة اعجبني الموضوع وقررت ان استخدمه لمصلحتي حين لا تكون ام معين موجودة. واصبحت اهدد اطفالي بالدكتور نواف و(الابرة) لتسيير الاطفال كما ارغب. فهذه جنى تحضر لي (الشبشب) والا ستكون (الابرة) في الانتظار. وهذا معين يحضر لي الجريدة وكأس ماء والا (الابرة) جاهزة عند الدكتور نواف. كما اني انعم بهدوء ممتاز ايام العطل لأن معين وجنى يدركون ان اي ازعاج لي قد يؤدي إلى زيارة الدكتور نواف وبالطبع هذا يعني (الابرة).
بالطبع يحدث احيانا تمرد وتململ خاصة من قبل معين الاكبر. لكني اعالج هذا بفطنة سياسية وامعن في تهديد المتمرد بأكثر من (ابرة) بينما المتعاون اغدق عليه وعود الهدايا والحلوى. حتى الآن لم تفشل فطنتي السياسية وسرعان ما يعود المتمرد عن تمرده ويعود الوضع إلى طبيعته: خدمة وهدوء خوفا من (الابرة).
لا اعرف ماهي (الابرة) التي حولت الشعب الاردني إلى شعب مهمته احضار (الأشياء) وجعلت دور الشعب الاردني هو توفير سبل الراحة والهدوء والرفاهية المطلفة للبعض على حساب اطفال الاردن ومستقبلهم. لكن اعرف ان اطفالي سينضجون ولن استطيع تهديدهم (بالابرة) اما شعبنا الاردني فالتلاعب به وغياب الرجال يجعله مهدداً بأن يبقى في مرحلة الطفولة والخوف من (الابرة) حتى اشعار آخر.