بقلم : عبد الغفور القرعان
04-10-2012 09:02 AM
المتابع لكثير من وسائل الإعلام الرسمي وغير الرسمي - ومنذ الإعلان عن المسيرة المنوي تنظيمها يوم الجمعة القادم - يلاحظ مدى التجييش الإعلامي المنظّم الذي قادته بعض الأقلام والبرامج الموجّهة ضدّ هذه المسيرة . فتارة خرجت بعض الأصوات تنادي بأنّ هذه المسيرة ومنظميها يسعون إلى بلبلة أمن البلد , وتارة أخرى ( شطح ) آخرون بعيدا واتهموا منظمي المسيرة بأنهم يسعون إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد , جميعها إتّهامات تفتقد إلى أيّ دليل وينقصها احترام المشاهد والقارئ لتلك الخطابات .
جميع الخطابات المشحونة الّتي أطلقها معارضو هذه المسيرة تجاهلت ذكاء المستمع والمشاهد والقارئ على اختلاف ثقافاتهم وأفكارهم . فقد تناسى هؤلاء أنّ هذه المسيرة لا تختلف عن آلاف المسيرات التي تمّ تنظيمها في الماضي ولن تكون الأخيرة , كما أنّها مسيرة لا تخالف قانون الإجتماعات العامة الذي أقر مؤخّرا . وبالرجوع إلى تصريحات قيادات المنظمين لهذه المسيرة فهدفها الإسراع في وتيرة الإصلاحات والمضي في محاسبة الفاسدين ووقف الفساد , فهل باعتقاد المعارضين لهذه المسيرة أنّ هناك أحد ضدّ تلك الأهداف ؟ أم أنّهم يريدون تقسيم المواطنين إلى طائفتين :- طائفة تنادي بالإصلاحات ومحاربة الفساد وأخرى ضدّ الإصلاحات ومع بقاء الفساد ؟؟
ومن المستغرب والمضحك أنّ بعض المحرضين ضدّ هذه المسيرة يعلنون ويصرّحون بكل جهالة أنّهم ضدّ هذه المسيرة وأنّهم مع التعبير الديمقراطي والسلمي عن الرّأي , وكأنّ هذه المسيرة غير ديمقراطية وغير سلمية , ونسي هؤلاء أن يفصّلوا لنا كيف تكون المسيرات ديمقراطية وسلمية بنظرهم ؟؟!!
هدف أكثر هؤلاء المعارضين أنفسهم – عن قصد أو غير قصد – التلاعب بأمن الوطن وإشعال الفتنة عن طريق بث روح الكراهية والحقد بين الأخوة لأهداف نعلمها ويعلمونها , فلم ولن تمرّ تلك الأهداف على أحد . فالوعي أصبح سمة الجميع فلا مكان لكم يا من تريدون الشرّ بين الأخوة .
لم يخطر على بال هؤلاء أنّهم بتحريضهم غير المحمود هذا قد أوصل الكثيرين ممّن كانوا لا ينوون المشاركة في مسيرة 5-10 أن يتّخذوا قرارا بالمشاركة , إمّا للذّهاب ليروا ما سيحدث – ولن يحدث إلا الخير بإذن الله - أو ردّا على هؤلاء وبطريقة عملية والقول لهم : لا مجال لكم فنحن شعب واحد وإن اختلفت الأفكار والإنتماءات الحزبية .
إنّ تاريخ 5- 10 – 2012 سيكون يوما تاريخيا للجميع وسيثبت الأردنيون جميعهم أنّهم على قدر المسؤولية وأنّهم يستحقون الإحترام من العدوّ قبل الصديق . وأنّ وحدتهم لن يتلاعب بها من يتشدّقون بالحفاظ على أمن الوطن مهما كانت خطاباتهم وأساليبهم .