بقلم : د.مولود عبدالله حسين رقيبات
08-10-2012 09:08 AM
من الاجهزة الامنية والاستخباراتية ودوائر صنع القرار واتخاذه في سوريا، التي تحوي معلومات غاية في الخطورة سواء ما يتعلق باسقاط الطائرة التركية وقتل الطيارين ام تورط الرئيس السوري شخصيا باصدار الاوامر لتفجيرات دمشق وحريق الدوحة، السورية المسربة والتي تبثها قناة 'العربية الحدث' على حلقات لا تدع مجالا للشك ان سلمنا بصحتها- وليس امامنا غيرذلك لمعرفتنا بتاريخ النظام السوري على مدى اكثر من اربعين عاما ، ان المنظومة الامنية لهذا النظام اضحت اليوم مخترقة بشكل فاضح و دلالة على ما يعتريها من عجز وتآكل آلياتها امام المقاومة السورية على مدى اكثر من عام ونصف وتلقيها الضربات الموجعة في قياداتها سواء بالعمليات النوعية للجيش السوري الحر او ما نشهده اليوم من تسريب لوثائق مخابراتية بهذا المستوى من الدقة والخطورة ، و لم تترك هذه الوثائق مجالا لاحد في العالم في التشكيك بالدور الروسي والايراني في المشاركة المباشرة والفعالة في ما يجري في سوريا وعدم التوقف عند الدعم العسكري،بل الامني والاستخباراتي .
الملفت للنظر في هذه الوثائق الدور الاستخباراتي السوري في محاولة زعزعة امن واستقرار بعض دول المنطقة وفي مقدمتها دول الخليج العربي والاردن ولبنان وهو ما تم تنفيذ بعض مخططاته في لبنان وقطر وكلنا يعرف قصة المتفجرات التي ادخلها الوزير الاسبق سماحة الى لبنان بهدف اثارة الفتنة الطائفية كما نعرف تفجيرات اسواق الدوحة ،ولكن الاغرب من كل هذا وذاك محاولات النظام السوري اثارة الفوضى وزعزعة الامن الاردني وهو ما لن يتم، ولا يمكن ان يتحقق له ذلك لان الاردن تجاوز مثل هذه الالاعيب منذ زمن طويل بصلابة عزيمة اهله وقوة ومنعة الجبهة الداخلية ووعي الاردنيين لما يخطط لهم في الخارج. محاولات زج الاجهزة الامنية السورية بعض منتسبيها بين اللاجئين السوريين في الاردن والايعاز لهم باثارة الشغب احيانا في المخيمات والاصطدام برجال الامن الاردني كلها خطوات مفضوحة والاعيب مكشوفة لا تنطلي على الشعب الاردني ولا على ساسته المخضرمين . بالرغم من حرص الاردن وقيادته على البقاء بعيدا عن الازمة السورية مراعاة للعلاقات التاريخية والجغرافية والديموغرافية بين البلدين الشقيقين الا ان اجهزة النظام وبايعاز مباشر من رأس النظام تسعى لخلق اجواء مشحونة في العلاقات الحميمية ، ولا بدهنا من طمأنة هذه الاجهزة بعدم قدرتها على اختراق الاستقرار الاردني، وان الاردنيين لها بالمرصاد ولن تتمكن من تمرير مخططاتها الظلامية والظالمة ،وبنفس الوقت التنبيه بان الاردن وبعد نشر الوثائق الامنية السورية مستهدف علنا من قبل هذه الاجهزة مما يوجب الحذر واتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على امننا واستقرارنا الذي يحاول النظام السوري زعزعته للتخفيف من وطأة الضربات على الارض ومواجهة العزلة التي يقبع فيها، محاولا ان يبين للعالم ان الارهاب الذي يدعيه يعم المنطقة باسرها وان زواله يعني انتشار الفوضى وتهديد للمنطقة عامة.
مخططات النظام السوري للعبث في امن الاردن تكشف بوضوح زيف ادعاءات الاسد وايمانه الواهم بان هناك مؤامرة دولية تحاك ضده مؤكدا قدرته على هزيمة هذه المؤامرة حتى لو كلف ذلك تدمير سوريا ويتضح بعد نشر الوثائق لو كلف تدمير المنطقة باكملها. وامام هذه الحالة لا يمكن القول الا ان هذا الكائن وصل به الحال الى الشيزوفرانيا 'الهستيريا'والجنون وهو ما يظهر ليس فقط في اوامره التي ابرزتها وثائق مخابراته ولكن في تصرفاته اليومية التي تجعل من هذا الصبي اسير الصوت الروسي والايراني فقط ويجافي صوت العقل . ثلاثون الف شهيد لم تهز ضمائر مجموعة الوحوش من المنظرين، الذين يلتفوا حول بشار ،لم تهزهم حتى الكارثة التي يعيشها شعبهم المفترض ،اكثر من مائتين وخمسين الفا من اللاجئين في الاردن وتركيا ولبنان ودول اخرى خرجو لاجئين لا للسياحة ،يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها نسبة من معايير المعيشة الانسانية .ان هذا المخلوف المصاب بالانفصام منذ الطفولة لا يرى الحقيقة للواقع السوري ويستمر باصدار اوامره لشبيحته ونبيحته بالقتل وتدمير المدن والقرى والبلدات واغتصاب النساء واختطاف الطفولة ،واليوم بالاعتداء على الاخرين، في تركيا ولبنان والاردن، بحجة الممانعة واحباط المؤامرة التي ان وجدت فهي من نسجه مع قوى الشر الايرانية والايدي الملطخة بالدم من حزب الله اللبناني والقوى الخفية في تل ابيب وموسكو. وتبقى الحقيقة الصامدة التي لا تتأثر بجهنمية التفكير الاسدي ولا بمخططات الشر الصفوي الايراني، والتي تتمثل في الموقف الاردني الهاشمي الثابت والداعم لكل الاشقاء العرب انطلاقا من دوره العروبي وان الهاشميين وجدوا لخدمة الامتين العربية والاسلامية وسيظلون على هذا الحال مهما تنكر الاشقاء لهم، وان الاردن تجاوز مراحل الاعيب الدسائس وحياكة المؤامرات المخابراتية.