بقلم : م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران
11-10-2012 10:21 AM
نكتب اليوم سطوراً من أجل وطننا الذي يعيش فينا ونعيش فيه، بعد أن رأينا كيف نظمت مسيرة 'إنقاذ الوطن'، وذهب كل إلى بيته، وأحاط نشامى الأمن العام بالمسيرة من كل جانب لحمايتها وتأمينها، ويستحقون ومسؤوليهم، كل تحية على ما أبدوا من أخلاق رفيعة، فبوركتم يا درع الوطن.
لكن السؤال لمنظمي المسيرة، ماذا لو سمحت الدولة بتنظيم المسيرة المضادة من باب حق التعبير، ماذا ستكون النتائج حينها !!
كنا سنرى وقتها خياران أحلاهما مر، أولهما أن تقف كل مسيرة في جهة تشتم الأخرى، وتظهر أنها هي الأكثر ولاء للبلد من الأخرى، والأمن يفصل بين الطرفين حتى تخرجا بأقل الخسائر، وهنا سنكرس لواقع لبنان عندما نرى مسيرة 8 آذار و مسيرة 14 آذار، يعيشان مع بعضهما على مضض، والكراهية تزداد بينهما كل يوم للأسف !!
أو أن نرى الخيار الأسوأ، وهو أن يدخلا في عراك تسيل معه الدماء، والتي ستدخل البلاد في دوامة عنف لا يعرف إلى أين يمكن وصول مداها، وكم عدد ضحاياها، أيضأ كما نرى في الجارة الشمالية التي أصبحنا لا نعرف كيف ولماذا تسال فيها الدماء للأسف.
لا نريد للوطن أن يكون لا هذه ولا تلك، نريد وطننا، الذي نأمن فيه على أنفسنا وأهلنا وجيراننا، مضرباً للمثل في الرقي وتقبل الآخر، فكلنا يعرف أن هناك فساداً، نرفضه ولا نقبل به، ولكن إصلاحه لا يكون بإقتلاع الشجرة من جذورها، أو بين ليلة وضحاها، ولا نريد إشعال النار، التي إن إشتعلت لن يستطيع حتى مشعل فتيلها أن يطفئها.
ويجب أن نتوقف هنا عند الوثائق المسربة والتي تؤكد محاولة النظام السوري زعزعة الإستقرار في بلادنا.
ونستغرب ممن يكررون تأكيدهم قناعتهم التامة بأن جلالة الملك والهاشميون هم صمام الامان للبلاد بعد الله، ثم يرفضون ضمانات الملك لعملية الإصلاح !! فإما أن يتفقون على جلالة الملك ويثقون في وعوده كرأس للدولة، أو يعلنوها صراحة بأنهم لا يثقون بالملك ولا بوعوده.
يا جلالة الملك، نقدر أن البلاد تمر بأصعب حالاتها، سياسياً، وإقتصادياً، وإجتماعياً، ونرجو أن تسمح لنا أن نهمس لك ببعض أوجاعنا لعلها تجد طريقها ضمن مسيرة الإصلاح، يشاركنا في ذلك الكثير من أبناء هذا الوطن، نتمنى يا سيدنا أن نرى أحكاماً تثلج الصدر في قضايا الفساد التي أغرقت البلاد في مديونية تجاوزت 15 مليار دينار، ولا نجدها إلا في إزدياد، والحلول دائماً على حساب المواطن 'الغلبان' بزيادة الضرائب والأسعار، حتى أصبح المواطن يخشى فرض ضريبة على الهواء الذي يتنفسه !!
كما نتمنى رؤية أموال الوطن تعود إلى كنفه، ورؤية من سرقها يحاسب أمام الجميع مهما كان حسبه ونسبه، تجسيداً ولو لجزء من المبدأ النبوي 'لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها'.
لقد أثقل كاهلنا بعض المسؤولين ممن حفظنا أسمائهم ووجوههم، وأصبحنا نشعر بأنهم يتعاملون مع هذا الوطن كعزبة ورثوها عن آبائهم، ونؤكد بأن هناك الملايين من الأوفياء من أبناء هذا الوطن ممن عرفوا بالنزاهة ونظافة اليد جاهزين لخدمته في كافة الميادين، ونحتاج حقيقة لرؤية أمثال هؤلاء في المناصب القيادية، لتتوقف ممارسات الفاسدين ممن أمنوا العقوبة وأساؤا الأدب.
بلادنا نتمناها دائماً دوحة غناء كما تتنماها أنت يا مليكنا الغالي، تنبض بالمحبة والسلام والإخاء.
ونعم هناك أخطاء يا جلالة الملك في المسيرة تعلمها قبل أن نعلمها، ولم يقل الملك يوماً بأنه نبي معصوم، ولذا علينا أن نصارحه بكل صدق بهذه الأخطاء من أجل هذا الوطن، ويكفي معارضي الملك أنه حفظ لهم الحق في التعبير، حتى بعدما وصل الأمر بالبعض الإساءة له ولعائلته، أفلا يستحق بعد كل هذا أن نضع أيدينا في يديه من أجل مستقبلنا جميعاً؟
هذه بضعة سطور كتبناها من أجل هذا الوطن الذي نحب، وطن المحبة والإخاء الذي نرى فيه مستقبلنا، ولذلك خرجت منا بصراحة إلى جلالة الملك.