25-07-2010 06:31 PM
كل الاردن -
د. أحمد القطامين
الذين خططوا ونفذوا عملية اغتيال الحريري كانوا يعرفون تماما ماذا يفعلون.. ولا زالوا يعرفون تماما ما المطلوب للوصول الى النهايات المرغوبة. فقد شكل اغتيال الحريري عام 2005 فجوة ضخمة في جدار البلد تدفقت عبرها موجات عاتية من النيران والحمم الحارقة ادمت وجدان الوطن اللبناني وجعلت منه منصة ضخمة عائمة تعبر من خلالها كل انواع المؤمرات والدسائس ضد لبنان والجوار العربي في هذه المنطقة المستباحة من العالم.
وبالرغم من ضخامة حجم المؤامرة وكثافة التعاطي المحلي معها استطاع اللبنانيون ان يلملموا جراحهم.. وان يستعيدوا مستوى معقولا من الوعي الوطني وان يعودوا الى معادلة اقتسام السلطة وتدوالها على ذات الاسس القديمة ذات الطابع الطائفي المتفق عليه.
الا ان هذه العودة لم تعجب القوى الاجنبية ولم تتوافق مع مصالحها المعروفة، لذلك عادت الى الحفر في جدار لبنان الخارجي لفتح فجوة جديدة ليتدفق منها من جديد موجات النار والحمم التي يراد لها ان تعصف بلبنان من جديد وهذه المرة من خلال المحكمة الدولية التي انشأتها الدول الكبرى من خلال الامم المتحدة، حيث تفيد المعطيات المتوفرة لغاية الان ان تلك المحكمة ستصدر في غضون شهرين قادمين لائحة اتهام تؤكد كل المصادر انها ستدين عناصر من حزب الله في عملية الاغتيال.
كانت كل المعطيات التي سربتها المحكمة الدولية في السنوات الماضية تشير باصبع الاتهام الى دور سوري كبير في عملية اغتيال الحريري.. وعلى هذه الخلفية تم انتاج مجموعة كبيرة من التهم ومجموعة من الشهود الذين اعترفوا فيما بعد انهم شهود زور تم استقطابهم وتدريبهم بعانية للقيام بهذا الدور.. وبعد ان تبين ان كل هذه التهم غير قابلة للاستمرار تم صرف النظر عن سوريا واخرجت تماما من دائرة الاتهام .. وبقي العالم ينتظر هوية المتهم الجديد.
واخيرا اعلن رئيس اركان الجيش الصهيوني اشكينازي ان المحكمة ستوجه الاتهام الى عناصر من حزب الله.. وهنا لا بد من ملاحظة الجهة التي اعلنت الخبر.. وهي في الحقيقة الجهة صاحبة المصلحة الاساسية في عملية الاغتيال والمستفيدة الوحيدة من تفاعلات تلك العملية.
الان، اصبحت الامور واضحة وعلى اللبنانيون ان يعيدوا حساباتهم ويتنبهوا لخطورة ما يحك ضد بلدهم من خلال المحكمة الدولية وغير المحكمة الدولية.. فلبنان يراد له ان يدخل سريعا وبعمق في عين العاصفة خدمة لمخططات جديدة ستبدأ مؤشراتها التمهيدية بالظهور في الاسابيع والاشهر القادمة وسيكون كالعادة الخاسر الوحيد لبنان والعرب.
qatamin8@hotmail.com