بقلم : مالك فايز طاهر المومني
14-10-2012 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله و الصلاة و السلام على قرة عيني رسول الله و بعد:
النائب المخضرم الرصين المتكلم المناكف لمؤسسة القصر و للحكومات المتتالية المعارض بقوةلقانون الصوت الواحد و لتبعية الدوار الرابع للأجهزة الأمنية هو نفسه دولة الرئيس المعين الذي أبقى على معظم الوزراء في الحكومة السابقة و التي عارض سياساتها بشدة! و الذي يدافع عن قانون الصوت الواحد و الذي يدعو الجميع للمشاركة بالانتخابات ...
كم كنت متفائلاً حين تم اختيار د. النسور لرئاسة الحكومة، و قد طرحت عدة سيناريوهات للخروج بالوطن و المواطن من عنق الزجاجة فيما يتعلق بقانون الانتخاب غير المرغوب من أطياف شعبية كثيرة على رأسها جماعة الإخوان المسلمون و الحراكات الشبابية الشعبية، قال البعض: سيلغي النسور حل البرلمان استناداً لرأي استاذ الدستور الذي اعتبر حل المجلس قراراً إداريا قابلاً للإلغاء خلال 60 يوماً من صدوره! ثم يتم تعديل قانون الانتخاب.
و قال آخرون: ستفرض حالة الطوارئ لنفس الغرض، بهدف مشاركة أكبر شريحة من المجتمع في الانتخابات المقبلة و حتى ينتج برلماناً قوياً قادراً على تجنيب الأردن الآثار السلبية لما يعرف بالربيع العربي، و لكن ما حصل هو غير ذلك تماماً; فمنذ توليه رئاسة الوزراء أكد النسور أن قانون الصوت الواحد هو رأي الأغلبية! وأن الانتخابات ستجري وفقا لذلك القانون البغيض.
و لأكون أكثر وضوحاً وواقعية دعوني أقتبس من كلام د. النسور نفسه فمن أهم تصريحاته:
'
1. يجب ان تكون الاجهزة الامنية والمخابرات خلفكم لا امامكم .. نريدك ان تقودها لا ان تقودك .
2. غالبية أعضاء مجلس النواب كانوا ضد مبدأ الصوت الواحد، وعند التصويت غيروا قنعاتهم المعلنة، ومعظمهم كانوا ضده.
.3 قانون المطبوعات والنشر رجعة للخلف، مشددا على ضرورة رد القانون كاملا.
.4 الحكومة القادمة لا يجب ان تكون فقط حكومة منتخبة بل يتطلب منها التخفيف عن المواطن ورفع حالة الضنك التي يعيشها من خلال تطبيق برامج انية وسريعة ومحكمه لهذه الغاية.
5. لو أردت أن انصح الرئيس المكلف لنصحته باشراك الاسلاميين بتشكيل حكومة .
6. الإصلاحات السياسية غير كافية لان المواطن الأردني لم يشعر بنتائجها حتى اليوم، وان هذه المرحلة الحرجة والصعبة تفرض على الدولة اجراء اصلاحات تمس المواطن بشكل ملحوظ متسائلا كيف نقنع الشارع الغاضب ان الحكومة تجري اصلاحات وحكومة الطراونة تعمل بطريقة تقليدية ورافضة للتغيير.
7. مجلس النواب السادس عشر مزور ولدي ما يثبت ذلك\\\\\\\'
أين ذهب هذا الكلام يا د. عبدالله النسور؟ و قد ظهرت منذ اليوم الأول إشارات التنصل من كثير منه فمثلاً:
1. هل تقود أنت الأجهزة الأمنية و غيرها من مؤسسات الدولة؟ لماذا إذن تمترست خلف نفس الوزراء الذين كنت تشن عليهم هجوماً لاذعاً؟
2. ما دمت تعلم أن الغالبية ضد قانون الصوت الواحد لماذا لم تقم – و أنت رئيس السلطة التنفيذية الآن- بإيجاد سبيل مناسب لتغييره!
3. هل من يعتقد أن قانون المطبوعات و النشر رجعة للخلف يعيد نفس الوزير الذي أقر القانون (سميح المعايطة) إلى حكومته؟
4. تناقض آخر هنا .. فدولته يتحدث عن رفع الضنك ثم يبقي الوزير المنادي بتحميل المواطن أعباء العجز في المواطنة!و يرى في رفع الأسعار و تحرير السلع الحل الأمثل، ألا يوجد تناقض هنا؟
5. و ماذا فعلت أنت مع الإسلاميين؟ كم وزيراً منهم في حكومتك ؟
6. تدعي أن حكومة الطراونة تعمل بطريقة تقليدية رافضة للتغيير ثم ترفض أنت تغيير هذه الحكومة من خلال الإبقاء على وزراءها ضمن تشكيلتك!
7. مجلس مزور – على حد تعبيرك – ليس مؤهلا لسن قانون للانتخاب!
ترى.. هل انقلب الدكتور النسور حال دعوته للرابع؟ أم تم قلبه من قبل آخرين ؟ أم أن كل التصريحات النارية التي وردت على لسان د. النسور (قبل التعيين) لم تكن إلا تعبيداً لطريقه نحو الرابع؟ أم ربما أسأت أنا الفهم؟ طوفان من الأسئلة تشكل إعصاراً يكاد يفجر دماغي و لربما تأتي الأيام القادمة بإجابات شافية...
حمى الله الأردن و طهره من كل الفاسدين .. اللهم ول أمورنا خيارنا فقد كثر الخبث