أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الاصلاح بين الاقوال والافعال

بقلم : د. رضا المومني
17-10-2012 09:33 AM

كل الشعارات التي رفعت طوال السنتين الماضيتين ولا زالت ترفع ليل نهار عبر وسائل الايصال المرئية والمسموعة والمقروءة وبشتى أساليب التعبير التى أصابت المواطنين بالصداع ,هذة الشعارات جميعها تتحدث عن الاصلاح ليل نهارولكن لم بتبين منها غير الضجيج الاعلامي الخالي من المحتوى والبهرجة الخطابية الخالية من المصداقية وكل من يقول غير هذا هو اما ان يكون مسكين بسيط التفكير واما ان يكون انسان عادي سهل الانقياد تجره حملات التضليل حيثما تشاء واما ان يكون صاحب ذكاء منحرف.
أن أول درجة في سلم الاصلاح هي اجتثاث الفساد وذلك يتم من خلال تفكيك منظومته الاخطبوطية التي امتدت و بضراوة ناعمة الى كل مناحي الحياة السياسية والمالية والادارية والاقتصادية والتربوية والاجتماعية والاخطر من كل هذا أنها تسربت الى اعماق النفس الانسانية فأصابتها بالتلف ولوثتها بالانحراف وسلبت منها كل معاني الفضيلة والايثار وطمست بصيرتها حتى ماعادت تفرق بين الحق والباطل ,بين الغث والسمين وبين المعروف والمنكر,فتعطلت البوصلة وتاهت النفوس وتاه المجتمع .
أين الاصلاح وماكينة الفساد لم تتوقف عن طحننا ولو للحظة واحدة ونحن نعيش ما أسموه الربيع العربي ومراكز القوى الفاسدة تتصرف الآن كما يحلو لها دونما خوف أو حياء ,تتصرف بكل العنجهية والاستعلاء ضاربة عرض الحائط مصالح الشعب ومصير الوطن والدولة بالكامل,والا كيف لنا ان نفسر كيف تأتي الحكومات وكيف تذهب,كيف لنا أن نفهم ونحن نرى المناصب الوزارية والوظائف العليا تتركز في غالبيتها في افراد ينتمون الى محافظات معينة بعينها دون غيرها وفي عائلات بعينها دون غيرها وكأنهم هم فقط أبناء السيدة وبقية أفراد الشعب هم أبناء الجارية .
كيف لنا أن نصدق بأن هناك اصلاح أو حتى مجرد مشروع للاصلاح يلوح في الافق ونحن نرى المتنفذين وقد تسلموا الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية وسلموها بشكل شبه كامل لللأقارب والأصهار والانسباء أمام أعين وسمع منظومة الامن الوطني وأمام ناظري الشعب المغلوب على أمره.كيف لنا أن نصدق الوعود بالاصلاح ونحن نرى سرطان المحاصصة وقد استشرى في القطاعين العام والخاص وصارت الوظائف توزع على الهوية مناطقيا واقليميا وضاعت قدسية المواطنة,أى وطن هذا الذي نعيش فيه ومن المفترض ان نضحي بالغالي والنفيس دفاعا عنه.
نحن نرى ونسمع ونفهم ما جرى ويجري عندنا وفي دول الجوار, فهل اراقة الدماء ونشر الفوضى والدمار والاقتتال هي الوسائل التي لا بديل عنها للأنظمة حتى ترعوي وتعود الى رشدها أم ماذا؟ خاصة اذا كان من يتحرش بالآخر هي السلطة الحاكمة وليس الجماعات المندسة ذوات الاجندات الخارجية كما يحلو للانظمة العربية ان تسميهم. ان ما نراه هنا في بلدنا الاردن شيء غاية في الغرابة :ليس الشعب هو من يتحرش وانما الحكومات هي التي تتحرش بالشعب وترفع شعار( النظام يريد اسقاط الشعب)!!! الحكومات المتعاقبة كانت ولا زالت تقوم ليل نهار باستفزاز الشعب بكل الوسائل الممكنة ابتداء من الجوع ورغيف الخبز وانتهاء بالبطالة والفقر.قبل الربيع العربي كان الاستفزاز يتم بنوع من التكتم والمراوغة وأما الآن تحت شمس ربيعنا الاردني الاغبر فقد اصبحت الحكومات المتوالدة تستفز الناس جهارا نهارا .لقد سرق الفاسدون أموال الدولة ومقدراتها وتضاعفت المديونية ثلاث مرات وسكتت الحكومات عن السراق ,قد يكون هذا جائز حسب قوانين الواق واق ولكن ما لا يجوز بأي حال من الاحوال وبدلا من ان تقوم حكوماتنا الموقرة باستعادة الاموال المنهوبة ان تقوم بالطلب من الموطنين أداء هذه الديون, هل هنالك استفزاز للمواطنين أكبر من مثل هذا.

ان العقلية التي تمتلكها الحكومات المتتالية والمنهجية التي تدير بها شؤون الحكم هي اكبر استفزاز للوطن والمواطن انها دعوة مفتوحة لاشاعة الفوضى والعنف واثارة مشاعر الناس ودفع الشعب نحو الحائط . ان من حمى ويحمي هذا البلد من الانجراف نحو العنف كما حدث ويحدث في دول الجوار العربي ليست الحكومات وليست سياسات الامن الناعم منها والخشن ,ان ما حمى ويحمي أمن هذا البلد واسقرارة هي طيبة الانسان الاردني وقدرتة العظيمة على الصبر وعلى صناع القرار ان يكفوا عن استفزاز الناس وأن يتذكروا المثل العربي القديم(اتق شر الحليم اذا غضب).



التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-10-2012 11:19 AM

اخي الدكتور رضا لقد عبرت عما يجول في صدور معظم الأردنين نسمع بالإصلاح ولم نرى من هذا الإصلاح ما يساهم في تحسين احوال الناس ،فالحكومات تخيط و الناس يلبيسون ذلك دون ان تستشير رأي المساخيط . الفاسدون لم يبقوا شيئا الا و لو ثوه حتى اصبح الماء ملوث.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012